انكسرت الجرة ككل مرة
كتب ـ محمد العولقي
الحلم المغربي بمعانقة هذه الكأس السمراء فص ملح و ذاب..
* قاسية هذه الكأس..
ما كان ممكنا قبل أيام استحال إلى نبض مصادر.. إلى وهم.. إلى كابوس..إلى صرح من خيال فهوى..
* ستفتش عنها أيها الرحالة المغربي في كل مكان..و ستسأل عنها موج البحر.. و تسأل فيروز الشطآن.. و لن تجد حلا للغز حتى إذا غصت في أعماق البحار و فوق ظهرك جبال من الأوكسجين..
* مالحة هي الكلمات في فم وليد الركراكي..
هذه الكأس التي تمنعت على المغاربة مثل قصر مرصود..الداخل فيه مفقود و الخارج مولود..
* أقصي المغاربة من هذه (الكان) في ليلة ليلاء.. و بشكل يؤسف له على كل حال..
هل هي لعنة ماما أفريكا؟
هل هي طلاسم الأدغال الأفريقية؟
هل هي تعاويذ قارئة الفنجان؟
* هذه أفريقيا الغامضة التي تعطيك من طرف اللسان حلاوة..ثم تروغ منك في لحظات الجد كما يروغ الثعلب..
* هذه أفريقيا يا وليد الركراكي..لا ينفع معها اللعب بالشوكة و السكين..لا تجدي معها شياكة لاتينية الإيقاع الفردي..
* قلتها لك يا وليد قبل الضياع في غابات أفريقيا..
هذه الكأس عمقها غويط..هديرها جارف..أمواجها عاتية..لكي تسبر أغوار غاباتها المتوحشة يلزمك أن تتسلح بجسارة أسد و حكمة فيل و ذكاء ثعلب و خبث ذئب و شراهة نسر جارح..
* هذه الكأس ليست نزهة المشتاق.. إنها كأس دروبها شائكة و وعرة.. و طريقها مثخن بالعراقيل..و من يفهم أسرار لغتها الحادة يعرف كيف و من أين تؤكل كتفها..؟
* عفوا يا وليد الركراكي..هذه الكأس لا تتطلب فرقة مشاة أغرار عادية..هذه الكأس بحاجة إلى فرقة كوماندوز تعرف كيف تضرب الأهداف القريبة و البعيدة..
* أفقنا على أقسى حالات التذمر..
رابع العالم مقصي من ثمن نهائي الكان..
اغسل وجهك جيدا من آثار الصدمة..خلاص انتهت حكاية أسود الأطلس مع هذه الكأس..و ما أصعب أن يكتشف وليد الركراكي أنه كان يطارد خيط دخان..
محمد العولقي