المثالية الزائدة والتشدد المبالغ فيه يؤديان للفشل.
كتب/علي بن شنظور
الأحداث المحلية والخارجية المحيطة
بالجنوب واليمن. تتطلب أن يمتلك كل من يشتغلون في المجال السياسي في صناعة القرار أو البحث والكتابة أوالتحليل أو نشطاء ورجال الأعلام والصحافة.
خاصية الإطلاع والهدوء العقلي والنفسي لقراءة تلك
المتغييرات بعقل غير متشنج ولا مثالي.
فالمثالية الزائدة تؤدي للوقوع في تبني القرارات المبنية على العاطفة وحسن الظن الكامل دون وضع خطوات رجعة لتوقع عدم صدق الطرف الآخر في الوعود والمواثيق وهذا ماحدث للجنوب في عام 90م
فلم يكن قرار دخول
الجنوب في الوحدة
مع صنعاء إجباري بل كان اختياري وبرغبة شعبية لآن مشروع الوحدة كمبدأ ليس مرفوض فنحن تربينا عليه واجيال الجنوب ولولا ذلك المبدأ لما توحدت 23 سلطنة في الجنوب العربي بدولة واحدة في 67م..
ولكن الأشكالية في اختلاف الأسباب والعوامل للوحدة.
لذلك اكتفت القيادة بتحويل تلك الرغبة الشعبية المتأثرة بحماس المد الثوري
بالتوجه للوحدة بعاطفة سياسية مثالية والعاطفة لاتعمل حسابات الربح والخسارة.
لأنه لو كان ذلك بني
على أساس مصالح الشعب لما تم إعلان مشروع الوحدة في 90م بتلك الطريقة ثم اكتشفت قيادة الحزب الأشتراكي
كارثية القرار بعد
انتخابات 93م النيابية وعودة الجنوب من النصف
في السلطة للثلث
ثم بعد 94م خسارة
الحرب وضياع الجنوب بكل مافيه.
لذلك المثالية الزائدة لاتنفع في اتخاذ القرارات السيادية السياسية للشعوب.
حتى في القضايا
الفرعية تكون المثالية سببا في الضرر مع أنه في المسائل الفرعية يكون ضرر غير مؤثر بشكل كبير ويمكن التعويض فيه كما حصل في دخول الجنوب أو المجلس الانتقالي في حكومة الشرعية الحالية دون رؤية توضح كيف سيتم التوفيق بين أن تكون شريكاً في السلطة والحكومة وكذلك معارضاً لها في أنّ واحد !
وفي الوقت نفسه فإن التشدد المبالغ فيه لايخدم فكر السياسي ولا قضيته
وقد يؤدي لتأخير
الحل حينما لاتمتلك
القدرة بمفردك لتثبيت الحل في الواقع من طرفا وأحد دون النظر للتأثير الخارجي.
فالتشدد يؤدي لضياع فرص تتاح يمكن الانطلاق منها للوصول للهدف العام
فعلى سبيل المثال
اضاع العرب والثورة الفلسطينية تلك الحلول التي منحت للقضية الفسلطينية
بعد 67م ثم ذهبوا
للشتات واضطروا للبحث عن خيار الدولتين بحلول أقل مما كانت قد عرضت عليهم سابقا ومع ذلك لم يحصلوا عليها حتى اليوم.
نحن في الجنوب بحاجة لقليل من الهدوء فليس كل من يتحدث في علم الكلام
والفلسفة سياسي ولا من يحمل أعلى الشهادات والمناصب هو سياسي بل هناك فرق شاسع.
فالعلم بالسياسة نظريا فقط لايعني القدرة على صناعة القرار الصح والجهل بالسياسة ايضاً يؤدي لصناعة
القرارات الخاطئة
والمزج بين العلم والخبرة والواقع يؤدي للنجاح بعون المولى تعالى.
نحن بحاجة لفهم الواقع
ولايوجد منا من يزعم أن
مايكتبه هو قرآن كريم أونص شرعي لايقبل التعديل..فكل الأفكار خاضعة لاسقاطها في الواقع فما كان منها يناسب الحقائق على الأرض ويؤخذ بالأسباب الذاتية والموضوعية وبالادلة الشرعية ويراعي متغييرات
مايدور من حولنا فهو الأفضل للأخذبه
وماكان من تشخيص مبني على حسابات سياسية حزبية أو شخصية أو مناطقية أو انتقامية لايمكن البناء عليها.
نتمنى أن يكون لدينا
فريق سياسي جنوبي داخلي وخارجي ومهني يعمل بعيدا عن ضغط التأثيرات السياسية أو الخوف من إنقطاع مصلحة
أو راتب شهري.
ليقدم لصانع القرار
رؤى لكل قضية
وتشخيص لكل حدث سياسي كحال ذلك الخبير الذي يشخص الخلل ويضع الحلول لأي مستجدات طارئة.
وبالله التوفيق
أبوخالد
علي بن شنظور