الاستنساخ السياسي والحاجة السياسية

بقلم/
صالح علي الدويل باراس

قام العلماء بابحاث مضنية للاستنساخ خارج المألوف الطبيعي الذي جعله الله سببا للتكاثر وقد هلل الاعلام وغير الاعلام بهذه القدرة البشرية لاستنساخ النعجة “دوللي” من امها ، لكنهم فوجئوا بان علامات الشيخوخة ظهرت على المولود المستنسخ في شهره الاول بمعنى ان النعجة “دوللي” ولدت عجوزا !!!

في اوج الحرب السورية تم اسنتساخ العشائرية وترشيحها لتكون مكوّن رئيسي يقود القضية السورية وتم التسويق اعلاميا ، بينما الحالة السورية فارقت الشعائرية السياسية من امد طويل وتم استنساخ مكون الشيخ الشمري “الجرباء” ليقوم بدور وظيفي “شرق الفرات” وكانت الرعاية امريكية وعربية لكن عمره السياسي الذي صُمم له كعمر النعجة “دوللي” انتهى بوفاته ولم يعد لمكونه شأن يُذكر في الحياة السياسية السورية ولا حتى شرق الفرات لان المصمم حاول بالاستنساخ ان يفصل جزءا عن سياق الكل!!

فهل من متعظ!!؟
حضرموت تستحق ان يكون لها مجلسها الوطني وهو حق لابنائها في اختيار كيان يمثلهم ويطالب بحقوقهم ويدافع عنها وادارة محافظتهم خاصة والتوجه السياسي والوطني توجه فيدرالي لكن ليس مكونا يفصلها عن سياقها ، لان هذا الحق في هذا الاطار يجب ان تسعى له كل المحافظات لكن لا يعاد استنساخ “وجه الفرني المالوف” !!! فالعقل الشعبي لم يعد ساذحا بل يفرّق بين الحق والتوظيف والاستنساخ

اسخف نكتة قراتها عن انشاء المجلس الوطني الحضرمي تعليق احد الشماليين:
بان “الجميع يعلم ان حضرموت متفردة في هويتها تحت مظلة الجمهورية اليمنية”!!!

نكتة سمجة ؛ فالحضارم يعلمون ان المجلس المحلي في حضرموت – قبل انفجار مركز الحكم العصبوي في صنعاء – اتخذ قرارا بتحويل “سوق القات” في المكلا واخراجه الى موقعه الحالي او موقع قريب منه وان الفيتو جاء من صنعاء او طرفياتها الامينة بان يظل السوق مكانه لان القات في حضرموت من مسائل الامن القومي الاستراتيجية لصنعاء بضاعةً وسوقا وتسويقا وادمانا ، قس على ذلك بقية مصالح حضرموت وحقوقها في ظل طرفية يمننة يعاد اسنتساخها!!

لا احد سيحدد للحضارم مصلحتهم في محافظتهم ف”اهل مكة ادرى بشعابها” فيعرفون وزنهم واي تضخيم او تحجيم لن يقبلوه لانه ليس لصالحهم فهم جزء من سياق تاريخي يعلمونه اكثر من غيرهم

السؤال /

اين مكان المشاريع الاوسع لرفض اليمننة في حضرموت في هذا المكون!!؟

هل جاء من اجل حضرموت ام من اجل اليمن والوحدة اليمنية!!؟
فان كان من اجل اليمن والوحدة فقد اخطاء المجلس العنوان فاستعادة الدولة والوحدة في صنعاء وليس في حضرموت!!

هل اشهاره جزء من واقعية حل مستقبلي سياقه حل سلمي باعتبار ان الحل العسكري واجه في الشمال “جبال ورجال” ف”بنشر في الطريق”!!؟

لماذا لم تتم رعاية مجالس وطنية في مارب !!..في تعز !!.. الخ ، او في الجوف وهي حدودية مثل حضرموت!!؟

هل له علاقة بتاسيس مناطق عازلة رفضها الحوثي في مناطقه!!؟

في الجنوب جرّب “عفاش” التفريخ والاستنساخ وشراء الولاءات والذمم هو بالمناسبة اكبر خبير في هذا المجال ومع ذلك فشلت سياسته في الجنوب وفي حضرموت خاصة

اي مكون سياسي يصير حاجة سياسية مهمة وقوية اذا استند على ثقل شعبي ويحمل القضية الاوسع شعبيا في مجتمعه او يستطيع ان يخلق قضية تجمع عليها الاغلبية ما لم يحقق ذلك فانه فاشل مهما جهزوا له من سفريات ومهما كان راعيه او ضيف الشرف فيه ، فمصيره بيولوجيا كمصير النعجة المستنسخة “دوللي” وسياسيا كمكون الجرباء في سوريا

23يونيو 2023م

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى