نرفض الدوري اليمني على اراضينا

 

كأبناء حضرموت، وكأبناء الجنوب عامة، نُعبّر بوضوح ومسؤولية وطنية عن رفضنا القاطع لإقامة بطولات الدرجة الأولى أو الثانية، أو أي دوري يُشرف عليه الاتحاد اليمني لكرة القدم، على أرض الجنوب العربي، في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ قضيتنا الجنوبية.

إن الجنوب اليوم ليس ساحة مفتوحة لتصفية التناقضات، ولا ملعب تدار فيه الرياضة بعقلية ما قبل التحرير، فقد قدّم شعب الجنوب تضحيات جسيمة، وانتصر سياسياً وعسكرياً، وحرّر أرضه من براثن الاحتلال، ومن غير المقبول أن تبقى الرياضة آخر الملفات العالقة خارج إرادة هذا الشعب.

نؤمن أن أي بطولة تُقام على أرض الجنوب يجب أن تكون أولًا بإرادة الجمهور الجنوبي، وبقرار وطني حر، لا أن تُفرض بالقوة أو تُمرر تحت عناوين رياضية جوفاء، فالرياضة ليست نشاطاً معزولًا عن الواقع، بل هي واجهة سيادة وهوية، ورسالة سياسية وثقافية تعكس من نحن وإلى أين نتجه.

ومن هذا المنطلق، فإننا نرفض الدوري اليمني، ونرفض أي بطولة يشرف عليها اتحاد كرة القدم اليمني، لما يحمله هذا الملف من ازدواجية واضحة، وتناقض صريح مع مسار القضية الجنوبية، كما أشار إلى ذلك بيان نادي وحدة عدن، الذي عبّر بجرأة عن وجع الشارع الرياضي الجنوبي، وفضح حالة العبث والتشتّت في القرار الرياضي.

*لقد أصبح من المؤلم أن تُجرَّم رموز الجنوب في بعض الساحات، بينما يُسمح بالمشاركة في دوريات تُقام في مناطق معادية، وتحت رايات لا تمت بصلة لتضحيات شعبنا، وهو ما يُعد إساءة مباشرة لنضال الجنوب، وتفريطاً غير مبرر بثوابته.

إن المرحلة اليوم تتطلب من أندية الجنوب كافة أن تتوحد على رأي واحد تحت راية الجنوب، وأن تُقدّم مصلحة الوطن والهوية والسيادة على أي اعتبارات ضيقة أو مصالح شخصية أو تنافسات إدارية، فالأندية ليست جزراً معزولة، بل مؤسسات جماهيرية تتحمل مسؤولية وطنية قبل أن تكون رياضية.

ومن هنا، نوجّه رسالة واضحة إلى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي، وعلى رأسها الرئيس القائد عيدروس قاسم الزبيدي: إن الشارع الرياضي الجنوبي ينتظر قراراً شجاعاً وحاسماً، يتمثل في رفض اقامة الدوري اليمني على اراضي الجنوب وعدم السماح لاندية الجنوب المشاركة في هذا الدوري، ونامل من قياداتنا بإقامة دوري خاص بأندية الجنوب العربي، يُدار بإرادة جنوبية خالصة، ويعبّر عن واقع التحرير، ويجسّد تطلعات الجماهير، ويصون كرامة الرياضيين.

لقد تحررت أرض الجنوب، وحان الوقت أن تتحرر الرياضة، وأن تكون في صف الوطن، لا عبئاً عليه، فإما رياضة جنوبية حرة بسيادتها مثل أرضها، أو لا بطولة تُقام على أرضنا.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى