الكابتن طارق ربان… عملاق الحراسة الجنوبية في ذاكرة الزمن الجميل يجري عملية جراحية

 

كتب / عابد علي الخلاقي

في ذاكرة الرياضة اليمنية أسماء لا تُنسى، ورجال سطروا تاريخ كرة القدم بعرقهم وجهدهم وإخلاصهم، فصاروا رموزًا تتناقل الأجيال سيرتهم بفخر واعتزاز. ومن بين هؤلاء العمالقة يبرز اسم النجم الساطع ، الحارس المنيع، الكابتن طارق ربان، الذي عرفه عشاق الكرة في الزمن الجميل، واحتفظت به الذاكرة الرياضية كأحد أعمدة الحراسة الأكثر براعة في تاريخ الملاعب اليمنية.

لم يكن طارق ربان مجرد لاعب ارتدى قميص عدد من الأندية، بل كان حالة رياضية متكاملة؛ شخصية، وموهبة، وحضورًا، وانضباطًا، وأداءً مدهشًا جعل الصحافة الوطنية والعربية تشيد به في أكثر من مناسبة. بدأ مشواره الرياضي مع نادي الشعب بالتواهي، ذلك النادي الذي عرف عنه إنتاج المواهب وصقل النجوم. ومع بزوغ فجر دمج الأندية، انتقل إلى نادي الميناء، فكان انتقاله صفحة جديدة من الإبداع، حيث أثبت وجوده بثقة الحارس الذكي الذي يقرأ اللعبة قبل وصول الكرة.

لم يتوقف عطاؤه عند حدود الأندية، بل ارتدى قميص الفريق العسكري (الجيش)، ثم انضم إلى المنتخبات الوطنية، مقدّمًا مستويات مذهلة جعلته واحدًا من أكثر الحراس حضورًا في المباريات الكبيرة. كان يقف بين الخشبات الثلاث بثبات رجل يعرف أن خلفه وطنًا ينتظر منه الكثير. وكانت الجماهير تهتف له دائمًا: “هذا هو الربان الذي لا تغرق سفينته أبدًا.”

سنوات من التألق، والعطاء، والبطولات، والدفاع المستميت عن مرمى الفرق التي لعب لها، جعلت من طارق ربان اسمًا محببًا لدى المشجعين، ورمزًا رياضيًا لا يمكن أن يغيب عن ذاكرة كل من عاش تلك الفترة الذهبية. كانت مرونته، ردّة فعله المدهشة، وثباته الانفعالي صفات شكلت لوحة فنية كاملة لحارس مرمى استثنائي.

ومع مرور الزمن، اختار الكابتن طارق أن يشق طريقه في الغربة، حيث عاش سنوات طويلة في المملكة المتحدة – بريطانيا، بعيدًا عن ملاعب الوطن التي طالما امتلأت باسمه. ورغم ابتعاده، بقي حضوره راسخًا في أذهان محبيه الذين لم ينسوا بصمته الرياضية ولا أخلاقه الرفيعة.

واليوم، تمرّ هذه القامة الرياضية بطرف صحي بعد خضوعه لعملية جراحية دقيقة في الكتف الأيسر داخل مشفى إيتانا في إنجلترا، حيث تم إجراء استبدال العظام المتآكلة بمادة العاج. ورغم صعوبة العملية، إلا أنّ الكابتن طارق، بقوة روحه وعزيمته التي اعتادت مواجهة أقوى الهجمات في المستطيل الأخضر، يتعافى تدريجيًا بإذن الله.

إنّنا اليوم، نقف بقلب واحد وبمشاعر صادقة للدعاء لهذا الرياضي الكبير. نسأل الله أن يشفيه شفاءً لا يغادر سقمًا، وأن يمدّه بالصحة والعافية، وأن يرده سالمًا غانمًا إلى أسرته ومحبيه، وأن يكتب له أجر الصبر وفضل العافية.

اللهم اشفه شفاءً تامًا، وأعد إليه عافيته كما عهدناه قويًا واقفًا، فخرًا للرياضة اليمنية ورمزًا من رموزها الخالدة… اللهم آمين.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى