التلفيق والتدليس بالمظلوميات!
بقلم: صالح علي الدويل باراس
غرّد مغرد من الجوار على طريقة “عبده فشفشي يعرف في كل شي”!!!!
(بان المظلوميات في كل الاتجاهات في اليمن،في تهامة، وأبناء صعدة، والمناطق الوسطى، وأبناء الجنوب، أبين ،حضرموت ،المهرة ،سقطرى وصنعاء ومحيطها التي ترزح تحت ظلم الميليشيات والأجدى ” يكمن في تغليب المصلحة العليا لليمن والتفاف الجميع خلف المجلس الرئاسي لدحر الميليشيات الانقلابية… الخ الفشفشه!!
جاهل بالماضي والحاضر اما جهله بالحاضر فان الانقلاب صار امرا واقعا ولن يهزمه الرئاسي ولا غيره والكلام عن هزيمته فات آوانه، و”بفشفشته” يريد الجنوب ان يعود الى باب اليمن “لحقه للحوثي ” !! واذا لم يعد فانه مليء بالمظلوميات!!
يجهل الماضي بعدم معرفته جذور المظلوميات الا مايقال له!! ، فيجهل كيف نشات وما الفرّق بين مظلوميات ذات جذور تاريخية واستبعاد نخبوي في تجربة نخبوية معاصرة
يجهل ان التجربة السياسية في الجنوب العربي تاريخيا اتسمت بالانقسامية السياسية وادارت هذه الانقساميات كيانات مشائخية وسلاطينية تقليدية وكانت تتكامل تاريخيا بما يشبه كيان الدولة الكنفدرالية الى حد ما بل تتحالف عندما يهدد احداها مهدد خارجي وخاصة المهدد الزيدي!! ، وكانت صراعاتها نفس صراعات قبائل الجزيرة العربية ومناكفاتها ولم تتخذ طابعا عرقيا ولا طائفيا فالجنوب العربي عرقيته واحدة ويخلو من الطائفية كحال الشمال فالوجود الطائفي سني / زيدي / اسماعيلي ، والزيدية ظلت حاكما تاريخيا في الشمال وحين تضعف دولتها السياسية تظل مرجعيتها الطائفية نواة لبعث دولتها
يجهل ان المظلوميات في المناطق الشمالية تقوم على ثنائية زيدي/ شافعي ، وقبيلي /رعوي واستندت على فتاوى مذهبية بان الشوافع او الرعويين كفار تاويل وترتب على ذلك ان تحولت اراضيهم الى اراضي فتح زيدي وصاروا اقنان فيها!! ويجهل انه مورس الاحلال الطائفي في مناطق الشوافع منذ قرون حيث نقلت الدول الزيدية قبائل وفخائذ وعائلات الى المناطق الشافعية وجعلتهم وجاهات تقليدية في مناطق الشوافع
هذا هي المظلوميات التي مورست في الشمال الزيدي يريد ان يعممها بعض مغريدي الجوار بانها ظاهرة عامة شمالا وجنوبا في مغالطة ترعاها وتسوقها مكاتب معينة لفرض اجندتها ورؤيتها في الجنوب.
الجنوب لم تكن تجربته تجربة دولة طائفية تفرض المظلوميات التاريخية على اسس طائفية بل لم يعرف الدولة المركزية الا بعد استقلاله عن بريطانيا عام 1967م وكانت تجربته فيها تجربة دولة الحزب الشمولي الواحد فنقلت مصالح الانقساميات الى العاصمة ولم توازن بينها في السلطة والثروة والوظيفة ومنعت معارضة الاحزاب من خارجها فانتقلت الى داخل الحزب فكان ذلك ابرز سبب للصراعات الشمولية في تلك التجربة بمعنى آخر كانت الصراعات فوقية في اطار تجربة حزب حاكم ولم تكن هنالك مظالم تاريخية بين المناطق
لم تاتِ دولة في الجنوب العربي وتفرض شيوخ قبائل من مناطقها وتهمش مناطق وقبائل ومكونات مناطق اخرى وتفرض مرجعياتها من خارجها ولم تجعل اي من الكيانات الجنوبية مواطني المناطق الاخرى كفار تاويل وتنهب اراضيهم او تجعلهم اقنان ارص ومواطني درجة ثانية عمليا
الجنوب قضيته سياسية وطنية وحين غزا الشمال الجنوب وحول الوحدة الى احتلال كانت ردة الفعل الجنوبية واحدة من حضرموت والمهرة وعدن وشبوة ولحج وابين بل ان اول ارهاصات الرفض الجنوبية جاءت من حضرموت قبل انطلاق الحراك الجنوبي واستشهد فيها الشهيد “بارجاش” ومنذ انطلاق الحراك الجنوبي في 2007 كانت الصوت الجنوبي واحدا موحدا وحتى في حوار الشماليين الوطني الذي ارادوا الالتفاف به على قضية الجنوب لم يسجلوا ايه مظلومية جنوبية لا لحضرموت ولا لابين ولا للمهرة ولا غيرها وقد كانوا يتمنون ذلك ، ويحاول بعض مغردي الجوار استنساخ مظلوميات فشلت قبلهم الاحزاب اليمنية في استنساخها في الجنوب
القضية الجنوبية هي الاساس لكل الجنوب حتى لو اختلفت مصالح القوى الجنوبية ولو كانت موجودة مظالم فان الشماليين سيضعونها على راس القائمة في حوارهم كمظلومية “الجعاشنة” او “زواج القاصرات” اما مظلومية “صعدة” فقد فرضوها وهي مليشيا مسلحة ثم سلموها صنعاء اما مظلومية تهامة “فلا بواكي لها
الجنوب قضيته وطنية ولو انه مظلومية تاريخية مثل مظلوميات الشمال لما احتشدت مقاومته الجنوبية وقاتلت الحوثي وطنيا بل سترفع له الراية كسائر المظلوميات التاريخية في الشمال التي والته واذعنت لحكمه
9 فبراير 2023م