الحوار التكتيكي بين الثعلبين توماس توخيل و كارلو أنشيلوتي بلغ مداه في أليانز أرينا

 

محمد العولقي

ما كان يظنه توماس توخيل ممكنا استحال في الواقع إلى لوغاريتم صعب استعصى على بايرن ميونيخ فك رموزه..
كان توخيل يعلم أن ريال مدريد سيد اللعب المباشر.. و أن عموده الفقري الطولي مثل إعصار مدمر لا يتوقف عن ابتلاع المساحات.. فهل أخطأ توخيل في خلطته التكتيكية أم أن أنشيلوتي عرف كيف يبطل أسلحة الضغط العكسي للاعبي بايرن؟
في الواقع لكي تمنع ريال مدريد من اللعب المباشر من أقصر الطرق دون اللجوء للاستعراض و كثرة التدوير..عليك أن تمتلك خط وسط قويا من الناحية الذهنية..و هذا ما عاب خط وسط البايرن..
لم يكن توخيل يحبذ الاستحواذ تخوفا من فريق ملكي يعرف كيف يخرج بالكرة تحت الضغط..و المشكلة أن أنشيلوتي ورطه و جرجره إلى لعبة الاستحواذ..
كان أنشيلوتي يضع كل ثقل اللعب المباشر على توني كروس..رجل الوسط الذي يكسر إيقاع الخصم بالتمريرات الطولية القاتلة..
في الواقع كانت حسابات توخيل جيدة إلى حد ما عندما منح لاعبه لايمر حرية البناء الهجومي..لكن أنشيلوتي قابله بسد هذه الثغرة و القضاء على مفعولها بوضع فينيسيوس و رودريجو على مقربة من لايمر..و هو إجراء تكتيكي لم يتوقعه توخيل..
هذا الرسم التكتيكي الذكي أعطى كروس حرية تحريك قطع اللعب المباشر..كما منح فينيسيوس فرصة ضرب عمق الدفاع البافاري البطيء..من دون أن يفكر توخيل في منع كروس من البناء السريع..
لا أحد ينكر أن قمة أليانز أرينا كانت قمة في الأخطاء الدفاعية..الريال عانى من تفكك في خط دفاعه..كان إشراك ناتشو في العمق إلى جوار روديجر خطأ..كما ظهر السرحان الذهني على فاسكيز و هو ما أوقعه في أخطاء كلفت الريال هدفا من ركلة جزاء..بالمقابل كان دفاع البايرن في حالة هذيان حين كان يتم ضرب عميقه بسهولة..
حتى و إن ظهر البايرن حيويا في بعض فترات المباراة إلا أن توني كروس كان يحسن زعزعة هذه الحيوية..ليس لأنه كان يبني من الخلف و يتفنن في تمريراته السلطانية الطولية فقط..و لكن لأنه كان يضع البايرن في حالة تنافر تفضح كل عيوب عمق الدفاع..
و مثلما كان توخيل ثعلبا في الشوط الثاني حين فطن إلى الثغرة في الوسط بإشراك جيريرو.. مانحا حربة هجومية أكبر لساني و موسيالا..كان أنشيلوتي ثعلبا عندما تعامل مع تقدم البايرن بهدفين بواقعة..حين لجأ إلى تغيير منظومة اللعب..
كان دخول لوكا مودريتش ببساطة انقلابا تكتيكيا في طبيعة و أسلوب لعب الريال حين حرك النار و البارود من اليمين حيث رودريجو.. فأصبحنا أمام فريق يستحوذ بصانع ألعاب يوزع اللعب رواقا و عمقا..و هذا التجديد استنزف قوى بايرن ميونيخ ذهنيا.. بدليل أن المدافع الكوري ارتكب خطأ شنيع ضد رودريجو تحول إلى ركلة جزاء..جاء منها هدف التعادل..
باختصار .. ريال مدريد لعب بوجهين..وجه اللعب المباشر..ثم وجه الاستحواذ مع نزول مودريتش..بينما لعب البايرن بخيار الاستحواذ.. لأنه كان مجبرا على ذلك..فقطع الغيار في دكة الاحتياط لا تسعف توخيل على تبني نهج

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى