باكثير والمرحلة الحجازية.. من معالم ( المرحلة الحجازية ) في شعر علي أحمد باكثير

د. عبدالمطلب أحمد جبر

في الخامس والعشرين من مارس عام 1933م .. غادر باكثير عدن بحراً إلى الحجاز بالمملكة العربية السعودية .. بعد إقامة عابرة في عدن لما يقرب من تسعة أشهر، وصل إلى ميناء جدة في 29 مارس 1934م بادئاً رحلته للملكة التي أقام بها قرابة عام، وقد نشرت صحيفة (صوت الحجاز) خبر وصوله في عدد الاثنين 11/4/1933م في الصفحة الأولى بعنوان (وصول شاعر حضرموت الأكبر) (1)، ولعل قصيدته (استودع الله عدن) آخر نص كتبه قبل وصوله إلى الحجاز (وقد انتابه شعور من يودع مسقط رأسه وقد رأى عدن تتوارى عن ناظريه).

استودع الله عـدن مسقط راسي والسكن (2)

قصد في الحجاز عاهل الجزيرة الملك عبدالعزيز، وأقام صلات مع ولديه سعود وفيصل الملكين فيما بعد، وربطته وشائج صداقة بأدبائها. اتصل بالشيخ والأديب عبدالله بلخير (-2002 م) مستشار الملك عبدالعزيز حينها، وبلخير هو الشاعر الذي ينحدر من إحدى قرى حضرموت الغربية وقد هاجر صغيراً مع والده إلى الحجاز وفي المدينة نزل ضيفاً على أديبها الأستاذ عبدالقدوس الانصاري ودارت بينه وبين أدبائها مساجلات أعقبتها مراسلات أدبية بعد رحيله إلى مصر في فبراير 1934م، وفي الطائف استضافه الشاعر الأستاذ/ حسن كتبي(3) وشعره المخطوط في ديوانه الحجازيات يكشف عن هذا الجانب من الصلات .. عدا عن قصائد أخرى تمثل أبعاد شعره الفنية والموضوعية في هذه المرحلة. وهناك نصان أدبيان يستحقان الوقوف أمامهما طويلاً للدلالة على الوعي الفكري والفني ومستوياته وقراءاته التي أحدثت تحولاً في مساره الأدبي، ففي الحجاز قرأ مسرحيات شوقي ولم يكن له قبل ذلك اطلاع على هذا اللون من الشعر، لقد هزته هذه المسرحيات من الأعماق كما يقول وتحت هذا التأثير العاتي لصوت الشعر الآخر كتب مسرحيته الشعرية الأولى (همَّام اوفي عاصمة الأحقاف) 1933م (4)، أما النص الأخر فهو مطولة (نظام البردة أو ذكرى محمد (صلى الله عليه وسلم) التي كتبها عام 1933م.
لعل المسرحية كانت أهم ما في تجربة الحجاز الأدبية كونها تمثل الخروج من أسر الصوت الواحد إلى الصوت المتعدد أو كما يقول الدكتور عبده بدوي في دراسته لشعر باكثير الغنائي: مع مسرحيته الشعرية الأولى (يكون باكثير قد أدرك في وقت مبكر الوجه الآخر من الفن، ويكون قد أنتقل من البث المباشر إلى طبيعة العلاقات المتصارعة في الحياة، وبعبارة أخرى يمكن القول بأنه انتقل من نفسه إلى الآخرين ومن العزف المنفرد إلى العزف المركب المتشابك، صحيح أن صوته في أول الأمر سيكون مختلطاً وواهناً ولكنه سيصفو بعد ذلك وسيصبح من معالم الطريق في الحياة الأدبية (5)، وعن هذه المرحلة والانتقال من البوح والغناء إلى الحوار والصراع كما تمثله المسرحية أو النص الدرامي يقول باكثير: (النقلة) إلى الشعر المسرحي إثر اطلاعي على مسرحيات شوقي وأنا في الطائف عندما هجرت حضرموت (6) لكننا نرى أن هذه المسرحية ظلت مشدودة إلى تقاليد المسرح الكلاسيكي.. ومحاكاته عند شوقي وعزيز أباظة. لم يكن قد مرَّ عام واحد على وفاة شوقي حين كتب باكثير مسرحيته هذه، وكان شوقي قد ختم حياته شاعراً بهذه الإضافة الإجناسية إلى الشعر كما رأى بعض الدارسين والنقاد، إذ عكف بين عامي 1927م – 1932م على كتابة مسرحياته الشعرية المتتالية ابتداء بكليوباترا وانتهاء بعنترة، لكن الروح الغنائية ظلت طاغية في مسرحياته هذه، الأهمية هنا تكمن في إدراك شوقي لضرورة تعدد الأصوات حتى وإن جاءت مسرحياته ذات منحى درامي ضعيف وهذا ما جعل د. لويس عوض يصفها بقوله “كان فيها شعر كثير ومسرح قليل” وذلك بعد قوله: “غنَّى فأحسن الغناء ولكنه لم يمثل إلا قليلاً هي إذن شعر جيد ومسرح رديء” (7) وقد اعترف باكثير في لقاء تلفزيوني اجري معه عام 1968م بهذا المستوى الدرامي (لهمَّام) (إنها في الواقع مقطوعات شعرية على نهج شوقي ليس فيها فن مسرحي بقدر ما فيها من الشعر الأصيل، فيها قصائد لا أستطيع أن أقول مثلها الآن .. (8) ولكل هذه الأسباب لم يلتفت كثير من النقاد والدارسين إلى هذه المسرحية بالدراسة والتقويم ومعظم ما ورد عنها في إطار دراسة نتاج باكثير الأدبي لا يتعدى هذه الملاحظات حول بنائها الدرامي، وأنها كانت أول تجربة مسرحية له.. فظلت في إطارها التاريخي والأدبي معلماً للتحول الشعري من الصوت المنفرد إلى الصوت المتعدد دون الوقوف أمامها بأناة.
أما النص الآخر الذي ينتمي إلى هذه المرحلة الحجازية كما يسميها الشاعر فتمثله مطولته الشعرية (نظام البردة) أو ذكرى محمد صلى الله عليه وسلم (9) والتي تجاوزت مائتين وخمسين بيتاً.. وهذه المطولة تدل في جانب من جوانبها البنائية على طول نفس الشاعر ومدى سيطرته على اللغة، وقد ظهرت بوادر هذا النفس في بعض قصائد ديوانه (سحر عدن وفخر اليمن) الذي يمثل نتاجه الشعري قبل وصوله إلى الحجاز وخلال إقامته في عدن كقصيدته (يا من لليل العرب طال) وقصيدته (دمعة حضرموت على أمير الشعراء) (10) وهو في هذه المطولة يحتذي الخط الفني الذي عرف في تاريخ الشعر العربي بـ(المعارضات)، فهو يعارض أكثر المديحيات النبوية شهرة وهي قصيدة البوصيري (-695هـ) التي لقيت صدىً واسعاً لدى الشعراء المتأخرين وشعراء عصر النهضة، ولعل أول معارضة مطولة شهدها العصر الحديث تتمثل في قصيدة البارودي (-1904م) (كشف الغمة في مدح سيد الأمة) وضمنها سيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) من حين مولده الكريم إلى يوم انتقاله إلى جوار ربه وقد بناها على سيرة ابن هشام(11) وقد اتخذ منحى ابتعد به البارودي عن ما آلت إليه المديحيات في العصور المتأخرة من رصف للألفاظ، ظاهرها مدح الرسول وجوهرها استعراض الشاعر لفنون البديع والتي أطلق عليها البديعيات. وقد ذاعت في العصر الحديث بعد قصيدة البارودي العديد من المعارضات للبوصيري لعل أشهرها قصيدة شوقي:

ريم على القاع بين البان والعلم
آحل سفك دمي في الأشهر الحرم

وفي هذا السياق الأدبي والتاريخي كتب باكثير مطولته المديحية في النبي (صلى الله عليه وسلم) ولعل وصفه لها بـ(نظام البردة) يعلن محاكاة الشاعر للبوصيري، وتميزت مطولة باكثير بتخلصها من الاستهلال الطللي والغزلي وذكر المواضع، وهي بذلك تخالف المعارضات التي عرفناها عند الإحيائيين لقصيدة البوصيري يقول في مطلعها:

يا نجمة الأمل المغشي بالألم
كوني ودليلي في محلولك الظلم(13)

في ليلة من ليالي القرِّ حالكة
صخابة بصدى الأرواح والديم

تلوِّحين لمن ضاقت مذاهبه
وأوشك اليأس أن يلقيه في الرجم

يئن من ثقل الآمال تبهضه
إن الهموم رسالات من الهمم

ثم يصور بعد ذلك حالة العرب والمسلمين.. ويقدم سيرة الرسول كي يقتدى بها في إحداث النهضة، ويصور الحالة العامة بالظلام، نحن إذن أمام نجمة الأمل في فضاء مظلم، هو ظلام يكتسي به داخله فتبدو النجمة أملاً.. يخاطبها:

فأشرقي وأنيري لي السبيل فما
لي غير نورك من منجى ومعتصم

أنت الحياة ولولا أنت ما اتسعت
مضايق العيش بين الهم والسقم

وتعلل دراسة حديثة عن ظاهرة الحزن والحب في شعر باكثير خطاب النجمة في هذه البردة بالقول: (وما أحسب هذه النجمة هنا إلا ظلال زوجته الحبيبة الراحلة التي هرب منها وإليها بأحزانه من حضرموت إلى الحجاز) (14)
لم يجمع باكثير شعره، ولم ينشر ديواناً في حياته، نشر رواياته ومسرحياته، ومن الشعر نشر قصائد متفرقة في أزمان متباعدة. وقد صدر له منذ العام 1987م ديوانان.. ومازالت هناك حلقتان لم تنشر من شعر باكثير هما: شعره في الحجاز وشعره في مصر (15) وهذه المرحلة الثالثة موضوع دراستنا تعتمد على مخطوطة بعنوان (الحجازيات) (16) بخط الشاعر أراد لها أن تضم قصائده التي كتبها بين مارس 1933 – فبراير 1934م.. وهي مدة إقامته هناك.. وهذه القصائد اختلطت مع قصائد أخرى من مراحل مختلفة لهذا اعتمدنا التاريخ الذي يذيل به الشاعر بعض قصائده.. أو التوسل بالسياق العام لتحديد القصائد وانتمائها إلى هذه المرحلة وإن كنا نرى أن نصه المسرحي الذي كتبه في الطائف ومطولته البردة .. من ابرز معالم المرحلة الحجازية. ولعل العنوان (الحجازيات) ينزاح عن المصطلح المتداول لقصائد الشريف الرضي العباسي التي درج مؤرخو الأدب على تسميتها بـ(الحجازيات) لاحتفائها بالمواضع الحجازية هوىً وحنيناً وانتساباً حيث ينحدر الشاعر من سلالة الأشراف في تلك البقاع فظل يلهج بذكر تلك المواضع في حنين وشجن غامضين..
تضم الحجازيات مطولة بعنوان (تحية سيد العرب وعاهلها الأكبر) (17) جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود (-1953م) وتعد هذه القصيدة امتداد لقصائده وإعجابه ومحبته للملك، إذ نجد في ديوانه (سحر عدن وفخر اليمن) ثلاث قصائد طوال في نصرته ومديحه (18).. كان الملك عبدالعزيز في نظر باكثير مثالاً لحركة التوحيد بكل تجلياتها وطنياً وقومياً فرآه (سيد العرب) و(عاهلها الأكبر) وتجاوزت أبيات هذه المديحية المائة بيت، وهو يحاكي الشعراء الإحيائيين في توجيه الخطاب إلى الممدوح ويعرض لحالة الشرق العربي والإسلامي وهو يستهل مطولته:
لا ينهض الشرق حتى ينهض العرب
ونهضة العرب الكبرى لها أُهَبُ ومعتصم

إن الطريق طويل بعد ليس له
إلا السرى ووصال السير والدأبُ

ربما جاءت هذه البائية في موقف لقاء الشاعر بعاهل الجزيرة
وهي تدل على وعي كامل بأهمية هذا الملك ومكانته، كونه رمزاً لوحدة العرب والمسلمين ولأن بلاده قبلة المسلمين، وهي التي تحتضن الحرمين الشريفين فيخاطبه:

حييت يا بطل الدنيا ويا ملكا
يمشي الزمان إليه وهو مرتعب

إن يفتخر فبما شادت يداه له
أو ينتسب فإلى عدنان ينتسب

من كان وراث مجد عن أبوِّته
فان مجدك موروث ومكتسب

جاءتك من شاعر الأحقاف قافية
تود لو نظمت في سلكها الشهب

المطولة حافلة برموز التاريخ العربي الإسلامي، تحمل كثيراً من أحلام الشاعر فيما يريده مستقبلاً لأمته، هي رسالة الشاعر إلى العالم، وقد أفصح شطر الختام عن ذلك بقوله: ليعرف العصر يوماً من هم العرب؟. ويخاطب الملك في قصيدة أخرى.
بقوله: أمير الورى، ثم يستنجد مخلصاً:

ألا أن حال العرب يا صاح مؤيس
إلا أن ليل العرب يا صاح أليلُ

على أن ضوءاً في الحجاز فتيله
بنجدٍ تراعيه العيون وتأملُ

 إن هذه المدائح لا تنفصل عن صورة النموذج أو المثال للبطل القومي  والإسلامي من منظور الشاعر، فلا يتجه المديح إلى شخص الممدوح ذاته وإنما بما يرمز إليه، وهذه إحدى صور الاختلاف عن كثير من المدائح التي هدفت إلى التكسب والمغالاة، فالرسالة والحلم والمشروع هو ما يتخلل هذه المدائح، ولعل مثالاً آخر حظي بمطولة في حجازيات باكثير، وذلك ما تفصح عنه قصيدة (حضرمي من جنود الوحدة العربية يرثي رسولها العظيم فيصل بن الحسين) (-1933) قائلاً. في رثائه:

حائط العرب على العرب انهدم
فعلى العُرب سلام في الأمم

طويت لما انطوى فيصلها
ما بقاء الجيش من بعد العلم

يا مليكا هاشمياً ما له
غير توحيد شعوب العرب هم

ومن قصائد الشاعر ذات البعد الإسلامي والقومي في هذه المرحلة تلك التي كتبها عقب انتهاء المواجهة الحدودية بين اليمن والسعودية عام 1934م، والعنوان يفصح عن هذا البعد: (الملكان العربيان يتصافحان على هدى القرآن) ويشير البيت الأول منها إلى مناسبتها:

حي يوم اتفاقنا الابريزي
بين يحي وبين عبدالعزيز

وقد اختار (الزاي) رويا لها، وهو من الأصوات التي ندر اتخاذها في قوافي الشعر العربي قديماً وحديثاً.
أما القصائد الأخرى في هذه المخطوطة المصورة . فهي اقرب إلى المراسلات والاخوانيات وقصائد المناسبات إجمالاً، ومراسلاته الشعرية مع بعض أدباء الحجاز في تلك السنوات تكشف عن هذا الجانب ومن هؤلاء الشاعر احمد إبراهيم الغزاوي الذي كتب قصيدة تحية لباكثير مع قدومه إلى مكة:

قد كدت من فرح أطير
إذ زار داري باكثيـــر

يا شاعر الاحقاف رفقاً
في معنّاك الأسير

فأجابه باكثير:
وافيت بالأدب الغزير

وطلت بالوجه المنير
يا شاعر الحرمين بل

يا شاعر المُلك الكبير .

يشدو فترقص أمة
رقصاً على نغم الشعور

ولم تبعد قصيدته التي توجه بها إلى الأديب محمد حسن كتبي عن الإطار البنائي واللغوي والإيقاعي. لتلك التي ردَّ بها على الغزاوي، أما المناسبة فهي الامتنان للتصدير الذي قدّم به كتبي ديواناً (العدنيات) لباكثير:

يا صاحب الأدب الغزير.
وصاحب العلم القدير

صدّرت ديواني بما
حسد النظيمُ به النثير

ومن هذه القصائد الاخوانية تلك التي قدمها إلى محمد أمين الكتبي تهنئة ود وإخلاص بمناسبة زواجه 1354هـ وهي سينية استهلها بحديث عن حزنه:

آها لصب لج في مسه
شب لظى الوجد على نفسه

حج الى البيت (يسلى) الهوى
فزاده نكسا على نكسه

وفي المقطع الثالث والأخير منها يقدم تهنئة الزواج:
فصُغ حُلى البشرى وطرِّز بها.

سعد (أمين الله) في عرسه

وهل على الأفق سبيل إذا.

ما جمع (البدر) إلى (شمسه).

وتفردت قصيدتان ببوح وشجن حادين: مرثيته في عمه محمد محمد باكثير المتوفي عام 1355هـ وقصيدته (أحنُّ إلى سيئون)(20) . والأولى نونية يستهلها بالشطر (كيف السلو وقلبي اليوم مطعون) .. أما الثانية فاستحضار لسيئون وأهلها في حنين جارف حاد:

سلام على أهلي بسيئون أنهم
وإن فارقوني للعشيرُ المحببُ

ولولا هوى لي (بالطويلة) مبرح .
لقد كان (بيت الله) حسبي (ويثرب) .

وحسبي كرعي ماء (زمزم) سائغاً .
إذا فاتني من ماء (صقرة) مشرب

وقد ظلت لازمة (الهوى المبرح) في تذكار زوجته الراحلة يتسلل إلى كثير من قصائده في المراحل المختلفة، ولعله نفث شيئاً من ذلك في مسرحيته (همَّام ..) في المشهد الثاني من الفصل الثالث:
سلام على دارها في الديار

سلام على دربها في الدروب
سلام على أهلها الطيبين

من كل برِّ كريمٍ نجيب
سلام على وطن طاهر

تضوَّع منها بمسك وطيب

ولعل هذه المسرحية استنفذت جزءاً كبيراً من طاقته الشعرية، وكشفت أكثر من غيرها عن اقتدار باكثير شاعراً غنائياً .. في استبطانه لمشاعره، ووجدانه، والتعبير عنهما بما يكشف عن شخصية فنية تخففت من سطوة المعجم الشعري القديم، وهو ما تفصح عنه كثير من المقطَّعات الشعرية في هذه المسرحية.
إن النصوص التي عرضنا لها مما كتبه في المرحلة الحجازية تجسد في معظمها ثقافة باكثير الشعرية، ومثاله الفني، ومقروءاته، ومخزون ذاكرته، كما يمكن النظر إليها من زاوية النضج الفني حيث استوعب باكثير تقاليد بناء القصيدة على وفق الفلسفة الجمالية للنقد العربي القديم هذا الاستيعاب الذي يمتد من البواكير ويصل إلى مرحلة الاستواء والترسخ كما تظهره هذه القصائد، إنها خاتمة مرحلة تقاليد شعرية حيث تبدأ بعد ذلك في مصر مرحلة تالية بكل تنوعها وخصبها .. وما اتسمت به .. من مظاهر وخصائص فنية كشفت عن تطور القصيدة رؤية وفن وبناءاً في نتاجه الشعري.(21)

الهوامـش:

1- ينظر كتاب: أبحاث مؤتمر علي أحمد باكثير ومكانته الأدبية، ج1 مسرح علي أحمد باكثير، ص12، 32، 2010 القاهرة.
2- ديوان باكثير، سحر عدن وفخر اليمن، تحقيق د. محمد أبوبكر حميد، ص161، مكتبة كنوز المعرفة – جدة، دار حضرموت للطباعة والنشر المكلا، 2008م.
3- تنظر صحيفة (البلاد) السعودية، قصتي مع تراث باكثير، د. محمد أبوبكر حميد، ديسمبر 1999م. وينظر كذلك كتاب: علي أحمد باكثير، سنوات الإبداع والمجد والصراع، د. محمد أبوبكر حميد، ص32 وما بعدها، مكتبة مصر، القاهرة، 2010م.
4- صدرت عن المطبعة السلفية ومكتبتها، مصر هـ.
5- علي أحمد باكثير شاعراً غنائياً، د. عبده بدوي، حوليات كلية الآداب، ص12، جامعة الكويت، 1981م.
6- مجلة اليمن الجديد، لقاء مع الأستاذ الكبير علي أحمد باكثير، أجراه فاروق شوشه، نوفمبر 1988م، صنعاء.
7 – دراسات عربية وغربية، د. لويس عوض، ص99، دار المعارف، مصر، 1965م.
8- اليمن الجديد، مصدر سابق، ص47، وقد أفاض باكثير في الحديث عن تجربته المسرحية هذه وكذلك عن تجربته في الكتابة المسرحية في السنوات اللاحقة في كتابه: فن المسرح من خلال تجاربي الشخصية، ص7 وما بعدها، معهد الدراسات العربية العالية، مصر، 1958م. كما أورد أيضاً في هذا الكتاب، ما يتصل بتجربة الشعر المرسل والتأليف به في الكتابة المسرحية ثم التحول إلى النثر لغة للمسرح فهو (اللغة المثالية) للمسرحية، كما يقول. ينظر: اليمن الجديد، مصدر سابق، ص50، 47.
9- نشرت عام 1352هـ، عن مطبعة الشباب، مصر.
10- باكثير، سحر عدن وفخر اليمن، وتنظر القصائد ص81، 110.
11- المطولات والملاحم في الشعر العربي الحديث، د. عطية كامل عبدالمنعم النمر، رسالة دكتوراه مخطوطة، جامعة طنطا، كلية الآداب، ص214، 1996م.
12- نظام البردة، ص3.
13- ظاهرتا الحبُّ والحزن في شعر باكثير، د. أنصاف علي بخاري، أبحاث مؤتمر باكثير ومكانته الأدبية، ج2، ص502، القاهرة 2010م.
14- هما تحت الطبع بعنواني (صبا نجد وأنفاس الحجاز) للمرحلة الحجازية، و(وحي ضفاف النيل) للمرحلة المصرية، تحقيق د. محمد أبوبكر حميد، ينظر: أبحاث مؤتمر علي أحمد باكثير ومكانته الأدبية، ج1، ص19، القاهرة، 2010م.
15_ الحجازيات، قصائد مخطوطة بقلم باكثير (بحوزتي صورة منها) وأهداني هذه المصوَّرات مع مقالات أخرى الصديق الدكتور محمد أبوبكر حميد قبل عدة سنوات.
16- هذه القصيدة والقصائد الأخرى والشواهد ترد في صفحات متفرقة من المخطوطة، وترقيم الصفحات لما بين يدينا مضطرب وغير منتظم لهذا لم تتم الإحالة إلى رقم الصفحة من المخطوطة، كما لا ندعي أن ما وقع بين يدينا يشتمل على كل قصائد المرحلة الحجازية .. واقتصرت الدراسة على ما توفر لنا منها في هذه المخطوطة المصوَّرة.
17- تنظر القصائد في الديوان، الصفحات: 76، 81، 133.
18- باكثير، سحر عدن وفخر اليمن، المقدمة، ص40.
19- باكثير، همام أوفي بلاد الأحقاف، ط2، منشورات الصبان وشركاه، عدن، 1965م، ص78.
20- هذه المرثية النونية على ما نرجح قد كتبت في مصر، يدل على ذلك تاريخ وفاة عمه (محرم 1355هـ) على الرغم من تذييل النص المخطوط بعبارة (حررت في 1 ربيع الأول 1355هـ بمكة المكرمة) وهذه النونية كتبت بخط يختلف عن الخط الذي كتبت به معظم القصائد الحجازية، ونسبتها إلى الحجازيات لا تصح فلربما اندست في أوراق المخطوطة. أما قصيدته (أحِّن إلى سيئون) فسياقها يؤكد كتابتها في الحجاز وإن لم تكن مؤرخة، وقد اعتمد الدارسون على النسخة المحققة قيد الطبع في ديوان (وحي ضفاف النيل) ونسبت القصيدة النونية إلى المرحلة المصرية، تنظر أبحاث مؤتمر باكثير، مصر 2010م، ج2، ص516. أما البائية في الحنين إلى سيئون فكما أشرنا إليها سلفاً , ونرجح كذلك الأبيات الثلاثة_ التي تلتها وأرسلها إلى بعض أصدقائه في عدن يعاتبهم على عدم المراسلة _ قد كتبت في الحجاز .
21- وعن تطور شعره ما بعد المرحلة الحجازية، ينظر كتاب: علي أحمد باكثير رائد التحديث في الشعر العربي المعاصر، للدكتور عبدالعزيز المقالح، دار الكلمة، صنعاء، د.ت ، الفصل الأول، ص27-58. وكذا دراستنا عنه بعنوان (الوعي النقدي وحدود التجديد في شعر علي أحمد باكثير)، مجلة التواصل، جامعة عدن، عدد 17 يناير 2002م، ص34 وما بعدها.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى