الشويللاه في أحور (عيد الطفولة)
مع تباشير الصباح
مع هبات النسيم
مع زقزقات العصافير
مع معانقة أشعة الشمس لحبات الرمل
مع صفاء السماء
مع ابتسامات الزهور
مع همسات البحر وهو يداعب الشاطئ
مع صمت القواقع وهي تنصت لنداء الأمواج
مع سحر الفراشات وهي تسلب اللب بأجنحتها الفائقة الجمال
مع قبلات الندى للأفنان المتراقصة
مع تواشيح الجداول ودندنات الأودية
مع ابتهالات الأجداد قبيل الفجر
مع طهر الجدات على عتبات البيوت وهن ينتظرن الأطفال في عيدهم …
مع نقاء قلوب الآباء النابضة حبا
مع خفقات أفئدة الأمهات ودا وحنانا
مرددين الأهزوجة الخالدة
شويللاه يا العمودي
تشهد هذا اليوم الاثنين معظم قرى مديرية أحور احتفال للاطفال وهي (الشيوللاه)
حيث يتجمع الاطفال من الصباح الباكر في بعض الأحياء والقرى وهم لابسين ملابس جديدة ويدوروا من منزل الى منزل ويتم أعطائهم في كل منزل من الحلويات والبسكويت والمجلجل وهم يهتفوا عادة (شي لله شي لله) وهي الشويللاه ، او ماتعرف في أماكن أخرى بالشعبانية ، هي عادة قديمة تمتد في جذور العادات والتقاليد الأحورية الى قرون سابقة مستندة في ذلك إلى الخلفية الدينية الأصيلة التي أرساها العلماء من رجال النمط الأوسط ..
هذه العادة تناقلتها الأجيال جيل بعد جيل ، ولازالت إلى اليوم محتفظة ببريقها ورونقها الاصيل ومظهرها الجميل
ففي صبيحة هذا اليوم الاثنين الخامس عشر من شوال يتزين الاولاد والبنات الصغار في أبهى زينة واجمل لباس وأحسن مظهر ، ثم يخرجون في جماعات متعددة ، في كل حارة على حدة ، الاولاد بمفردهم ، والبنات بمفردهن ، فيجوبون البيوت ، بيتا بيتا ، فيردد الاولاد بصوت واحد :
( شي لله .. شي لله ) وهو المعنى المأخوذ منه كلمة الشويللاه ..
وأما البنات فيرددن بصوت ملحون :
( شي لله ، شي لله ،
شي لله يالعمودي ،
شي لله ، شي لله
ياقبلة لا تعودي ..)
وهذا مايفسر لنا السبب الذي من أجله نشأت هذه العادة ، فقد روى أهل الأخبار المتناقلة بالالسن ، وما أثبته الحبيب ابوبكر العدني بن علي المشهور رحمه الله في كتابة الطرف الأحور في تاريخ مخلاف أحور ، أن شيخا فاضلا من ال العمودي كان قد زار أحور فوجد البلاد قد أصابها الوباء ( الجدري ) فسأله الناس أن يدعو لهم برفع البلاء
فأشار إليهم : أن يتصدقوا على بعضهم البعض متأولا بذلك الحديث النبوي الشريف ( داووا مرضاكم بالصدقة ) ومغتمنا فضيلة ليلة النصف من شعبان .. فطلب منهم أن يخرج الاطفال في شكل جماعات فيدفع كل بيت عن نفسه صدقة يقدمها للاولاد ، لعل الله يرفع البلاء
فكان كل بيت يتصدق بالحبوب والسمسم ، والسكاكر والتمر وغيرها من الصدقات ..
وحصل الشفاء بإذن الله تعالى ..
وتخلصت أحور من هذا البلاء ..
كما أنه في مساء هذه اللية ،فان معظم أهالي أحور يذبحون الذبائح ويطعمونها أهليهم وارحامهم ، كما يقومون ليلة النصف من شعبان ويصومون نهارها طلبا للفضيلة والأجر
واليوم مازالت أحور تحتفظ بذكريات هذه العادة الأصيلة كما هي ،
رغم مايشوبها من اكدار ومعوقات بسبب غلاء الأسعار وحالة الشدة التي تمر بها البلاد بالعموم .. فغالب الأسر تتكلف شراء الملابس والحلويات واللحوم .. غير مكترثين بالغلاء وارتفاع الأسعار الجنوني الذي يضرب الوطن من أقصاه الى أدناه .
ورغم كل ذلك تبقى عادة الشويلاه من العادات المتجذرة في تراث أحور الثقافي والإجتماعي عبر التاريخ ..