حكاية وقصة إغتيال الأستاذ العراقي توفيق رشدي في عدن

أبين ميديا ـ كتب ــ بدر حمود محمد

أنا كنت حاضرا عند إقتحام السفارة العراقية ورأيت كيف قاموا بالعملية الترميمية بعد الأقتحام إلا إنني لم أر الإقتحام مباشرة بل رأيت السفارة قبل وبعد الإقتحام و آثاره,,,,,

وكانت قواتنا قوات خاصة من أمن الدولة,,,,وكان حينها الشرجبي محسن وبعض قيادات أمن الدولة جاؤا الى مكتبنا الكائن في عمارة باهارون حيث يقع مكتبنا خلف السفارة العراقية مباشرة والعمارة تقع خلف مقصورة ساحة العروض وجاءت إلى مكتبنا الذي كان في آخر دور ويطل على السفارة مباشرة قيادات أمن الدولة بمن فيهم محسن الشرجبي وكانت العملية العام 1978م تقريبا او في نهايته ,,,,

وجلسوا مع مدراء المكتب جميعا حيث كنا ثلاثة أقسام في طابقين من العمارة,,,,

وقالوا لهم بكرة بلغوا موظفيكم أن لا يأتوا الى المكتب ويجوا بعد بكرة لدواعي أمنية,,,,,,!!!!!!

طبعا نحن الموظفين سمعنا الكلام وغادرنا والجماعة قاموا بشغلهم بالهجوم على السفارة ثاني يوم وكانوا كما قالوا لنا حراس العمارة شباب صغار دخلوا للعراقيين من الأمام ومن الخلف ومن نوافذ المبنى الأرضي والعلوي بطريقة مدروسة ومخططة سلفا وبسرعة قياسية وبكل شجاعة وإقدام وأستطاعوا إلقاء القبض على قتلة المناضل العراقي والأستاذ في جامعة عدن توفيق رشدي وكان قد تم قتله في المنصورة امام منزله حيث كان يسكن في الوحدة السكنية الحجر وتفاصيل القتل كانت كالتالي كما نشرته الصحف الرسمية حينذاك,,,,

فقالت الصحف إن إثنين ممن جاؤا للتنفيذ من طاقم السفارة العراقية وعندما أرادوا إختطافه لم يذهب معهم وقاومهم وحاول الهروب بالشارع العام إلا إنهم أطلقوا عليه الرصاص وأردوه قتيلا ولاذا بالفرار الى مبنى السفارة وتواصلت قيادتنا الأمنية مع وزارة خارجيتنا مع السفير العراقي وقيادة السفارة لتسليم القاتلين إلا إنهم رفضوا

فأتخذت قيادتنا قرار إقتحام السفارة وبالفعل حدث ذلك بعد مقتل الأستاذ توفيق وبعد محاولة تجنب المشاكل مع العراقيين حيث طلبوا منهم تسليم القتلة ولكنهم رفضوا فأتجهت قيادتنا الى حسم الأمر والإقتحام

عندما جئنا نحن الموظفين جميعا ثاني يوم الإقتحام وكان وقت الدوام حينها السابعة صباحا أنطلق جميع الموظفين الى النوافذ في مكتبنا الواقع في آخر دور و المطلة على السفارة مباشرة,,فرأيناها مخزقة الآف الأخزاق ونوافذها كلها محطمة وزجاجها مبعثر ومنثور في الشارع وداخل السفارة وهناك آثار دخان أسود موجود في جدران السفارة بسبب القنابل التي أستخدمها الجنود والضباط الذين شاركوا بعملية الإقتحام,

وفي تمام الساعة الثامنة صباحا جاءت عشرات السيارات تحمل أدوات عمل ومهندسين وعمال سمكرة وطلاء وجاء عمال النظافة لكنس الشارع وتصفية السفارة وكان السفير وموظفوا السفارة قد قاموا قبل يوم بإحراق الوثائق السرية التي لديهم خوفا من وقوعها بأيدي قيادتنا
المهم جاءت الساعة 12 ظهرا وعاد موظفينا الى النوافذ ليروا ماذا فعل كل هؤلاء المهندسين والعمال فأصابتنا الدهشة مما رأينا فقد عاد مبنى السفارة كما كان ولا فيه أي أثر لعملية الإقتحام وجاءت وكالات الأنباء العالمية والمحلية وتم تصوير المبنى من قبلهم وقرأنا في صحفنا المحلية إن العراقيين يدعون كذبا إنه تم إقتحام السفارة وقالوا إن القاتلين العراقيين سلما نفسيهما بإرادتهما وتم محاكمتهما في محكمة كريتر وتم نشر المحاكمة وبثها مباشرة في التلفزيون وبعد فترة تم تسليمهما للسلطات العراقية التي سفرتهما الى بغداد ويقال إنه تم إعدامهما بأمر من صدام حسين بسبب فشلهم الذريع ,,,,,

هذه هي حكاية توفيق رشدي العراقي الذي كان يعيش في عدن وتم تعيينه مدرسا في جامعة عدن وكان بعمر يقارب الستون عاما ,

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى