الغذاء الرمضاني: توازن بين الصحة والتقاليد

كتب/سناء العطوي

يُعدّ شهر رمضان المبارك فرصةً عظيمةً لإعادة النظر في عاداتي الغذائية وتعزيز نمط حياة أكثر توازنًا وصحة. في هذا الشهر، لا يقتصر الأمر على الامتناع عن الطعام والشراب لساعات طويلة، بل يمتد إلى كيفية تعويض الجسم بالعناصر الغذائية اللازمة بعد الصيام، مع الحفاظ على صحة الجهاز الهضمي وتجنب المشكلات المرتبطة بالإفراط في تناول الطعام.

الإفطار: بداية متوازنة

أحرص دائمًا على أن يكون إفطاري متوازنًا، فأبدأ بتناول التمر والماء، اقتداءً بالسنة النبوية، لما لهما من فوائد صحية في تعويض السكر المفقود وترطيب الجسم. بعد ذلك، أتناول طبقًا دافئًا من الشوربة، سواء كانت شوربة عدس، خضار، أو دجاج، لأنها تساعد في تهيئة المعدة للطعام وتعزز عملية الهضم. أما الوجبة الرئيسية، فأحرص على أن تحتوي على مصدر جيد للبروتين، مثل اللحم المشوي أو الدجاج، إلى جانب الأرز أو الخبز، بالإضافة إلى طبق من السلطة الطازجة، لضمان حصول جسمي على الفيتامينات والمعادن الضرورية.

السحور: وجبة تمدّاجسامنا بالطاقة:

أعتبر وجبة السحور من أهم الوجبات في رمضان، إذ تمنحني الطاقة اللازمة للصيام خلال النهار. لذلك، أحرص على تناول أطعمة غنية بالبروتينات مثل البيض والزبادي، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة كالخبز الأسمر، لأنها تُهضم ببطء وتساعدني على الشعور بالشبع لفترة أطول. كما أُفضّل تناول الفواكه والخضروات الغنية بالماء والألياف، مثل الخيار والبطيخ، للحفاظ على ترطيب جسمي خلال ساعات الصيام.

تقاليد غذائية رمضانية

يتميز كل بلد بأطباق رمضانية خاصة به، وأحب دائمًا تجربة مختلف الأكلات التقليدية التي تشتهر بها الدول خلال هذا الشهر المبارك. فمن بلاد الشام أُفضّل الفتوش والتبولة، وفي دول الخليج أستمتع بالكبسة واللقيمات، أما المطبخ المغربي فيُدهشني بطبق الحريرة اللذيذ. ورغم هذا التنوع، فإن القاسم المشترك بين جميع هذه الأطباق هو اجتماع العائلة حول المائدة، مما يضفي أجواءً دافئة وروحانية على الشهر الكريم.

نصائح صحية أحرص عليها في رمضان

لضمان صيام صحي ومريح، ألتزم ببعض العادات الغذائية التي تساعدني في الحفاظ على طاقتي طوال الشهر، ومنها:

تجنّب الأطعمة الدسمة والمقلية التي تسبب الشعور بالخمول والثقل بعد الإفطار.

شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور للحفاظ على الترطيب.

ممارسة نشاط بدني خفيف بعد الإفطار، مثل المشي، لتحسين عملية الهضم.

تناول الحلويات بحكمة، واستبدالها بالفاكهة الطازجة أو المجففة كلما أمكن ذلك.

أرى أن الغذاء في رمضان لا يقتصر فقط على ملء المعدة، بل هو وسيلة لتعزيز الصحة وتحقيق التوازن بين الروح والجسد. من خلال اختيار الأطعمة المناسبة والالتزام بالعادات الصحية، أستطيع أن أستمتع بصيام مريح وأحافظ على نشاطي طوال الشهر المبارك.

الكاتبة: سناء العطوي

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى