غزة.. تنادٍ عربي للإعمار ومواجهة خطط ترامب

أبين ميديا /متابعات /محمد الرنتيسي
تنهمك غزة في تضميد جراحها، وإن شابها الارتباك بفعل الطروحات السريالية، تارة بالتلويح بالتهجير، وأخرى بالتلميح إلى الشراء، بينما تتجه الأنظار إلى القاهرة والقمة العربية المرتقبة لمواجهة مخططات ترحيل الفلسطينيين سواء في غزة أو الضفة الغربية.
وتبدو غزة على مشارف وقت إضافي للمرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، لم يعكّر صفوه سوى تهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بسبت الجحيم لكن من بين الغيوم المشبعة بالتوتر، والقلق من انهيار الهدنة، نجح الوسطاء في نزع فتيل الأزمة، متمسكين بالمضي قدماً في تنفيذ الاتفاق.
وتواصل الهدنة طريقها وصولاً إلى إنهاء الحرب، ما يعد خير تعويض لحالة الإرباك التي غلفت المشهد في الأيام الأخيرة، ولم تخلُ من تغييرات في المواقف، وغالبيتها مالت إلى عودة الحرب، لكن الدبلوماسية العربية برهنت على أن الهدنة ما زالت في قبضتها.
وظلت الأسئلة التي تردد دويها بقوة في الشارع الفلسطيني: هل نعود إلى الحرب؟.. وهل يصبح تهجير أهل غزة أمراً واقعاً؟.. وما المنتظر من قمة القاهرة؟.. هل ستحمي ظهر غزة؟.
جاءت الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة، من البيت الأبيض، إذ أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أن الإدارة الأمريكية قررت منح فرصة للخطة التي ستقدمها الدول العربية خلال قمة القاهرة، لتولي زمام الأمور بما يخص إدارة قطاع غزة.
ويصطف في مقدمتها إعادة إعمار غزة بخطط وأيدٍ عربية، والمضي قدماً بحشد أكبر إجماع عربي دولي يدعو لإنقاذ الدولتين، عبر الائتلاف الذي تعمل السداسية العربية لتشكيله، وسيجتمع قريباً في القاهرة بحضور دولي كبير.
ووفق مراقبين، فإن هذه فرصة تاريخية طال انتظارها، بيد أن الأهم أن تتحمل القيادة السياسية من كل الأطراف الفلسطينية مسؤوليتها أمام هذا التطور التاريخي، وأن تثبت على حد أدنى، أقله حل الدولتين، وهذا يتطلب قدرة عالية على المبادرة والجرأة باتخاذ القرارات وتوحيد الصفوف.
خطة عربية
وفي نجاح العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بوضع الأمور في نصابها، وتحويل المسؤولية التي طرأت بعد تهديد ترامب بتهجير أهل غزة، من فلسطينية إلى عربية، والانتظار حتى تنجلي الخطة المصرية، ما يؤشر على تجاوز حرج الصعوبات التي واجهها الفلسطينيون والعرب، حيال خطة ترامب.
وقبل القمة العربية المرتقبة في القاهرة أواخر فبراير الجاري، هنالك قمة عربية خماسية هدفها إقرار الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، والمتوقع أن تعلن عن نفسها على مشارف القمة. ومن شأن مخرجات القمة الخماسية حال تبنيها تعزيز قوة الموقف العربي الرافض لخطة ترامب، ما ينعكس على الموقف الفلسطيني في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية، بمخططات التهجير.
دور مؤثر
ولعل الحل الأمثل لمواجهة مخطط التهجير، يتمثل في البدء الفوري بإعمار غزة، وتوفير بيئة صالحة للعيش، من خلال بناء المنازل والمستشفيات والمدارس، وفق رؤية عربية، وتوفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة، وفق رأي الباحث والمحلل السياسي بهاء رحال.
مشدداً على أن خطة ترامب أربكت المنطقة برمتها، لكن مواجهتها أمر حتمي. وأوضح رحال أن ما يهدد مستقبل غزة، يهدد المنطقة برمتها، ما يستدعي وفق رأيه موقفاً عربياً جامعاً في قمة القاهرة، لاسيما وأن الموقف العربي يرفض مشروع التهجير بالمطلق. وينتظر الفلسطينيون دوراً مؤثراً للعرب في إعادة إعمار غزة، ورسم خريطة للسلام في المنطقة بدعم حل الدولتين.








