الشخصية القضائية.. القاضي قيصر العيدروس أنموذجاً.

كتب / المحامي/ عارف الكسادي

في ظل الأوضاع السياسية والاقتصادية التي يمر بها البلد ومحافظة أبين على وجه الخصوص وكذا استمرار التحديات المعيشية للناس في المحافظة والمهددات الأمنية أثبت القاضي قيصر العيدروس حسن انتمائه لأبين بعمله الدؤوب وتفوقه القضائي على كثير ممن ينتمون مولداً إليها، حيث اصر على أن يستمر عطائه وان يضاعف حضوره لعبور هذه المرحلة الصعبة قضائياً، فكان لأحكامه القضائية أثراً ايجابي في تطبيع الأوضاع وتثبيت دعائم الأمن وتاثير بالغ في نفوس المجتمع فصوب ضعاف النفوس سهامهم ضده للنيل من شخصه الكريم تمخضت عنها حملات منظمة في الإستهداف والتشويه اللفظي والمعنوي كان الهدف منها قتل معنوياته وإحباط الإساءة لمكانته ونزاهته، ولكنه صمد رغم مالحق به من أذى متحدياً في تحقيق العدالة وصون كرامة الأفراد وحقوقهم، ناشراً للسلام واصلاح ذات البين في محافظتنا العزيزة، متجاوزاً للعقبات متخطياً للتحديات الأمنية التي واجهته اثناء الصراعات وما تعرض له من تهديد جهات متطرفة آنذاك، لم توقفه من سبر أغوار العدالة لنيل رضا الله أولاً وانصاف المظلومين ثانيا.

إن وجود هذا الرجل على رأس القضاء في محافظة أبين يشكل محطة وعنوان لحقبة هامة في تاريخ القضاء لو قدر لهذا التاريخ مستقبلاً ان يكتب كتابةً علمية رصينة تعتمد منهج التحقيق الدقيق لإنصاف النماذج المحترمة.

وأنا أعترف أنني لست خير من يتحدث عن فضيلة القاضي قيصر العيدروس ولكنني أعتز بأنني استفدت من خبرته وعلمه ومقايسة منهجه وطريقته ونوعية اهتماماته العلمية فأدركت قيمة الرجل وعلو مكانته، فهو فاهماً حافظاً سريع الاستحضار لمتون الفقه وأصوله وقواعده مع اطلاعه على مختلف المصادر والمراجع في الفقه قديمها وحديثها، وله اطلاع واسع على مختلف العلوم الشرعية كأدلة العقائد والتفسير والحديث، مع اهتمامه الكبير بعلمي النحو والصرف وتتبعه للتراكيب والجموع المستحدثة من حيث صحتها وبطلانها، وهو من القانونيين القلائل الذين يهتمون إشكالات الثقافة والحضارة، ومن القضاة المتمكنين جداً في القوانين عامة وخاصة، وفي القانون الجنائي بقسميه العام والخاص شارحاً لك كل جريمة وأركانها وعلاقة عناصرها ببعضها واحتمالاتها ومقاصد الجاني من ارتكابها وشروط العقاب وموانعه، ضف الى ذلك سعة معرفته بالقانون المدني مبادئاً ومقدمة، عقوداً ونظريات، وبصيرته في التأمينات والتجارة، اما اذا حدثك عن قواعد الشكل والإجراء فلا منافس له كفارسٍ لا يشق له غبار، فهو مناقشاً بارعاً بما يقدمه الأطراف بتحليلٍ متناهي التدقيق، معلقاً على وسائل الإثبات مقدراً قيمتها سلباً وإيجاباً، خبيراً في تصور الوقائع المنظورة أمامه من جرائم ودعاوي ودفوع من حيث تطبيق نصوص القوانين عليها شكلاً وموضوعاً، مما جعل أحكامه لا تقارن بغيرها نظراً لأمانته ونزاهته ولخبرته الواسعة وباعه الطويل في مختلف العلوم.

وإجتهاداً مني هنا ادعو بهذا السياق رئيس مجلس القضاء وقيادة المجلس الانتقالي ومجلس القيادة الى رعاية الكفاءات الحقيقية والإستفادة منهم واختيارهم لشغل المناصب القضائية والقانونية الذين بإمكانهم إحداث نقلةً نوعيةً في عمل السلطة القضائية من أجل إرساء قواعد العدل والإنصاف للأجيال القادمة وصون مكتسباتها وحماية حقوقها، تلك النماذج القادرة على مجابهة الظلم ومكافحة الفساد بشتى أنواعه وصوره كون القضاة خلفاء الله في الأرض. 

•ملاحظة: فضيلة القاضي قيصر محمد محسن العيدروس هو رئيس محكمة استئناف محافظة أبين.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى