4000 قتيل حصيلة حرب السودان في 4 أشهر.
أبين ميديا /متابعات
دخلت الحرب المستعرة في السودان شهرها الخامس، دون آمال في الأفق لإيقافها، مع اشتداد حدة الاقتتال، بين طرفي الصراع؛ الجيش وقوات الدعم السريع، ما خلّف منذ منتصف أبريل الماضي، 4000 قتيل، وآلاف الجرحى في أوساط المدنيين، فيما شرّد الملايين بين نازح ولاجئ.
وبين زخات الرصاص، ودوي المدافع، يعيش الملايين مأساة إنسانية لم تشهد البلاد لها مثيل، فيما لا تزال المبادرات المحلية، والإقليمية، والدولية الخجولة تراوح مكانها، إذ تعثر منبر جدة، برعاية ثنائية أمريكية سعودية، فيما توارى الاتحاد الأفريقي خلف مبادرة منظمة «إيغاد»، المتحفظ عليها من جانب الجيش السوداني.
إنسانياً، حذرت اللجنة المشتركة الدائمة للوكالات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة من أن الوضع السوداني يخرج عن نطاق السيطرة، وطالبت المجتمع الدولي بالاستجابة العاجلة للاحتياجات الإنسانية العاجلة في البلاد، وأعلنت أن أكثر من 6 ملايين شخص في السودان على بعد خطوة واحدة من المجاعة، فيما يحتاج أكثر من 14 مليون طفل إلى مساعدات إنسانية.
وذكر بيان صادر عن رؤساء اللجنة المشتركة للوكالات الأممية، أن أكثر من 4 ملايين شخص فروا من القتال وظلوا نازحين داخليًا في جميع أنحاء البلاد، ولاجئين في دول الجوار، بينما ينفد الوقت أمام المزارعين لزراعة المحاصيل، بجانب شح الإمدادات الطبية، وأكدت أن النداءات الإنسانية التي أطلقتها يمكن أن تساعد حوالي 19 مليون شخص في البلاد.
وحثت الوكالات الإنسانية، طرفي النزاع بوقف القتال، وحماية المدنيين، وإزالة المعوقات البيروقراطية، وتوفير ممرات آمنة وغير مقيدة لإيصال المساعدات، ووقف عمليات نهب الإمدادات الإنسانية، وعدم استهداف عمال الإغاثة، والأصول المدنية، والبنية التحتية، بما فيها المراكز الصحية والمستشفيات، ولفتت إلى أن تلك الأعمال يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية.
وعلى المستوى الميداني، اشتدت وتيرة المعارك، في جميع مدن العاصمة الخرطوم، وشهدت مدينة أم درمان قصفاً متبادلاً، استهدف الطيران الحربي تمركزات «الدعم السريع» في مناطق متفرقة من العاصمة، فيما ردت المضادات الأرضية للأخيرة بكثافة، وبحسب مصادر، أطلقت «الدعم السريع» صواريخ «كاتيوشا» على مواقع بأم درمان والخرطوم بحري.
ومع استمرار المعارك ميدانياً، وتفاقم الأوضاع الإنسانية، تبحث قوى سياسية ومدنية في العاصمة الأثيوبية، أديس أبابا، سُبل الخروج من المأزق التاريخي الذي يمر به السودان، من خلال إيجاد صيغة لتوحيد القوى المدنية في جبهة عريضة مناهضة للحرب، والسعي لوضع رؤية لتقريب وجهات النظر بين الجيش وقوات الدعم السريع، بغية التوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار بصورة دائمة، ويعالج تردي الأوضاع الإنسانية.