قضية شعب الجنوب العربي تعود بقوة إلى الأجندة الإقليمية والدولية

أبين ميديا /تقرير

 

عادت القضية الجنوبية لتتصدر المشهد السياسي في اليمن والمنطقة والعالم، بعد عقود من التحولات والأحداث التي جعلت منها أحد أكثر الملفات حساسية وتأثيرًا في مستقبل اليمن واستقرار المنطقة. ومع اشتداد التحركات الدبلوماسية لإطلاق مسار سياسي شامل، بات التعامل مع القضية الجنوبية ضرورة لا يمكن تجاوزها في أي تسوية قادمة.

 

 

 

جذور تاريخية متجذرة منذ ما قبل الوحدة

 

يعود أصل القضية الجنوبية إلى مرحلة ما قبل الوحدة اليمنية عام 1990، حين كان الجنوب دولة مستقلة ذات اعتراف دولي كامل.

وعلى الرغم من الوحدة الطوعية التي أُعلنت بين شطري البلاد، إلا أن حرب صيف 1994 شكّلت نقطة تحول مفصلية، إذ فرضت صنعاء سيطرتها بالقوة على الجنوب، وترافقت تلك المرحلة مع سياسات إقصاء ونهب وتسريح للآلاف من الكوادر الجنوبية.

 

هذه الأحداث كانت الشرارة الأولى لولادة الحراك الجنوبي السلمي في 2007، الذي أعاد القضية الجنوبية إلى الواجهة من خلال حراك جماهيري واسع حمل شعار “استعادة الدولة”.

 

 

 

2015.. منعطف يعيد الجنوب إلى مركز القرار

 

لعبت أحداث 2015 دورًا بارزًا في تغيير موازين القوى داخل اليمن، إذ أثبتت القوات الجنوبية قدرتها على الدفاع عن أرضها وتحقيق الانتصارات ضد الحوثيين.

ومع تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، أصبح للجنوب كيان سياسي وعسكري قادر على التعبير عن تطلعات شعبه، وإدارة المحافظات المحررة بدعم من التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.

 

وقد عزّز اتفاق الرياض الاعتراف الإقليمي والدولي بضرورة وجود تمثيل جنوبي حقيقي في مؤسسات الدولة وصنع القرار.

 

 

 

مرتكزات قانونية وسياسية تعزّز أحقية الجنوب

 

يرى خبراء القانون الدولي أن القضية الجنوبية تستند إلى مجموعة من الأسس التي تعطيها قوة وشرعية، من أبرزها:

 

وجود دولة مستقلة قبل الوحدة عام 1990.

 

دخول الوحدة طوعًا، ما يعني إمكانية مراجعتها عند الإخلال بشروطها.

 

الانتهاكات التي لحقت بالجنوبيين بعد 1994، ما يجعل الاتفاقية الأصلية محل نزاع قانوني.

 

ازدياد التقارير الدولية والإقليمية التي تعترف بحق الجنوب في تقرير مصيره.

 

الحضور الشعبي الكبير الذي يمنح القضية قوة سياسية لا يمكن تجاهلها.

 

 

 

 

حاضنة شعبية واسعة تؤكد الاتجاه نحو تقرير المصير

 

تشهد محافظات الجنوب الثماني فعاليات جماهيرية واسعة ومستمرة تؤكد التمسك بالقضية الجنوبية كحق مشروع.

ومن عدن إلى حضرموت، ومن أبين إلى شبوة، تظهر الحشود مدى الالتفاف الشعبي حول المشروع السياسي الجنوبي، ورغبة الجنوبيين في استعادة دولتهم وإدارة أرضهم وفق تطلعاتهم.

 

 

 

القضية الجنوبية في قلب المفاوضات الدولية

 

مع تزايد الجهود الأممية لإنهاء الصراع في اليمن، باتت القضية الجنوبية إحدى الركائز الرئيسية لأي حل سياسي.

فقد أكدت الأمم المتحدة والوسطاء الدوليون أن تجاهل القضية الجنوبية يعني إنتاج تسوية غير قابلة للاستمرار.

وتطالب القيادة الجنوبية بوفد تفاوضي مستقل يمثل الجنوب مباشرة في المحادثات النهائية للحل الشامل.

 

 

 

خاتمة.. ملف لا يمكن تجاوزه

 

اليوم، تقف القضية الجنوبية في مقدمة الملفات اليمنية، محاطة باهتمام إقليمي ودولي غير مسبوق.

وبين التاريخ الذي يمنح الجنوب أحقية واضحة، والواقع الذي صنعته التضحيات، تتجه الأنظار إلى دور الجنوبيين في صياغة مستقبل اليمن والمنطقة.

ويبقى الحل العادل للقضية الجنوبية ضرورة ملحّة لتحقيق سلام دائم واستقرار حقيقي في البلاد

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى