على ربك يا حسين

كتب / أحمد يسلم صالح

من منا لا يتذكر زميل الحرف وفارس الكلمة وصاحب القلم الأنيق كنقاوة قلبه الذي لايعرف الحقد قط ولم يتلوث بسموم المناطقية العفنة وأمراض العلة الاجتماعية مجتمعة . هكذا عرفناه وهكذا كان المغفور له بإذن الله تعالى الكاتب الصحفي الشهير الفقيد حسين محمد ناصر .
أتذكر أنني كنت مهووسا في القراءات الصحفية والكتابات الأدبية والمقالات الرصينة التي كان لفقيدنا حسين نصيب وافر في التأثير والتأثر بقلمه وأسلوبه وطريقته الكتابية السلسلة الأنيقة وكنت أمني النفس وأنا في عنفوان الشباب ومن جبال يافع في أن تجمعني الأيام بهذا الطود والعلم البارز
ومما زاد شغفي حين كانت لي أولى المحاولات الكتابية منشورة في صحيفة الجديد التي كان يرأس تحريرها زملينا الوقور حسين وتصدرها سكرتارية منظمة الأشتراكي بأبين كنا نقرأها كلمة كلمة وحرفا حرفا بشغف كبير وحب ورغبة وكانت الجديد جديدة بروحها ونفسها وعنوانها ووجودها حين نحتت أسمها بقوة في عالم الكلمة والحرف وشكلت إنجازا إعلاميا متفردا لماذا لأن طاقمها برئاسة حسين وسكرتير تحريرها الاستاذ الجامعي طيب الذكر. عبدالله أحمد يحيى وكافة محرريها كانوا يعلمون بصمت وبصدق واجتهاد وعشق ورغبة
كانت بصمة حسين مشهودة في كل مادة منشورة يشذبها وينقحها ويتدلل في انتقاء الكلمات الدلالية وحسن الأسلوب الكتابي
كما حفلت كتاباته في معظم الصحف والدوريات والمجلات باهتمام بالغ
في أيامه الأخيرة رحمة الله عليه كنا نلتقي ونتجاذب أطراف الحديث بأسلوبه المتواضع وفكره الثاقب وبعد نظرته الفلسفية . تحس انك أمام انسان يكتنز بداخله سر نبوغه وتفوقه وفي نفس الوقت تواضعه وجديته
حسين وكثير من المبدعين مشكلتهم أنهم وجدوا في أبين بعيد عن العواصم ومراكز القرار. لهذا ظلموا
ولأن الكتابة كانت موقف ولأن الكلمة كانت ذات هدف كالرصاصة لاتنطلق الا لهدفها
حسين كان من رواد الكلمة والموقف لهذا دفع الثمن عن طريق قناعاته التي ظل متمسكا بها وناسكا في معابدها زرته ذات يوم في بيته خلف جبل خنفر وإذ به بين كومات الكتب والصحف المتراصة قال لي ضاحكا أحمد هذا الرصيد والكنز الذي سنورثه للأبناء هل تراه ينفع ؟ أجبته مستقبل الأولاد ياصديقي يخوف في مستنقع العودة إلى الجهالة والتخلف والبندقة والقات والشمة ولكن قل على ربك منه الفرج وعليه العوض
أ

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى