تساؤلات على طاري مجلس حضرموت الوطني
كتب/ ضياء المحورق
بداية تعمدت التريث كثيرا حتى تهدأ الموجة الإعلامية المصاحبة لتشكيل مجلس حضرموت الوطني بين مؤيد ومعارض والبعض الآخر خاض في الحملة الإعلامية كنكاية سياسية فقط..
وهنا وقبل أن أضع تساؤلاتي احب ان أوضح موقفي الشخصي كحضرمي وهو أنني من بين هذا وذاك فأنا ارفض وبشدة أن يتم نقل الصراع إلى أرض الخير (حضرموت) وما دون ذلك الأمر مطروح للأخذ والرد..
توطئة:
قبل أن أضع تساؤلاتي والتي جاءت مبنية على عدة مؤشرات أوصلتني إلى هذه التساؤلات وهي:
- أن اللقاء تم برعاية سعودية وكما هو معروف أن المملكة هي راعية للعملية السياسية في اليمن برمتها. وما حضور السفير السعودي لمداولات اللقاء الا لتأكيد هذا الأمر وهو أن مجلس حضرموت الوطني يحمل الصفة الرسمية.
- التغطية الإعلامية العالمية المصاحبة لهذا التشكيل وتغطيته بشكل مركز.
- زيارة رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي وما تحمله من دلالات وخاصة أن توقيت الزيارة جاء عقب عودة الوفد المشارك في تشكيل المجلس الحضرمي الوطني من الرياض وحجم التصريحات التي أطلقها الدكتور رشاد العليمي بغض النظر عن جديتها أو استخدامها كنوع من التنفيس الانفعالي فالواقع يشير إلى عدة دلالات بالغة الأهمية على الأقل من وجهة نظري المتواضعة.
ومن جملة تلك المؤشرات وان تغيرت بعض جزئياتها أن العملية السياسية التي يديرها التحالف تسير بتخطيط وفق اهداف رسمت من السابق كخارطة سياسية مستقبلية للمنطقة وتجلت بوضوح عند المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية وزاد بوضوحها قرار رئيس الجمهورية اليمنية حينها المشير عبدربه منصور هادي بإقرار عدد الأقاليم وتسميتها الأمر الذي لم يقره مؤتمر الحوار الوطني بل جاء بقرار رئاسي رغم انسحاب الطرف الممثل للجنوب من مؤتمر الحوار الوطني بسبب عدد الأقاليم.
ومن دلالات سير التحالف بتكريس الأقاليم كأمر واقع حتى وإن تعارضت مع الإرادة الجمعية للشعب هي حرب 2015م والتي أخذ شكلها الخارجي شكل الصراع الدولي على المنطقة إلا أن خطواتها العميقة كانت تكرس هذا الواقع وبشكل راسخ ومنها بقاء القوى المتحاربة ضمن حدود المناطق المرسومة مسبقا وكذلك تشكيل قوات الأحزمة الأمنية وقوات النخب الأمنية في الجنوب وأماكن تمركزاتها وحدود انتشارها.
ولهذا أصبح واضح أن تشكيل مجلس حضرموت الوطني أخذ طابع التغيير في خارطة العملية السياسية وفق الخطة التي رسمها اللاعب الدولي المتحكم برقعة الشطرنج كأداة للتعبير عن الإرادة السياسية لإقليم حضرموت مقابل الحرص على تحجيم دور المجلس الانتقالي الجنوبي على حدود إقليم الجنوب.
وهنا اصل إلى التساؤلات الهامة والذي تعمدت أن أضع كل هذه التوطئة لتصل الفكرة إلى القارئ الكريم بكل سلاسة وهو:
هل سيقبل المجلس الانتقالي الجنوبي خطة تقسيم الجنوب إلى إقليمين في ظل يمن اتحادي حتى وإن كان مؤقت؟ وفي حال عدم قبول المجلس بهذه الخارطة هل يمتلك الجرئة السياسية لفرض إرادة الشعب الجمعية والتي عبر عنها منذ انطلاق الحراك الجنوبي وقدم خلالها آلاف الشهداء والذي يعتبر المجلس الانتقالي الجنوبي بحد ذاته شكل من أشكال امتداد الإرادة الجمعية للشعب الجنوبي؟ وبالمقابل هل سيحرص أيضا أثناء فرضه للإرادة الجمعية على تجنيب المنطقة تبعات الخطة (ب) المؤدية إلى فرض الأقاليم وفق خارطة اللاعب المتحكم برقعة الشطرنج؟
والله ولي الهداية والتوفيق
عدن
5يوليو2023