غادر الآخرون مولد بطولة المريسي من دون حمص..و بقي عناب وحيدا فوق هام السحاب..

كتب ـ محمد العولقي

فريق المنصورة..تعرفونه بلا شك..كان دائما يطل خجولا بعض الشيء..و عندما تحول إلى الأهلي بدأ و كأن هرمون الضخامة غير المعقولة قد جعلت منه وحشا لا يلوي على شيء و لا يقيم وزنا للمنافسين مهما كان حجمهم..
هذا الأهلي.. عنابي..دم غزال..جاء إلى مريسي 28 غامضا..لوحته الفنية هذه المرة تحمل ابتسامة غامضة لا يمكنك تصنيفها..كانت موناليزا الأهلي تومئ إلى الأفق البعيد..و وحده الكابتن طارق النامس كان يعرف أسرار تلك الابتسامة الغامضة..
جاء الأهلي بقيادة مدافعه الرائع كريم عفارة مثل محارب من القرون الوسطى..مقلاع..و رماح..و سهام..و نبال..و منجنيق..يا إلهي.. روح عنابية ملتهبه تحرق و تلتهم كل الألوان..
هذا الفريق الفدائي الذي يتغذى من الحبل السري لكل ما هو أهلاوي..صعد الدرج تلو الآخر.. فجأة وجد نفسه على حافة التتويج..
و لأن روح لاعبي أهلي المنصورة تصاعدت وتيرتها من مباراة إلى أخرى.. تحول الفريق أمام الشعلة بعشرة لاعبين إلى فريق من فئة طرزان..يغلي..و يغطي كل المساحات..و يفترس الدقائق و الثواني دفاعا عن هدف التتويج الذي سجله المبدع أحمد جلال..
هذا الفريق الذي يتعطر بدم الغزال..لا يمتلك مال الوحدة..و لا وجاهة التلال..و لا عنفوان شمسان.. و لا لهيب الشعلة..و لا رصيف ميناء التواهي..هو فقط يمتلك تشكيلة بشرية مصاغة داخل الملعب بشكل جيد..هو فقط يمتلك توليفة شباب مندمجة مستعدة دائما للإبحار و التضحية و الاستماتة بقيادة المدرب طارق النامس..
ما الذي ميز أهلي المنصورة عن الآخرين في بطولة مريسي 28 ؟
روح الفريق أولا..روح التحدي و الرغبة ثانيا..روح و عنفوان جمهوره الذي أشعل المدرجات.. إدارة هادئة لا تتدخل فيما لا يعنيها..و مدرب مجتهد أحسن توظيف اللاعبين فنيا و نفسيا..

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى