احداث جنين والرسالة المحبطة لدعاة السلام
كتب/د-أحمد عقيل باراس
.العنف والعنف المضاد بين الاسرائيليين والفلسطينيين الذي يحدث حالياً والذي بدأ يآخذ منحئ اخطر بعد ان اضحئ اليوم يتمتع برواج أكبر لدى الطرفين لن يؤدي إلى نتيجه لمصلحة أي منهما او يحل المشكلة القائمة التي عمرها عشرات السنوات ولن يحقق لمن يستخدمه او يلجا إليه النصر كما يعتقد فكم نتمنى أن يدرك الطرفان أن التفاخر بالقتل والاستعجال في السعي للذهاب نحو الموت الذي يتبنيانه سيكون له نتائج كارثية ليس على هذا الجيل الحالي وحسب ولا على الفلسطينيين والاسرائيليين وحدهم وانما ستدفع ثمنه الاجيال القادمة وسيؤثر على امن واستقرار المنطقة بشكل عام ولن يخلف إلا المزيد من القتل والحقد وكأن اولئك الذين يفضلون الموت على الحياة لا يدركون أن بموتهم لا يموتون لوحدهم بل يحكمون على الاخرين معهم بالموت أيضاً وياخذونهم إليه .
الطريق نحو السلام شاق وصعب لكن لا مناص عنه وفي ظل تازم وانسداد الوضع الحالي وغياب أي افق أو بوادر للسلام العادل والحقيقي بين الفلسطينيين والاسرائيلين واستمرار حالة عدم الثقة بين الطرفين يجعل من أمر تحقيقه أو الوصول إليه أكثر صعوبة واكثر مشقة ويفتح الباب أمام تكرار تلك الحوادث الماساوية وان باسباب مختلفة ماتجعل من استمرار دورة الدم إلى مالانهاية أمر حتمي مايعني الاستمرار في حصد المزيد من الارواح والمزيد من الدمار فكلما ابتعد الطرفان عن السلام كلما ازداد الدمار والقتل وكلما ازداد الدمار والقتل كلما ارتفعت وتيرة دورة الدم تلك وكلما ارتفعت وتيرة دورة الدم تنعدم امكانية الحل وتتلاشى معها اي فرص للسلام بل ويصبح حتى الحديث عنه مضيعة للوقت أو يبدو كمزحة ثقيلة غير أنه في المجمل وبالرغم من القتامة والنظرة السوداويه للمشهد الراهن فان السلام ليس مستحيلاً ولا يحتاج لمعجزات من أجل تحقيقه فهو مطلب الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي لكن يحتاج إلى ارادة ونية صادقة للحل يبدا من التعاطي الواقعي والجاد مع الحقائق والوقائع التي تشكلت على الارض خلال السنوات الماضية باعتبارها أمر واقع لا يمكن تغييره أو تجاهله فكان على الطرفان أن يتعاطيا معه بايجابية فنفي الحقائق لا يعني عدم وجودها لذا تظل الحقيقة التي لا يريد أن يسمعها أي من المتطرفين لدى كل طرف وهي ان هناك شعبان يعيشان على نفس ألارض والأفضل لهما وللجميع أن يتعايشا معاً عوضاً عن كل هذه الدماء وكل هذا الدمار الذي لا يتوقف والناتج عن عدم الاعتراف بحق الآخر في الحياة وفي الوجود متناسين ان أحداً منهما لا يستطيع القضاء على الآخر فلا الاسرائيليون يستطيعون وان امتلكو كل وسائل الدمار أقتلاع شعب فلسطين او اخضاعه وفي المقابل لا يستطيع الفلسطينيون مهما كان تعدادهم ولا تعداد فصائلهم المسلحة من اقتلاع شعب اسرائيل او فرض ارادتهم عليه اذ لابد من وجود مسافة متساويه من الاحترام المتبادل بين الطرفين واعتراف كل منهما بحق الاخر بالحياة والعيش الكريم على ارضه بعيداً عن النظريات العنصرية التي يمني كل طرف منهما نفسه بها والتي لن تتحقق .
أن دورة العنف الأخيرة التي ابتداءت من جنين ولم تتوقف عندها لتشمل مناطق أخرى ولازالت تداعياتها مستمرة حتى الان تقدم رسالة سيئة ومحبطة لكل التواقين للسلام سوى من بين اوساط الشعبين الاسرائيلي والفلسطيني أو من خارجهما مفادها ان اليد الطولى على الأقل في هذه المرحلة مازالت للمتطرفين الذين للأسف يتحكمون بمصير الشعبين ويدفعانهما لمزيد من الاقتتال والمزيد من المقاطعه وبالتالي الابتعاد أكثر فاكثر عن السلام مايستدعي من كل القوئ الخيرة في فلسطين واسرائيل والوطن العربي والعالم اجمع أن يتدخلوا لوقف نزيف الدم بين الشعبين ويعملوا على نبذ العنف أي كان شكله واي كان اسمه أو مصدره والعمل على تعزيز ثقافة التسامح بين الشعبين وبين الاديان وكم نتمنى ان يدرك اولئك الذين يغذون ثقافة الكراهية ويسعون لسفك المزيد من الدماء بان لا جدوئ من كل هذا العنف الذي يحدث اليوم امامنا ويتم فيه استحضار اسواء مافي الانسان ويدركوا انه مهما تفنن القتله في اختلاق الاعذار او اعطوه اسماء غير اسمه الحقيقي فانه لا يوجد مايبرر لهم القتل الذي حرمته الاديان كافة ويدركو هولاء كذلك قبل فوات الاوان أنه لا غنئ للشعبين في اسرائيل وفلسطين وفي الوطن العربي باسره عن السلام .