وفاة نائب الرئيس الأمريكي السابق ديك تشيني

ابين ميديا/متابعات
توفي نائب الرئيس الأميركي الأسبق ديك تشيني عن عمر ناهز 84 عاماً، وفق ما أعلنت عائلته، منهياً بذلك مسيرة سياسية امتدت لأكثر من أربعة عقود ظلّ خلالها واحداً من أكثر الشخصيات نفوذاً وإثارة للجدل في التاريخ الأميركي الحديث.
بدأ تشيني حياته السياسية مبكراً في أروقة البيت الأبيض، مساعداً في إدارة ريتشارد نيكسون، ثم أصبح أصغر من تولّى منصب رئيس موظفي البيت الأبيض في عهد جيرالد فورد، قبل أن ينتقل إلى الكونغرس خلال فترة رونالد ريغان، ويشغل لاحقاً منصب وزير الدفاع في عهد جورج بوش الأب، حيث أشرف على حرب الخليج الأولى عام 1991. وفي عام 2000، اختاره جورج بوش الابن نائباً له، بعد مسيرةٍ طويلة في القطاع الخاص على رأس شركة “هاليبرتون” النفطية.
ورغم معاناته من ثلاث نوبات قلبية، احتفظ تشيني بنشاط سياسي لافت، واعتبر أحد أقوى نواب الرؤساء في تاريخ الولايات المتحدة، وصاحب نفوذ واسع داخل إدارة بوش الابن، خصوصاً خلال هجمات 11 سبتمبر 2001، حين تولّى تنسيق الاستجابة الأمنية في غياب الرئيس الذي نُقل إلى موقع آمن.
ارتبط اسم تشيني ارتباطاً وثيقاً بـ”الحرب على الإرهاب”، إذ كان من أبرز مهندسي الغزو الأميركي لأفغانستان ثم العراق عام 2003، بناءً على مزاعم امتلاك نظام صدام حسين أسلحة دمار شامل وعلاقته بتنظيم القاعدة، وهي المزاعم التي تبيّن لاحقاً عدم صحتها.
وتُعد تلك الحرب التي خلّفت أكثر من 4400 قتيل أميركي في العراق، و2300 في أفغانستان، إضافةً إلى مئات آلاف الضحايا في المنطقة، أثقل إرثٍ في مسيرة تشيني السياسية.
ويذكر أنه ظلّ مدافعاً شرساً عن أساليب الاستجواب القسرية التي استخدمتها الولايات المتحدة ضد المعتقلين بعد هجمات سبتمبر، رغم الإدانات الحقوقية الواسعة.
وفي مقابلة مع “غارديان” البريطانية عام 2018، قال الكاتب جيك برنستين، مؤلف سيرة تشيني: إنه “لم يسع يوماً إلى تلميع صورته”، مشيراً إلى أنه كان يستمتع بلقب “دارث فيدر” الشخصية الشريرة في سلسلة حرب النجوم؛ لأنه كان يرى في القوة غايته القصوى، لا وسيلته إلى المجد.
برحيل ديك تشيني، تطوى صفحة رجل مثّل عقل القوة الأميركية الصلبة، وصوتها الأكثر صراحة في الدفاع عن الحرب بوصفها ضرورة لحماية الوطن، تاركاً خلفه إرثاً سياسياً مثقلاً بالقرارات الكبرى والجدالات التي غيّرت وجه الشرق الأوسط والعالم.








