البيان الصادر عن الفعاليات الجماهيرية التي شهدتها حضرموت في ذكرى إحياء يوم الأرض الجنوبي.
شهدت مدن محافظة حضرموت” المكلا وسيئوت والشحر وتريم والقطن وغيل باوزير” فعاليات جماهيرية حاشده استجابة للدعوة التي وجهتها القيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة حضرموت، إحياءً للذكرى الـ29 ليوم الأرض الجنوبي 7 يوليو.
وشهدت الفعاليات، إلقاء عدد من الكلمات، للقيادات السياسية، والقبلية، ومنظمات المجتمع المدني، وقد أصدروا بيانا هاما في ما يلي نصه:
بيان سياسي لفعاليات يوم الارض2023/7/7
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وبعد:
ياجماهيرنا الصابرة الصامدة في حضرموت خاصة والجنوب عامة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله مساؤكم بكل خير.
ايها الحضور الكريم ، يقال بأن شعب الجنوب قد تجاوز مرحلة المهرجانات والمليونيات ، وقد حقق من خلالها الكثير من الإنجازات في الفترة الماضية ، لكننا في ذات الوقت لايمكن لنا أن نهمل ذكرى يوم 7/7 الاسود، وندعها تمر علينا دون أن نعيد التذكير بأن اسوأ مرحلة تعيشها حضرموت اليوم ماهي إلا نتاج ماحصل في يوم 7/7 المشئوم من غزو للجنوب وتكريس نهج الاحتلال اليمني بعد ذلك اليوم الاسود ، هذا النهج الذي لازالت اثاره القاتلة ماثلة أمامنا وتعاني منها جماهيرنا في كافة مفاصل حياتها اليومية في حضرموت خاصة والجنوب عامة .
أننا في هذا التوقيت الزمني الذي تكالبت فيه اليوم قوى المحتل اليمني ومساعديه للنيل من تضحيات شعبنا ، لن نترك مناسبة مؤلمة كيوم 7/7 تمر دون أن نسترجع في الذاكرة تلك التضحيات التي قدمها شبابنا في هذه الذكرى على مر السنوات القليلة الماضية … وأننا إذ نحيي هذه الذكرى الأليمة فإننا نعيد التذكير أيضا بأن مانعيشه اليوم من مأساة على أرضنا إنما هي من تداعيات ذلك التحالف الشيطاني الذي جمع قوى النفوذ من القبيلة والعسكر ورجال الايدلوجية الدينية المتطرفة في الجمهورية العربية اليمنية ، ذلك التحالف الذي جمعهم لشن حربهم القذرة على المشروع المدني على مشروع الدولة وعلى الجنوب أرضا وشعبا وهوية عام 1994م .
أن تلك القوى اليمنية المتحالفة بالأمس ضدنا في الجنوب يراد لها اليوم في حضرموت خاصة وفي الجنوب عامة أن تستعيد مكانتها ودورها في حضرموت، وهي المكانة التي انهاها واقفل دكاكينها الحراك الجنوبي المبارك في مرحلة عنفوانه الثوري.
أننا في قيادة المجلس الانتقالي في المحافظة، وفي هذا المقام نحذر من يسعى لإتاحة الفرصة لهذه الادوات اليمنية المستهلكة والمنتهية الصلاحية لكي تتربع من جديد على دوائر السلطة المحلية في حضرموت، ونعيد التذكير أن هذه الأدوات لن يكون لها موطئ قدم مرة أخرى في حياتنا في حضرموت، ومثلما تم قبرها في السابق سيتم قبرها من جديد أن حاول من يحاول أن يحي العظام وهي رميم.
لقد جرب شعبنا في حضرموت سوء إدارة هذه القوى الاحتلالية اليمنية لشئوننا العامة طوال سنوات مابعد 7/7 ، واليوم يحاول من يحاول أن يعيد هذه الأدوات الفاسدة والمفسدة لتتحكم في مصير محافظتنا ومصير شعبنا ، ومن هنا تعلن جماهيرنا أنها لن تترك لهؤلاء مجالا كي يعيدوا تجريب المجرب من ادواتهم في حضرموت من جديد ، كما نجدها فرصة هنا لمطالبة السلطة المحلية بأن تكف عن ممارسة الاستفزاز لشعبنا بإعادة وتدوير من لا يستحقوا التدوير في تسلم مناصب رسمية في الإدارات التنفيذي بالمحافظة .
كما أننا في هذا المقام نناشد قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ممثلة بالرئيس القائد عيدروس الزبيدي بتقييم مسألة جدوى الشراكة في حكومة المناصفة، إذ كان الرهان معقودا على إمكانية أحداث شيء من التوازن من خلال المشاركة في الحكومة لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للشعب، لكن اتضح أن هذا الرهان لم يكن في محله، بدليل أن المعاناة تفاقمت وازدادت حياة المواطنين سوءا على سوء، ولم تتخذ الحكومة أية بوادر في مصلحة وخدمة المواطنين في الجنوب.
ومع الأخذ في الاعتبار ما تم قوله فإننا نطالب قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي بأن يكون لها موقف حاسم في إطار الحكومة لكي ينعكس على مستوى حياة شعبنا.
أيها الجمع الحاشد.. في هذه المديرية وكل مديريات حضرموت ساحلا وواديا
لقد أثبت الحضارمة بأغلبيتهم الغالبة انحيازهم للمشروع الوطني الجنوبي المتمثل في استعادة الدولة الجنوبية بنظامها الفيدرالي الجديد، وأكد الحضارمة بهذا الانحياز بأن حضرموت جزء لا يتجزأ من كيان الدولة الجنوبية التي دخلت في مشروع وحدوي فاشل مع الجمهورية العربية اليمنية، وبذلك عبر الحضارمة في كافة الفعاليات ومن خلال تضحياتهم بالمال والنفس عن إرادتهم بأن ليس لحضرموت من مخرج مما هي عليه وفيه من سوء أوضاع الا من خلال بوابة دولة الجنوب الفيدرالي الجديدة المنشودة، وليس من خلال بقائها رهينة لباب اليمن.
أن هذا الانحياز الطبيعي لجماهير حضرموت قد أزعج من لايريد خيرا لحضرموت.. ولم تكفيهم حرب التجويع وحرب الخدمات التي ادخلوا شعبنا في جحيمها لكي يرفع لهم الراية البيضاء ويستسلم لأجنداتهم، فقاموا بتفريخ مكونات هلامية تدعي تمثيل صوت الحضارمة ظنا منهم انهم بسلخ حضرموت عن عمقها الجنوبي يستطيعون تأخير الاستحقاق المشروع لشعب الجنوب في استعادة دولته وأرضه وهويته.
أن رهان البعض في حضرموت على زعزعة ثقة الحضارمة بالمجلس الانتقالي الجنوبي لهو رهان خاسر بكل المقاييس.
أن حضرموت هي لجميع أهلها ومن يعيش اليوم على أرضها يبث أحقاد الماضي وبروح انتقامية وبتمييز عنصري مقيت لأغلبية فئات شعبنا الحضرمي، فإنه لايبني حضرموت الحاضر والمستقبل بقدر ما يؤسس لمشاريع فتن مجتمعية في الداخل الحضرمي، فتن سيحترق اولا بنيرانها من أشعلها، حفظ الله حضرموت واهلها من شر الفتن ما ظهر منها ومابطن.
أننا في قيادة المجلس الانتقالي بحضرموت نحذر من اللعب بورقة تمزيق الصف الحضرمي وتشتيت قواه المناضلة كمدخل لإضعاف قضيتنا الحقيقية واشغال شعبنا في صراعات عبثية هامشية.
أن المرحلة التي نعيشها اليوم في حضرموت خاصة والجنوب عامة هي مرحلة كما وصفها الرئيس القائد عيدروس الزبيدي مرحلة مفصلية وحافلة بالأحداث والمتغيرات المهمة التي سترسم على ضوئها خارطة مستقبل منطقتنا وهو ما يتطلب منا جميعا أن نكون بحجم تحديات هذه الأحداث وبحجم متغيرات المرحلة وتحدياتها.
نناشد دول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة بأن تأخذ في الاعتبار وهي ترسم خريطة مصالحها في المنطقة إرادة اغلبية شعبنا في حقه المشروع في استعادة دولته بعد فشل مشروع الوحدة مع العربية اليمنية وبناء كيان جنوبي يساهم في ترسيخ الاستقرار والأمن في جنوب الجزيرة العربية وفي الإقليم عموما.
أن المجلس الانتقالي الجنوبي ومن خلال ماصرح به قادته، والخطوات التي أنجزها مؤخرا في الحوار الوطني الجنوبي ليؤكد من جديد أن الحوار سيظل مفتوحا أمام الجميع دون استثناء ولكل القوى الجنوبية سوى تلك التي تتفق معه أو التي لا تتفق معه وتغليب مصلحة الجنوب أرضا وانسانا وقضية دون تهميش أو إقصاء.
وعلى هذا الأساس فإننا في قيادة المحافظة نمد أيادينا لكل من يهمه امر حضرموت الأرض والإنسان ونفتح باب الحوار مع الجميع دون استثناء.
نجدد مطالبتنا المستمرة في رحيل بقايا الاحتلال من قوات المنطقة العسكرية الأولى من وادي وصحراء حضرموت، وكل المعسكرات التي ترافق وجودها مع الاحتلال اليمني لأرضنا الحضرمية في 7/7/1994, وان تبسط قوات النخبة الحضرمية يدها على كافة تراب الأرض الحضرمية.
نجدد شكرنا لكل من شاركنا في حضور هذه الفعالية الوطنية..
المجد والخلود للشهداء الابرار شهداء قضيتنا الوطنية الجنوبية.
والنصر المؤزر للجنوب وشعبه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المكلا – حضرموت -الجمعة
الموافق2023/7/7