المحفد وخطوات التصحيح

كتب-أحمد بن جمال الكازمي

-في اللقاء الذي عقد بالمحفد هذا الأسبوع بين قيادات الحملة الأمنية (سهام الشرق) وبين قيادات ونخب إدارية ومجتمعية من أبناء مديرية المحفد من سلطة محلية وهيئات مستقلة ومشايخ وأعيان ونخب مجتمعية، بغض النظر عمن حضر ومن تغيب، فالمثل الشعبي يقول:(من حضر كفى).
في هذا اللقاء الهام وفي البيان الختامي الصادر عنه لفت انتباهي عدد من الخطوات التصحيحية التي ترسم خارطة طريق للحالة الأمنية والخدماتية بمديرية المحفد، والتي نأمل من المكونات الفاعلة في هذا اللقاء أن تفي بها، ومن هذه الخطوات التصحيحية:

الخطوة الأولى: والتي تهدف إلى وقف نزيف الدم، والحفاظ على أرواح المسلمين، من سائر الأطراف، وهي التي تمخضت بالعرض للمغرر بهم ممن يقوم بعمليات التفخيخ والتفجير بأن يسلموا أنفسهم وتتعهد قيادة الحملة الأمنية بالتعاون مع أعيان المنطقة بالسعي في دمجهم في المجتمع بعد أن يتخلصوا من أفكار الغلو، أو التخلي عن الجهات السياسية والحزبية التي يعملون لصالحها، وأن يتحمل المسؤولية الأمنية والأخلاقية كل من يتستر عليهم من أقاربهم أو غيرهم بعد انتهاء وقت هذا العرض.
ولا شك أن هذه خطوة هامة من خلالها تحفظ الأرواح وتحقن الدماء، ويسود الأمن والاستقرار بلادنا، فإن هؤلاء الشباب الذين تشربوا بالأفكار المتطرفة أو الذين يحملون أجنادات سياسية معينة هم من أبناء البلاد، وعودتهم إلى رشدهم، ودمجهم في مجتمعهم، أحب إلى سائر العقلاء من الوضع الحالي الذي يعيشونه.

الخطوة الثانية: أن تتحمل الحملة الأمنية بالتعاون مع الجهات الأمنية بالمحفد بث الأمن والاستقرار في البلاد، بما في ذلك تأمين الطريق العام من عمليات التقطع والنهب تحت أي مبرر كان، وتأديب من يقوم بذلك من ضعاف النفوس، وهكذا القيام بفض النزاعات والخصومات التي تقع بين قبائل المنطقة، ومتابعة المجرمين من القتلة والمفسدين.
ولا شك أن هذه خطوة تصحيحية هامة جدا، فإن بعض الحملات السابقة، وهكذا الجهات الأمنية في المحفد كانت تتهرب من ذلك، مع أن هذا من صميم عملهم، فحين يعتدي معتد على إنسان بريء بدون أي حجة شرعية فهذا يدل هلى الاستهتار بأمن المجتمع، ومن أعظم واجبات الأجهزة أن تردع مثل هؤلاء وتحيلهم إلى جهات العدالة في البلاد، ولا شك أن عمليات التقطع مع ما فيها من أذى للعابرين، ففيها أيضا التشويه لأهل هذه البلاد، والإساءة لسمعتهم.
وهكذا من يقومون بعمليات تخريب المشاريع، وتوقيفها، تحت مبررات واهية.

الخطوة الثالثة: التزام قيادات الحملة الأمنية المذكورة بمتابعة المشاريع الخدماتية الخاصة بمديرية المحفد لدى جهات الاختصاص في الدولة والمنظمات العاملة، ورفع احتياجات المنطقة إليها، ومساعدة السلطات المحلية في الوصول إلى تلك الجهات.
وهذه خطوة ترف العين عندها، فإن مديرية المحفد خاصة ومنطقة باكازم عامة عانت خلال العقود السابقة من إهمال عفوي أحيانا ومتعمد في أحيان أخرى.
وهي لم تمنح حظها من المشاريع الخدمية كسائر المناطق المجاورة لها، بل وتتعرض مشاريعها ومنحها الخاصة للوصاية من بعض النافذين من مناطق أخرى، حتى على المستويات الدنيا واليسيرة لا بد أن يكون هناك مشرف ووصي من تلك المناطق حتى على صرف مستحقات التغذية ونحوها.
وهكذا نجد اليوم مع ضيق المعيشة أن الناس عادت إلى السقي على الحمير وربما من المياه الملوثة، بينما المنظمات تعبث بأموال المانحين في تراهات ومشاريع تافهة.
وهكذا الكهرباء والطرق تحتاج إلى قرارات من جهات الإختصاص في الوزارات، فكون الحملة الأمنية تلتزم بمثل هذه الأمور الهامة فهذا يدل على معرفتها لحاجة هذا المجتمع التواق للأمن والاستقرار والخدمات العامة، وهذا يدل على تحملها للمسؤولية تجاه المواطنين خلافا للكثير من الحملات السابقة.

وعموما فنحن نهيب بهذا اللقاء وبمخرجاته العامة في الجملة، ونسأل الله تعالى أن يعين الجميع على الإيفاء بهذه التعهدات الهامة.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى