ما الهدف من تشكيل مكونات جديدة في الجنوب؟
كتب/ زياد الشنبكي
19 / 7 / 2023 م
نلاحظ في الآونة الأخيرة تشكيل مكون هنا وحلف قبلي هناك او الدعوات والتحضير لتشكيلها، والغريب في الأمر أن هذه التشكيلات متزامنه مع بعضها البعض، مما يدل على ان هذه الدعوات لتشكيل هذه المكونات مدعومة من جهة واحدة، وهدفها واحد.
بالعودة إلى أيام الحراك الجنوبي السلمي شهدت الساحة الجنوبية ثورة شعبية وزخم ثوري وشعب متوحد تحت هدف وشعار وراية واحدة، إلا ان تلك الأيام شهدت ظهور تشكيلات مكونات عديدة، رغم ان معظم الشعب بالساحات لا ينتمون لاي مكون من تلك المكونات التي كانت تتسابق لاصدار البيانات عقب كل مظاهرة، وكان يوجد خلاف بين تلك المكونات، برغم ان جميع تلك المكونات تنادي باستقلال الجنوب، وكلما حاول مجتهدون توحيد المكونات تحت مسمى جديد انشق جزء من كل مكون واعاد تشكيل مكونه وزاد لساحة مكون جديد، ورغم الزخم الثوري بالساحة وحماس الثوار إلا ان ظهورنا امام الدول الخارجية متفرقين ومختلفين وهذا أثر على مسار الثورة الجنوبية.
وحالياً وبعد ان صار لدينا المجلس الانتقالي الجنوبي المعترف به كقوة سياسية وعسكرية على الساحة ومعترف به خارجياً وله تحركاته الداخلية والخارجية، واستطاع التواصل عبر الحوار مع الكثير من المكونات ورب بها في اطار المجلس الانتقالي الجنوبي لتوحيد الصف الجنوبي بكون الأعداء يراهنون على عدم توحد الجنوبيين ويستغلون هذه الثغرة لزراعة الصراع بين الجنوبيين، وبعد هذه الخطوة بالحوار الوطني الجنوبي بدأت تظهر إلى الساحة تشكيل مكونات جديدة، وهنا لا يوجد تحليل لذلك الا ان الهدف منها سحب البساط من المجلس الانتقالي الجنوبي من كونه الوصي والممثل لقضية شعب الجنوب وإظهار الشعب الجنوبي مختلفين ومطالبهم مختلفه وان المجلس الانتقالي الجنوبي ليس ممثل عن شعب الجنوب، بالإضافة إلى ان مطالب بعض المكونات الأخرى باستقلال حضرموت كدولة الهدل منه لقط افشال مطلب وهدف استقلال الجنوب وذلك من خلال استقلال أعداء الجنوب ذلك سياسياً بان الالتفات لدعوات الاستقلال يقود البلد بان تكون دويلات وليس دولتين شمال وجنوب، وان الحل الانسب يكمن في مخرجات الحوار اليمني بالأقاليم لضمان عدم تفتيت البلاد إلى دويلات، وحتى دعوات استقلال تهامة يهدف إلى افشال مطلب استقلال الجنوب، ولذا فان الداعم واحد لهذه الدعوات.
يدرك أعداء الجنوب ان الحسكم العسكري لاحتلال الجنوب مجدداً صعب، ويدرك أعداء الجنوب ان قوة الجنوبيين تكمن في وحدتهم ورص صفوفعم، ويدرك أعداء الجنوب ان الثغرة التي يمكنهم من خلالها افشال استقلال الجنوب هي بتفرقتهم ودعم التشكيلات لسحب البساط من المجلس الانتقالي لاظهاره امام العالم انه ليس الوحيد وليس ممثل لشعب الجنوب على الرغم ان هذه التشكيلات التي تظهر تشكيلات كرتونية ليس لها اي قواعد شعبية لكن أعداء الجنوب سوف يسوقونها ويظهرونها للعالم بكونها مكونات موازية للمجلس الانتقالي..
كما ان أعداء الجنوب واعوانهم يسوقون لهذه التشكيلات عبر تصنيفها القبلي او الجهوي وتصويرها مدافعه عن حقوقهم لاستقطاب أشخاص تقبلوا ان يكونوا أعضاء بهذه المكونات، ومن خلال متابعاتي في شبكات التواصل الاجتماعي لاحظت ان من يؤيد تلك التشكيلات هم الأشخاص الذي أساساً كتاباتهم وتوجهاتهم ضد استقلال الجنوب وضد المجلس الانتقالي الجنوبي.
استطيع ان اقول ان هذه الظاهرة في الدعوات لتشكيل مكونات واحلاف في الجنوب كانت ردة فعل للنجاحات التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي واخرها اللقاء التشاوري الجنوبي للحوار الوطني الجنوبي وتتويجه بالتوقيع على ميثاق الشرف الوطني الجنوبي، وبكون هذه الخطوة كانت ممتازة، بادر أعداء الجنوب لإعادة الوضع بالجنوب إلى التفرقة بدعم التشكيلات الجديدة، ومن هنا ندرك اهمية الحوار الوطني الجنوبي وندرك أهمية اللقاء التشاوري الجنوبي الذي عقد في عدن قبل اشهر قليلة، وندرك ان التشكيلات الجديدة تمثل خطر وتاخر من مرحلة الحسم واستعادة الدولة الجنوبية.