لماذا السُعار من هيئة الإفتاء الجنوبية؟..التعليق على مقابلة الدكتور العامري

كتبه: أحمد بن جمال الكازمي

خلال اليومين الماضيين انشغلت الكثير من وسائل الإعلام بمناقشة قضية هيئة الإفتاء الجنوبية، التي أعلن عن المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلًا برئيسه عيدروس الزُبيدي عن مشروع إنشائها.
ورأيت عددًا من المنشورات، والمداخلات والكلمات في التعليق على ذلك من مسؤولين وإعلاميين مختلفي المشارب من المحافظات الشمالية!
ويظهر من تلك المداخلات والمنشورات حالة السُعار من مجريات الأحداث الأخيرة في المحافظات الجنوبية، حتى أن بعض تلك الأحداث يُنسي بما قبلها!
وليت شعري: أين أنتم منذ عشر سنوات، أُتيحت لكم الفرصة لتحرير الشمال، والمحافظة على الوحدة، ولو حتى في إطار شراكة جديدة؛ لكنكم آثرتم الضياع، والانشغال بما لا ينفع!
ومن آخر ما رأيت مقتطف من مقابلة على قناة العربية، للدكتور محمد موسى العامري، رئيس حزب الرشاد، ونائب هيئة علماء اليمن.
ومما لفت نظري في بعض حديثه وتقريراته كثرة التناقض مع الواقع، مع أن الله تعالى يقول: ﴿وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ﴾
فقد ذكر في معرض حديثه: أن الأصل أن تبقى الهيئات الدينية بعيدًا عن السياسة، والتجاذبات السياسية، مع أن الدكتور محمد هو رئيس حزب سياسي، ولم يصل إلى هذه الرتبة والمنصب في هيئة علماء اليمن إلا بسبب منصبه وحزبه السياسي!
فلماذا أقحمتم أنفسكم كسياسيين في هيئة دينية؟
ثم ألا تعلم يا دكتور محمد أن الانتقالي، وبكل وضوح يصرح بأنه يبني مؤسسات لمشروع دولته القائم، فليس هناك تجاذبات سياسية، فالانتقالي لم يُعلن هيئة إفتاء يمنية، وينفرد بذلك، بل أعلن هيئة جنوبية، تخص مشروعه في فك الارتباط!
ومن تناقضات الدكتور محمد العامري -هداه الله -إنكاره الإقصاء والتهميش للآخرين، مع أن الانتقالي كما تقدم أعلن عن هيئة جنوبية، ولم يدخل الآخرين حتى يُقصهيم بعد ذلك.
ثم يا دكتور محمد أليست هيئة علماء اليمن التي تمثلونها أقصت أكبر شريحة دعوية في اليمن، هذه الهيئة اختزلها الإخوان بشقيهم البنائي والسروري، مع تطعيم صوفي وزيدي، بينما أكبر شريحة دعوية في اليمن السلفيين لا يوجد لهم تمثيل يُذكر فيها!
بل حتى برنامج التواصل مع علماء اليمن الذي تقدمه المملكة العربية السعودية مشكورةً لعلماء اليمن، اختزلتموه أنتم وشركائكم، وأقصيتم الآخرين منه، ثم تأتي للتحدث عن الشراكة والاجتماع!
وفي الحقيقة أن المجلس الانتقالي قد شكل عامة المؤسسات لمشروع دولته القائمة: من مؤسسة الجيش، ومؤسسة الأمن، والمؤسسات الإعلامية، ونقابة المحامين، ونقابة الصحفيين، وقضاة الجنوب، وغير ذلك، فلماذا صرختم اليوم، حين أعلن عن إنشاء هيئة للإفتاء؟
ثم كيف تحكمون على هذه الهيئة التي لم تأتِ بعد، بأنها ستكون سبب للانقسام السياسي، وأنها ستوظف لأغراض سياسية، فهل علماء الجنوب سيكونوا بهذه الطريقة وبهذا التوصيف القبيح، ((ما لكم كيف تحكمون))!
فإلى متى تريدون أن تبقى الأوضاع في البلاد هكذا، بلا دولة، وبلا شراكة حقيقية، وبلا مقومات عيش كريم للمواطن.
لم تستطيعوا أن تحرروا مناطقكم، ولم تستسلموا لسلطة الأمر الواقع في الجنوب، ولم تقيموا شراكة حقيقية مع الآخرين، بل ويشجع البعض منكم الانقسامات الجنوبية الداخلية.
فكل هذا يدفع الناس في الجنوب، أن يبحثوا عن بديل، وأن يبنوا دولتهم، بعد تلك العشر السنوات العجاف!
فلا أنتم بنيتم اليمن الكبير، ولا أنتم ستتركون الجنوب يبني نفسه.
وكما يقال في المثل الشعبي: (لا رحمتم الناس، ولا تريدون رحمة الله تنزل بهم).
فاتركوا هذا التشويش، فكل ما يحدث بسبب تقاعسكم عن دوركم في مواجهة الحوثي، ومن معه.
وعلينا جميعًا أن ننشغل برص الصفوف لاستعادة باقي البلاد من الحوثيين الرافضة!
٢٦/ جمادى الآخرة /1447 هجرية.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى