مذكرات تربوية….الجلاء ظلمان .. (3)

 

 

أبين ميديا

كتب ــ طاهر حنش أحمد السعيدي

من خلال الجلسة الخاصة مع رئيس الأشراف التربوي الاستاذ عيدروس، بصراحة بدأت تهدأ أعصابي فكنت أقول في نفسي! نجرب شهر زمان بحسب قوله، أن نجحنا بالعمل كان بها ، مالم فأن الفرصة متاحه للأنتقال إلى سرار بكل بساطه ، لأنه في حال الأصرار على الأنتقال إلى سرار باتسقط عليا علاوة الانتقال وعلاوة الاداره فقلت له طيب يااستاذ وهل باتساعدونا ؟ !
فقال طبعاً ! ايش معك؟ فقلت له أنا لي طلبات! وكنت اعتقد أنها مطالب يصعب تحقيقها.. فقال بانعمل معك المستحيل واذا تطلب الأمر ممكن ننزل إلى المدرسه بحكم قربها من السكن لتذليل أي صعاب ، ولكن ماهي طلباتك الضروريه ؟؟ فقلت له أولاً نحتاج ٢٠ دينار نقدا عن اربعمائة شلن هذا المبلغ لترتيب شؤون العزبه،
فقال بسيط ممكن ندبر لكم هذا المبلغ.
ثانياً: توفير لنا تنك (طبل) جاز سائل وشوله دافور حجم وسط وفي حال توفر ذلك نضمن استقرار العزبه بالمدرسه لانه كلما انتظمت واستقرت العزبه انضبط العمل بالمدرسه ، فقال الأستاذ عيدروس ولايهمك.
ثالثاً: أريد تحويل ثلاثه معلمين إلى ظلمان وهم محمد أحمد سعيد واحمد عبدالله الكحه ومحسن حسين صالح، فقال الأستاذ عيدروس وهولاء المعلمين فينهم ؟ فقلت بمدرسة المنصوره فهولاء زملاء لايمكن الانتقال إلى ظلمان الا بهم فقال ننقل اثنين فقط حتى لانؤثر على المدرسه ،، وعمل أمر اداري بنقل محمد أحمد واحمد الكحه ووعدني بنقل المعلم الثالث بوقت آخر ، طبعاً لايوجد أي اعتراض على طلباتي وقال طلباتك على العين والراس واضافه إلى ذلك مستعدين بتموينكم للمدرسه بكميه من المعلبات وكيس حليب وبانطلع نحملها بالسياره من القسم الداخلي وعدد من الفرشان والبطانيات وبانوصلك الليله إلى المدرسه،،،فقلت خلاص سبره ،،مثل الميل وفي تمام الساعه الثالثه عصرا تحركنا بالسياره مع كل طلباتنا ، وبن حنش منبسط بالقدام باتجاه مناطق السعدي يرد بصوت مخفي قول الشاعر؛ اعتقد القاضي محمد ثابت الفقيه الله يرحمه تركنا دبشره واجار من كثر الملاوي وجينا جار قسم الشعب حيث البن راوي حتى وصلنا ساحة مدرسة الجلاء ظلمان ونزلت من السياره لأمسك بيدي اليمنى (مشط الآفرو) الحديد لأعيد ترتيب شعر رأسي الكثيف بعد تأثره من الرياح أثناء حركة السياره ، والتفت يمين شمال ولم أجد ولا مخلوق ،،، أنزلت السامان المحمل بالسياره امام مبنى المدرسه ليوادعني الأستاذ عيدروس عائدا باتجاه مقر سكنه، وبعدها طلعت اتفقد غرف المبنى للبحث عن المعلمين ووجدت ثلاثه صفوف مغلقه وغرفه صغيره تحت السيري واثنين صفوف بدون ابواب وصف دراسي بدون سقف المهم ايش باقول لكم!! يااااااااااااااه ! يااااااااااااه ابكي!! بدون دموع اصيح!! من يستجيب أضحك!! مع من ؟
اكلم نفسي أيش جابني إلى هذا المكان ؟؟
بقيت في حاله لايعلم بها الا الله ، وفي تلك الأثناء مر أحد الأشخاص فنظر اليا وقال ويش معك وا رجال ؟ من اين انته؟ فقلت له والعبره تكاد تفصل الصوت انا مدرس ، فقال ويش اتدرس حجار؟
رع المدرسه مغلقه ماشي بسرحون الطلبة! اليك تعجب حد من المدرسين بتاك الغرفه حق الوحده السكنيه ذي فوق رع كنهم بيجلسون هناك ،،،حينها تنفست الصعداء فقلت في نفسي هاااااه اذن تمام السكن بعيد من المدرسه ، وباين عليه سكن على مستوى ، فطلعت ووجدت فيها الاستاذ جعبل قاسم سيف الله يرحمه والاستاذ سعيد احمد حيدره نائمان وسط سامان عزبه مكسره البعض فيها بقايا الأكل يستحيل ازالتها والبعض لاتصلح إطلاقاً للاستخدام وبعد التعارف الأولي واحضار السيمان التي جبتها معي من رصد ، سألتهم عن وضع المدرسه ، فقالوا لي ماشي دراسه ولا مدير كان يديرها العام الماضي الأستاذ عبدالله مجمل محسن ولكنه انتقل وبعدين عينوا الأستاذ سعيد عبدالله صالح الشنبكي واجاء وماشي ناسبه الجو ويتوكل ،، وانته خذ لك ذي به النصيب وبعدهم،! فقلت لهم وانتم جالسين هنا لوحدكم بالمدرسه؟؟ فقالوا المعلمين الذي بالمدرسه عبدالرحمن صالح عبدالله وصالح بن صالح عبد من نفس المنطقه وعلي صالح عاطف من فلسان وسليمان بكر مبارك راح معه فلسان ، والمعلمين احمد محسن احمد من القاره واحمد علي احمد من رصد ونحن جالسين لحتى تترتب الامور، مالم بانطلب تحويل مدارس آخرى لأن نحن ما نقدر نعيش هنا على هذا الوضع السيئ ، ولكن مادامك أنت المدير خلاص بانجلس من جيزك فقلت لهم هل يوجد دكان قريب؟ ضحكوا وقالوا الدكاكين بالسعدي بالسوق سوقهم يوم الخميس ، فقمنا بتنظيف الغرفه وسامان الطباخه فقلت لهم ما دام اساسيات ومقومات العزبه متوفره والمعلمين يكاد يطلع العدد ( ١١ ) معلم اذن مافي مشكله وفي المساء قمنا باشعال الاضاءه (اتريك دارفور) لأعداد وجبة العشاء عباره عن حليب وامسينا بليله وحشه لم ننام حتى الصباح، نتوقف بعد السهر لنتابع الذكريات لليوم الثاني وانتم خذوا راحتكم وتابعونا في الجزء (4).

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى