الدكتور محمود علي عاطف الكلدي… حكمةُ العالِم ووقارُ الشيخ

بقلم الدكتور /عبدالواحد مقراط الكلدي
في زمنٍ قلّ فيه الرجال الذين يجمعون بين نور العلم و هيبة القيادة، يبرز اسم الشيخ الدكتور محمود علي عاطف الكلدي بوصفه أحد الوجوه اليمنية المشرقة، ونموذجًا فريدًا لمن جمع بين قوة المعرفة، ورجاحة العقل، وصفاء القلب، وخدمة المجتمع.
ليس رجلًا يُشار إليه بالبنان فحسب، بل شخصية صنعت لنفسها مكانة راسخة في الجامعة، وفي الإدارة، وفي القبيلة، وفي الوعي الجمعي لأبناء يافع وأبين واليمن عامة.
وُلد الدكتور محمود علي عاطف في 7 يوليو 1952م في مديرية سرار بمحافظة أبين؛ أرض الرجال الفضلاء، ومنبت العلماء والوجهاء. منذ نعومة أظفاره حمل شغف العلم، حتى ارتقى درجاته العالية، وانتقل بين مراحل التعليم حتى بلغ درجة الدكتوراه من جامعة المستنصرية ببغداد عام 2004م، بتخصص دقيق في الجغرافيا السكانية وجغرافية التعليم.
هذه الرحلة العلمية صنعت منه رجلًا واسع المعرفة، عميق الفهم، متمكنًا من أدوات البحث والتحليل، حتى صار مرجعًا للطلبة والباحثين.
لم يكن الدكتور محمود مجرد حامل لشهادة عليا، بل كان مربيًا وصانعًا للأجيال، وأحد أعمدة جامعة أبين، حيث تولّى منصب الأمين العام للجامعة، وشارك في بناء مؤسساتها، وتطوير برامجها، وحفظ مكانتها العلمية.
كما كُلّف بإدارة مديرية خنفر في مرحلة حساسة، فأثبت قدرته الإدارية وحنكته في التعامل مع شؤون الناس وإدارة شؤون الدولة بحكمة ورويّة.
إلى جانب مكانته العلمية، يحظى الدكتور محمود علي عاطف بمكانة سامقة في المجتمع، فهو شيخ مكتب كلد – يافع بني قاصد، وهو منصب لا يناله إلا رجلٌ جمع صفات الحكمة، والخلق، والوقار، والقبول بين الناس.
يُنظر إليه كركن من أركان الإصلاح، وصوت للحق، ووجهٍ مسموع في كل ما يخص الشأن الاجتماعي، وحل النزاعات، ورأب الصدع.
اسمه حاضر في الملمات والمناسبات، وحديثه محل تقدير في المجالس، ووجوده يمنح الطمأنينة والاتزان.
إن أعظم ما يُقال في حق أي إنسان هو محبة الناس له، وهذه نعمة اختص الله بها من شاء من عباده.
وقد حظي الشيخ الدكتور محمود بمكانة تُزهر في صدور أهله، وطلابه، وأهالي منطقته، والمسؤولين الذين عرفوه.
يُثنون على:
• حكمته وصبره
• تهذيبه وحسن أخلاقه
• تواضعه رغم علمه
• وقوفه مع الجميع بلا تمييز
• وحرصه على خدمة المجتمع
ومثل هذه الصفات لا تُصنع اصطناعًا، ولا تُفرض بالقوة، بل تُكتسب بالصدق والخلق وحب الخير للناس.
اليوم، يُعد الدكتور محمود علي عاطف الكلدي واحدًا من الأصوات الهادئة الحكيمة التي يُحسب لها وزنها، ويحترمها الخاص والعام، ويتعامل معها الناس بثقة وتقدير.
يقصده المحتاج، ويستشيره الطالب، ويجلّه أبناء منطقته كبارًا وصغارًا.
هو شخصية جمعت بين:
• علم الأستاذ الجامعي،
• وخبرة المسؤول،
• وهيبة الشيخ القبلي،
• وسماحة الرجل الصالح.
إن الكتابة عن شخصية مثل الشيخ الدكتور محمود علي عاطف ليست مجرد سرد لسيرة، بل هي إضاءة على نموذج مشرّف لرجلٍ جمع خصال القيادة الراشدة والعلم الرفيع والخُلق الجميل.
هو رجلٌ يستحق أن يُثنى عليه، وأن يُرفع ذكره بما يليق بمكانته، وأن يُشكر على جهوده وتضحياته وخدمته لمجتمعه ووطنه.
فله منّا كل الاعتزاز والتقدير، ونسأل الله أن يبارك في علمه وعمره وعمله، وأن يجعل أثره ممتدًا في الأجيال القادمة كما امتد في قلوب محبيه.







