«صانع الشمس».. هل يصبح الفضاء موطن الطاقة الجديد للذكاء الاصطناعي؟

أبين ميديا /متابعات /عماد الدين إبراهيم

 

في خطوة جريئة تندرج تحت مفهوم «المشروعات الكبرى»، أعلنت شركة غوغل عن مبادرة بحثية طموحة تهدف إلى إرسال أجزاء من مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي إلى الفضاء. يأتي هذا المشروع، الذي أُطلق عليه اسم «صانع الشمس»، لمعالجة الحاجة المتزايدة والمكلفة للطاقة والمساحة لتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي الضخمة.

 

تهدف غوغل إلى استغلال الموارد غير المحدودة تقريباً للطاقة الشمسية في المدار، ما قد يُحدث ثورة في كيفية تلبية متطلبات الحوسبة الضخمة للتعلم الآلي.

الدافع الرئيسي وراء هذا التوجه الجذري هو الطاقة. تحتاج نماذج الذكاء الاصطناعي إلى كميات هائلة من الطاقة، وتواجه مراكز البيانات الأرضية تحديات مستمرة تتعلق بالموارد (الطاقة، التبريد، والمساحة).

 

توضح غوغل في ورقة بحثية أولية أن الألواح الشمسية في المدار الصحيح يمكن أن تكون أكثر إنتاجية بثمانية أضعاف مما هي عليه على الأرض، وتُنتج الطاقة بشكل مستمر تقريباً، ما يقلل الحاجة إلى بطاريات ضخمة.

 

تخفيف الأثر الأرضي

يهدف المشروع إلى تقليل الضغط على الموارد الأرضية، مثل المياه اللازمة لتبريد مراكز البيانات الأرضية والأراضي المطلوبة لبنائها، إضافة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية على المدى الطويل.

 

تشير أبحاث غوغل إلى أنه مع استمرار انخفاض تكاليف إطلاق الصواريخ، التي قد تصل إلى 200 دولار أمريكي لكل كيلوغرام بحلول منتصف العقد 2030، قد تصبح التكلفة التشغيلية لمراكز البيانات الفضائية عالية مقارنة بنظيراتها الأرضية.

يتكون النظام من كوكبات مدمجة من الأقمار الصناعية الصغيرة، يحمل كل منها وحدات معالجة الموتر الخاصة بغوغل، وهي شرائح مصممة خصيصاً لتشغيل خوارزميات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.

 

الفضاء الحر

سيتم ربط هذه الأقمار ببعضها بعضاً عبر روابط بصرية في الفضاء الحر، والتي تستخدم أشعة الليزر أو الضوء لنقل البيانات بسرعة تصل إلى عشرات التيرابت في الثانية، ما يحاكي الاتصال داخل مركز بيانات أرضي.

 

وقال سوندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفابيت (الشركة الأم لغوغل)، إن المشروع يمثل «مشروعاً ضخماً» يتطلب حل الكثير من التحديات الهندسية المعقدة.

 

تخطط غوغل لإطلاق قمرين صناعيين نموذجيين بالتعاون مع شركة بلانيت بحلول أوائل عام 2027. ستكون هذه مهمة «تعليمية» لاختبار متانة شرائح Trillium TPUs في الفضاء (تحمل الإشعاع والظروف القاسية) والتحقق من فعالية الروابط البصرية بين الأقمار.

على الرغم من النتائج الواعدة لاختبارات الإشعاع، لا تزال هناك تحديات كبيرة، أبرزها الإدارة الحرارية (التبريد) في بيئة الفضاء، التي تفتقر إلى الهواء كوسيط تبريد، وضمان الموثوقية التشغيلية للأنظمة في المدار على المدى الطويل

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى