عشية لقائه شي جينبينغ على هامش قمة «آبيك».. الرئيس الأمريكي: نسعى إلى تحسين علاقتنا مع الصين.
أبين ميديا/ وكالات
أكد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمس، أن بلاده لا تحاول النأي بنفسها عن الصين، بل تريد تحسين العلاقة معها، وذلك عشية لقائه نظيره الصيني، شي جينبينغ، في سان فرانسيسكو.
ويجتمع الرئيسان على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ «آبيك»، ليكون اللقاء الأول بينهما منذ عام، رغم التوترات التجارية والعقوبات بين البلدين.
وقال بايدن: «لا نحاول الانفصال عن الصين. ما نحاول القيام به هو تغيير العلاقة إلى الأفضل»، مبدياً أمله أن يساعد الاجتماع الطرفين «في العودة إلى مسار طبيعي من التواصل، أي القدرة على رفع سماعة الهاتف، وأن يتحدث كل طرف مع الآخر في حال وقوع أزمة».
لكن بايدن أعرب عن قلق الولايات المتحدة حيال الاستثمار في الصين؛ بسبب ممارسات بكين التجارية. وقال: «لن أواصل الدعم لمواقف بحيث إذا أردنا الاستثمار في الصين، يتعين علينا تسليم جميع أسرارنا التجارية».
ووفق مراقبين، خرج الزخم الإيجابي لمحادثات شي وبايدن في نوفمبر الماضي، في بالي عن مساره عندما أسقطت الولايات المتحدة ما اشتبه بأنه منطاد صيني لغرض التجسس، في حادثة أدت إلى تأجيل زيارة كانت مقررة حينها لوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن.
ومنذ ذلك الحين، أشارت سلسلة تحركات دبلوماسية عالية المستوى بما فيها زيارة بلينكن إلى بكين يونيو الماضي، إلى أن الطرفين يتطلعان لإصلاح العلاقات.
وذكرت «الخارجية الصينية»، أن قمة الزعيمين ستشمل تواصلاً معمقاً بشأن قضايا استراتيجية مربكة في إطار العلاقات الثنائية، إضافة إلى مسائل كبرى مرتبطة بالسلم والتنمية العالميين.
وسيتناول شي العشاء مع كبار رجال الأعمال الأمريكيين خلال زيارته، ومن المتوقع أن يسعى لتخفيف القيود التجارية الأمريكية في محادثاته مع بايدن.
هذا، وغادر شي بكين، أمس، متوجهاً إلى سان فرانسيسكو؛ لعقد محادثات مع بايدن، بحسب ما أعلن الإعلام الرسمي. وأفادت شبكة «سي.سي.تي.في» بمغادرة شي بكين على متن طائرة خاصة إلى سان فرانسيسكو، بدعوة من بايدن.
وصرح جوزيف ليو من جامعة «نانيانع» للتكنولوجيا في سنغافورة، لوكالة «فرانس برس»: «لا أعتقد أن أحداً يعلق آمالاً كبيرة على الاجتماع لجهة التوصل إلى نتائج ملموسة».
وأضاف: «تكمن أهمية الاجتماع في رمزية أن الزعيمين يرغبان بإعادة استقرار العلاقات».
ولدى سؤال الوكالة «الخارجية الصينية» حول توقعات بكين المرتبطة بالاجتماع، التزمت الغموض، مكتفية بالإشارة إلى «تواصل معمق»، و«قضايا كبرى مرتبطة بالسلام في العالم».
وقال رئيس معهد «إنتيليسيا» للأبحاث في غوانتشو، تشين دينغدينغ، إن «الصين تولي أهمية كبيرة للجهود الإيجابية الرامية لإضفاء استقرار على العلاقات بين واشنطن وبكين».
من وجهة نظر بكين، فشلت واشنطن في تطبيق التوافق الذي توصل إليه الطرفان خلال «محادثات بالي»، ما أدى إلى برود في العلاقات»، بحسب تشين.
ولفت خبير العلاقات الأمريكية-الصينية لدى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، ليو شيانغ، إلى أن بكين ترى، تكتيكياً، أن «الأساس في الوقت الحاضر هو إيجاد نقاط تعاون».
ونوّهت أماندا هسياو من مجموعة الأزمات الدولية بأنه من وجهة نظر شي، فإن «القدرة على الظهور بمظهر القوي والمسيطر على العلاقات الثنائية الذي يسعى لأوضاع أهدأ، هو أمر مفيد سياسياً».