منبر الصحافة..

كتب/ أنور سيول

وظائف الصحافة (3)
للصحافة وظائف عديدة ومتنوعة لذلك يصعب تحديد الخدمة او مجموع الخدمات التي تقدمها الصحيفة الى الجمهور، ويزيد من صعوبة تحديدها، تنوعها وتنوع قرائها وتشابك محتواها.

وقد تجاوزت الصحافة، كغيرها من وسائل الإعلام الجماهيرية، في ايامنا هذه – بما يتيح لها من امكانية تقنية متطورة وبما اكتسبته من أهمية في حياة الناس- ما تعارف عليه باحثو الاتصال من وظائف تقليدية لتلك الوسائل.

فقد حدد “لاسول” في اواخر الاربعينات، من القرن العشرين ثلاث وظائف للإعلام هي: مراقبة البيئة المحيطة والعمل على ترابط اجزاء المجتمع في مواجهة البيئة، والأهتمام بنقل التراث الثقافي عبر الأجيال المختلفة.

حيث توالت تلك الوظائف، الإضافات اللاحقة، التي أسهم بها باحثون آخرون مثل “رايت” الذي اضاف وسيلة التسلية، او الترفيه، ومثل “ديفيتو” الذي اورد وظائف اخرى كالدعم والمساندة والتعليم، ومثل “شرام”الذي رأى ان الوسيلة الاعلامية، يمكن اعتبارها مروجا للسلع والخدمات التجارية بيننا كافراد، مشيرا بذلك للوظيفة الإعلانية.

ويؤكد هذا التطور المتواصل لوظائف الإعلام في المجتمعات الحديثة ان الوسيلة الاعلامية غدت اليوم “مؤسسة اجتماعية تمارس دورا كاملا في حياة افراد المجتمع مثل بقية المؤسسات الاجتماعية الاخرى” اذ تؤدي وظائف تربوية وتعليمية من شانها ان تقلل من حدة الفوارق الثقافية، بين فئات المجتمع المختلفة، وان تحدث تجانسا فكريا من خلال ما تقدمه من مواد اخبارية وغير اخبارية.

ويرى البعض ان من الوظائف الحيوية للصحيفة ان تحارب الجمود الفكري ‘ الذي هو احدى سمات النظم غير الديمقراطية التي تفرض سلطانها واسلوب تفكيرها على افرادها بحجة توحيد الصفوف، الامر الذي يتنافى مع طبيعة تطور المجتمعات.

فمن واجب الصحافة ان تحدث وئاما او تقاربا فكريا اجتماعيا من خلال ما تقدمه من ثقافة ومعلومات واخبار على جميع المستويات الاجتماعية حتى لا تتصف بالتحزبية لفئة على حساب اخرى، وحتى يمكنها الالتزام بالموضوعية.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى