من ركبة الأب إلى دروع الشهادة: إصرار الجنوب لا ينكسر

 

كتب  ـ صالح علي الدويل باراس

*تبادلت منصات التواصل الاجتماعي صورة مؤثرة للشهيد “عبد الوكيل الحوشبي” ، صورة طفل صغير نائماً على ركبة والده في ساحة العروض عام 2007 متوشحًا العلم الجنوبي، حافي القدمين، لم تكن مجرد لحظة عابرة. بل كانت وعدًا بمستقبل ملؤه الإصرار، وخطوة في مسيرة أجيال لن تتوقف عن النضال. اليوم، نرى نفس الطفل وقد أصبح شهيدًا، يقتحم مدرعة الغزاة بعربة عسكرية في سيئون، مخلفًا وراءه درسًا في التضحية والإيمان بالقضية*
*في الصورة الأولى تروي قصة طفل غُرس في قلبه حب الوطن منذ نعومة أظفاره. العلم الجنوبي الذي يلف جسده الصغير كان رمزًا لأحلام كبيرة، ورفضًا للظلم*

*كيف تحول هذا الطفل إلى رجل يحمل السلاح دفاعًا عن أرضه، وكيف ظلت جذوة الحرية مشتعلة داخله!!؟*
*التحاقه بالقوات الجنوبية لم يكن صدفة، بل امتدادًا لإيمان عميق بحقه في الحرية. اقتحامه للمدرعة لم يكن مجرد عمل عسكري، بل رسالة واضحة: الجنوب لن يُهجم عليه دون رد والشهادة لم تكن نهاية، بل كانت إضاءة لطريق الأجيال، تؤكد أن التحرير ليس خيارًا، بل ضرورة*

*هذا الشهيد يمثل نمطًا متكررًا في مسيرة الجنوب: أطفال يولدون على حلم، وشباب يتحولون إلى فداء. كل قطرة دم تسكب تعزز الإيمان بأن الأرض تستحق التضحية الجنوب لم ولن يركع، ففي كل شهيد حياة جديدة للحرية*
*صورة الشهيد الحوشبي ليست مجرد ذكرى، بل هي شرارة لا تنطفئ. تذكرنا بأن الأجيال الجنوبية تحمل في قلبها جبالًا من الإصرار، وأن التحرير ليس مجرد هدف، بل هو حياة تُصنع بدماء الشهداء. ستبقى روحه تحلق فوق أرض الجنوب، تدعونا إلى المضي قدمًا نحو الحرية*

*رحم الله الشهيد عبد الوكيل الحوشبي واسكنه فسيح جناته*
*ونسأل الله أن يعصم قلوب أهله بالصبر*

*7ديسمير 2025م*

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى