تحرير أرضكم خيرا لكم من النواح على حضرموت والمهرة
كتب / عبدالله الصاصي
من خلال العملية العسكرية التي قامت بها القوات الجنوبية وعلى جناح السرعة ، وعلى أزيز الرصاص الصادر من فوهات بنادق الابطال تحررت الأرض التي كانت تحت إياد المحتل .
وفي ذلك ماستبشر به الجنوبيين وهذا حقهم وهم يرون بلادهم تتحرر ويستعاد حقهم المنهوب ، لكن مانراه من استهبال وقلة اعتبار لقيمة الإنسان ، هو العويل الذي نسمعه من الأشقاء أبناء شمال اليمن الذين عجزوا عن تحرير أرضهم ليكون لهم شرف استعادة القيم النبيلة المفقودة إلى الآن ، وهم ينظرون إلى أرض الجنوب العربي ، أكثر من اهتمامهم بتحرير أرضهم .
ومن هنا نؤكد لهم بان الأرض المحررة لن تعود إليهم ، وأن صمتهم وتوفير دموعهم التي كثرت لتحفر على خدودهم ،اهون لهم ، وقبل أن تحولها إلى أخاديد ، وعلى إثر ذلك قد يصبحون لايكاد أحدهم يعرف الآخر .
زاد صراخهم واشتد نحيبهم ، وليت ذلك على صنعاء والمدن اليمنية المغتصبة من قبل الفئة الباغية ( الحوثيين ) ، ولكن للاسف فنبرة الحزن المرافقة للعويل الصاخب ، هو على ( حضرموت والمهرة ) وهما جنوبيات الهوى والهوية منذ أن خلق الله الأرض وسيظلان في الحضن الجنوبي إلى أن يرث الله الارض ومن عليها .
ولعمري ماوجدت شعب يرى الكرامة خارج أرضه خيرا من كرامته عليها إلا شعب اليمن ، ومانراه في ذلك إلا حامل لفكر مناقض لأفكار البشر الذين يعشقون العيش على تراب وطنهم ولايرون في غيره ملاذ يستريحون ويمرحون فيه .
ولكن عسى أن يتعلموا في هذه المرة وبعد تحرير الجنوب أن الأوطان تظل ملك لأهلها وان أرض الجنوب اغتصبت في مامضى وبفضل الله والاشاوس من الجنوبيين عادت إلى اليهم وفي ذلك حق ، ولن يستطيع أحد احتلالها بعد اليوم .
والتصريحات التي تضهر بين الحين والآخر هي مجرد كلام عابر ، وتخفيف للصدمة التي تلقتها بعض القوى بعد سقوط حضرموت والمهرة في أيدي أهلها بعد عملية عسكرية خاطفة للجيش الجنوبي ، انكشفت من خلالها عورة ذلك الجيش الكرتوني الذي سيطر على سيئون ثلاثين عام ، والمذهل في أمره كيف انهار وتبخر ولم نرى منه سوى غبار متطاير يتبع الهروب المخزي للقادة والجنود .
الأرض الشرقية للجنوب العربي تخضع لوطن من المهرة إلى باب المندب ، وحرية التحرك للجيش الجنوبي مكفولة ولايستطيع من كان أن ينكرها ، وعلى الأشقاء في اليمن الاهتمام بتحرير ارضهم ، بدل الهيام والذل الذي سيتعاطونه طالما وضلوا فاقدين للإرادة والعزيمة ، وعيونهم على أرض الجنوب ، متناسين أن لهم أرض اغتصبت ووطن بيد عدوهم الحقيقي ( الحوثيين ). .
