أنور الرشيد يكتب : الجنوب ليس استثناءً من التغيرات والتحولات التي نراها في المنطقة

كتب / انور الرشيد
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في 26 ديسمبر عام 1991 والجنوب العربي يمر بمخاض عسير ولا يزال مستمرًا بذلك المخاض، وإن طالت فترة المخاض، ففي 26 ديسمبر المقبل سيكمل عامه الخامس والثلاثين واجه بها حقيقة لعبت بها الأقدار والمصالح، فمن ناحية الأقدار فقد كان قدر الجنوب الذي لا دخل له به هو انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان يعتمد عليه، والقدر الآخر بموقعه الإستراتيجي الذي يجعل منه محط أنظار العالم؛ مما أدى لأن تتشابك المصالح الإقليمية والدولية على أرض الشعب الجنوبي، ونظام علي عبدالله صالح استغل فرصة انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان له موضع قدم في الجنوب وغيرها لصالحه بحجة الوحدة التي كان يرى بها نظام الحكم الجنوبي آنذاك بأنها فرصة لتوحيد الجهود كون نظام صنعاء ينطلق من قاعدة ثورية أطاحت بنظام عفا عليه الزمان والمكان وما حدث لاحقا هي الطامة التي مر بها الجنوب بمخاض عسير مما استدعى لاحقا أن يمر بولادة نظام جديد بعملية قيصرية لم تخلو من آلام، وليس ألمًا واحدًا التي لا يزال يدفع ثمنها الشعب الجنوبي، ولكن هل هي ضريبة التحرر ؟ نعم هي ضريبة التحرر ولعلها تكون آخر ضريبة يدفعها الشعب الجنوبي لينال حريته، وتعود دولته ليس كما كانت وإنما أفضل مما كانت عليه، ولكن هل هذا التحول والانفكاك سيقبل به من ارتبطت مصالحهم سواء إقليميا أو دوليا؟
ما شاهدته في الأيام القليلة الماضية من اعتصامات في ساحات الميادين اعتبره استفتاء شعبيًّا عارمًا بتقرير مصير شعب، وليس اعتصامات احتجاجية على وضع ما بل اعتصامات أرسلت رسائل وليس رسالة للعالميْن الإقليمي والدولي بأننا نحن الشعب الجنوبي من له الحق، ودون منازع أن نعيش أحرارًا على أرضنا ونعيد دولتنا، وآن أوان وقف ذلك المخاض الكارثي الذي مررنا به، ويكفي ما قدمناه من أحرار وحرائر لتروي دمائهم الزكيّة أرض الجنوب من أجل أن يعيش أبناؤهم وأحفادهم بعزة وكرامة، وهي رسالة تنم عن شعب يعي مدى حجم ما يخطط له الآخرون، ومواجهة ذلك أصبح أمرًا حتميًّا، ولا مجال للتراجع عنه فما نشاهده هي عملية كسر عظم، إما أن يكون أو لا يكون بها الشعب الجنوبي، وبحكم خبرتي المتواضعة سيكون للشعب الجنوبي فهو من سيحدد تاريخه، ويصنعه بيده، ولا خيار غير هذا الخيار الذي أراه على الساحة الجنوبية، وأرجو ألا تطول هذه الفترة لكي يستريح به الشعب الجنوبي بعد معاناة قاربت قرنًا ونصفًا.
فهل تتحقق تلك النبوءة أم ستقضي عليها المصالح الإقليمية والدولية؟
الاجابة سنراها في ميادين العزة والكرامة بقيادة سعادة اللواء عيدروس الزبيدي





