“نداء إنساني.. عبد الرقيب السنيدي أيقونة العطاء في محنة”

كتب- عماد حسين الرهوي

لا يُذكَر العمل المجتمعي والتضحيات في منطقتنا إلا ويُذكر اسم عبد الرقيب السنيدي (أبو بشار)، ذلك المناضل الذي جعل من نفسه ركيزةً من ركائز العطاء، وعمودًا من أعمدة الفعل. فهو الرجل الذي لا تُقام فعالية نبيلة أو مناسبة إنسانية إلا ويكون له فيها بصمة مشرقة، وغالبًا ما تجد صوته الصادق في المقدمة، وحضوره الوازن في الصفوف الأولى، حاملًا هموم الناس في صدره رحبة، ملتزمًا بقضايا مجتمعه بإخلاص نادر.

إنه الإعلامي المتميز، والقائد الشبابي الفذ في المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي اتسمت مسيرته بالجدية التي لا تعرف الكلل، والانضباط الذي يعلو فوق المصالح، والالتزام الأخلاقي الذي أصبح سمةً ملازمةً لكل مشروع ينهض به.

اليوم، يقف هذا الجسد الوفي على محكة قاسية، يعاني من ألم مبرح في فقرات ظهره، يتهدده شبح الشلل ويخيّم عليه خطر البقاء طريح الفراش، إن لم تمد له أيادي الغوث والعون في أقرب وقت. هذه المحنة لا تضع محبيه ومعارفه فقط، بل تضع كل ذي ضمير حي أمام مسؤولية إنسانية عاجلة، وأخرى أخلاقية ملحة.

فالواجب الإنساني يحتم علينا أن نكون سندًا له في هذه اللحظات العصيبة، والضمير الحي يفرض علينا أن نناشد كل الجهات المعنية بالمسارعة إلى نجدته، بعيدًا عن أي اعتبارات أخرى. إنها مناشدة إنسان لإنسان، قبل أن تكون.

لستُ هنا منتميًا إلى أي مكون سياسي، لكنني أتحدث بصوت الضمير المجرد، والقلق الإنساني الصادق. من على هذا المنبر، أرفع صوتي مُناشدًا قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وكل غيور على الخير، وكل مُصلح يحرص على رد الجميل، أن يبادروا بالتدخل العاجل، وأن يظفروا بشرف مد يد العون لهذا الرمز، وتقديم الرعاية الطبية المتخصصة التي يحتاجها قبل فوات الأوان.

عبد الرقيب ليس رجلًا عاديًا، إنه شابٌ جمع بين الكفاءة النادرة، والنشاط الدؤوب، والالتزام القدوة. وهو ما جعله يحظى باحترام الجميع دون استثناء. إنه يستحق -بل ويوجب- أن يجد في محنته كل العون والمساندة.

نحن هنا لا نرفع شعارات جوفاء، ولا نطلب إلا ما تمليه علينا إنسانيتنا. لا نسأل أحدًا إلا بما فيه الكفاية، وبما يستحقه هذا الرجل. كل ما نتمناه أن يمنّ الله عليه بالصحة والعافية، ليعود إلى أحضان أهله وأبنائه سالماً معافى، ويواصل مسيرة عطائه في خدمة مجتمعه ورفع المعاناة عن الناس.

اللهم اشفِ عبد الرقيب شفاءً لا يغادر سقمًا، واعفُ عنه وعافه، وردّه إلى أهله وأولاده قويًا بنعمتك، معافى بقدرتك، ليواصل مسيرته المباركة.

شفاك الله وعافاك يا أبا بشار.. إننا ننتظر عودتك إلينا، لتعود السندًا للضعيف، والصوتًا للقضية، والعطاء الذي لا ينضب.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى