حكاية مثيرة جدا حدثت لي عندما تزوجت

كتب ـ بدر حمود محمد


كل شخص يتزوج تحدث معه حكاية متعمدة أو مقلب من أحد أصدقائه كنوع من المزاح الخفيف للذكرى ,,,,

ولكن ما حدث أثناء زفافي العام 1981م لم يكن كذلك بل كان عفوي وتلقائي ونصيب كما يقولون ,,,,

فلم يستعد أحد من أصدقائي ليدبر لي حكاية متعمدة أو مقلب من المقالب ,,,,بل جاء الحدث هكذا دون ترتيب مسبق ,,,,,,

إليكم مقدمة الحكاية :_

بعد أن تم عقد الزواج في محكمة التواهي القديمة التي كان موقعها هو موقع مقر المؤتمر الشعبي العام الحالي حيث هدت السلطة المحكمة وبنت بدلا عنها هذا المبنى وقد كان عقد قراني على يد القاضي رحمة الله تغشاه ويسكنه الجنة الأستاذ محمد صالح السودي والد المرحوم بإذن الله الكابتن صالح السودي نجم كرة السلة في نادي التلال والمنتخب ومن أعز أصدقائي الذين أكن لهم كل محبة وتقدير سائلا المولى أن يسكنه الجنة ,,,,,

حددنا تاريخ ويوم الزفاف والصالة التي سنحتفل بها وبادر أخي الدكتور جميل أحمد شاهر بأن يزفني وعروستي بسيارته الفخمة المرسيدس التي جاء بها من بلغاريا بعد إكماله الدراسة العليا حيث ذهب إلى ألمانيا الغربية آنذاك وأشترى السيارة وشحنها إلى عدن ,,,,,وطبعا كل سكان التواهي يعلمون إن الوالد المرحوم بإذن الله رجل الأعمال أحمد شاهر كانت كل مشترياته من السيارات من نوع مرسيدس فقط ومنذ الستينيات من القرن الماضي لذلك كنا نرى الموديلات لديه من نوع مرسيدس دائما فهي المفضلة عنده عن غيرها,,,,,,!!!!!!

ثم وبمساعدة الأهل والأصدقاء أتممنا التحضيرات ليوم الزفاف مثل أين سنتصور أنا والعروسة وكيف ستكون خطوات الزفاف من وإلى وحددنا جولتنا عندما ننطلق بالسيارات وكيف ستطلق أبواق السيارات أثناء الجولة للعروسين وأين سنكون الساعة الفلانية ثم الساعة التي تليها وهكذا إلخ من تفاصيل خطوات الزواج والزفاف في تلك الحقبة (بداية الثمانينيات من القرن المنفرط ) ,,,,

ونسينا الفل مع كثرة التفاصيل ولكن صديقي وأخي الدكتور محمد حسن عبدالشيخ ذكر وأحضر جرزين فل ضخمان وكنت ساعتئذ أنا وعروستي في سيارة الدكتور جميل شاهر الجميلة المكيفة وكنا منطلقين نحو أستديو التصوير ,,,,,,

وكان أستديو السلام الموجود في شارع الصعيدي أمام مبنى تابع لنادي شمسان تواجدت فيه إدارة النادي أثناء إعادة بناء مقر النادي ,,,,,,,,وكان أشهر أستديو تصوير حينذاك ,,,,,,

وكان أخي الدكتور محمد حسن عبد الشيخ يصرخ من سيارة أخي وصديقي علي مجاهد اللآدا يطلب منا أن نقف لكي يسلمنا الفل !!!!!! وعندما لمحه الدكتور جميل شاهر بالمرآة الخلفية جنب السيارة في الشارع الرئيسي وكنا بإتجاه معلى دكة وتحديدا وقف الدكتور جميل بسيارته أمام الفتحة أو التقاطع الذي تذهب منه إلى بريد المعلى والجمارك ,,,,,,

وحصل ما لم يكن متوقعا !!!!!!

عندما جنب الدكتور جميل بالسيارة كانت توجد حفيرة مربعة لتصريف مياه الأمطار ومفتوحة بدون غطاء
وقد وقع الإطار الخلفي الأيمن فيها بالكامل وحنبت السيارة !!!!!! والدكتور محمد حسن عبدالشيخ جاء بالفل وسلمه للدكتور جميل وقال له كيف با يتصوروا بدون فل ؟؟؟!!!! وأكتشف ساعتها الموقف المحرج الذي وقعنا فيه ,,,,,,,,

فخرجت أنا والعروسة من السيارة ووقفنا في رصيف المشاة تحت عمارة الكابتن محمد مثنى منتظرين إخراج إطار السيارة من الحفيرة؟؟؟!!!! ,,,,,,,

وقد تجمع الناس وعرفوا المشكلة وحلقوا على السيارة ورفعوها وأخرجوها من الحفيرة والحمدلله لم تتضرر وعدنا العروسان إلى السيارة وأنطلقنا للتصوير ولا كأن شئ حدث وتكتمنا على الأمر !!!!!!

 

المهم دعونا نكمل التفاصيل الأخرى :____

قلت إننا قمنا بحجز إستراحة أروى الكامنة في عقبة عدن والتي تحتضن الجبل وكانت من أغلى القاعات وأحسنها حينها في تلك الفترة لأن لديها وأمامها موقف سيارات كبير يستوعب كافة سيارات الضيوف والمعازيم كما إنها إستراحة وصالة مفتوحة وليست مغلقة أبدا يستطيع أي شخص أن يشارك في حفل الزفاف ويدخل ويجلس ويتناول الشراب دون أن يتعرض له أحد ليسأله ,,,,هل أنت من المعازيم ؟؟

ثم فكرت ببدلة الزواج !!!!!! ماذا سألبس من بدلة يوم زفافي وبقيت حيران !!!!!!! إلى أن أنقذ الموقف صديقي وزميلي في العمل الأستاذ أنيس عباس ( نائب زعيم البهرة الشيعة في عدن فيما بعد ) الذي سمع بحاجتي لبدلة فجاء إلى عندي وقال أنا سأعرض عليك بدلة جميلة كوت وسروال وكرفتة من حق أخي الذي يساوي حجمك وطولك وأعتقد إنها ستكون عليك مضبوطة إذا ما عندكش مانع ثم أعدها لي بعد أن تكمل حفل الزفاف !!!!!

فرحبت بعرضه وشكرته كثيرا وأتضح إن أخي علي مجاهد صديقه الحميم هو الذي أخبره بحاجتي لبدلة ,,,,,!!!!

ولكن هذا كله تمام ,,,,,وقست البدلة وجاءت على مقاسي بالضبط وكأنها مفصلة لي !!!!!! ولبستها يوم الزفاف والحمدلله ,,,,,,

القفشة إن البدلة حق أخوه الذي تم إعدامه قبل خمس سنوات من زواجي !!!!!! وكان يعمل بشركة النصر للتجارة الحرة وأختلس مبلغ مليون ونصف شلن تقريبا ,,,,,,وبعد متابعة حثيثة من أهله وزوجته واخوه أنيس ( طلبوا الرأفة من السلطات وأبدوا إستعدادهم لدفع المبلغ المختلس كاملا مقابل تخفيف الحكم عليه ,,,,,,,)

وقد وافقت السلطات حينها على طلبهم ودفعوا المبلغ كاملا وبعد يومين سلموهم ثياب الرجل ومقتنياته!!!!!!! ,,,,,,,,,

فقد تم إعدامه !!!!!!!! رغم إستلامهم للمبلغ المختلس؟؟؟؟!!!! ,,,,,,,,,

أي قساوة هذه التي كنا عليها ؟؟؟؟!!!!! لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون ,,,,,,,

وقد أكتشفت إن البدلة كانت لمحكوم بالإعدام بعد الزفاف !!!!!!!

يعني أنا لبست بدلة لشخص أعدموه ؟؟؟؟؟؟
ومثل مايقول إخوتنا المصريين ماهو كله إعدام ,,,,,فالزواج إعدام للعزوبية أيضا !!!!!!

البدلة حلت المشكلة ولكن مشكلتي النفسية لم تحل ؟؟!!!! فكلما تذكرت البدلة ,,,,,,أصاب بغصة في الحلق وجلست الغصة ملازمة لي لعدة سنوات !!!!!!! خاصة وأنا أعرف زوجته وبناته الإثنتين اللتان تكفل بتربيتهن أخوه أنيس بعد إعدامه !!!!!!!

موضوع البدلة وحادث إطار السيارة في يوم الزفاف أمر لا يمكن نسيانه !!!!!!!

ونرجع لمرجوعنا بملاحظات رائعة :___

هل ستصدقوا إنه رغم سهولة الدخول إلى الإستراحة ورغم وجود العائلات والبنات الجميلات لم يتجرأ أحد غريب من الدخول إلى الحفل !!!!!!

لأن الناس في عدن راقية ومتفهمة للخصوصيات وتحترم العائلات الموجودة ولم يتواجد أحد ينغص علينا حفل الزفاف,,,,!!!!!

وتمتاز الإستراحة بوجود مقصف بها يبيع كل حاجة من الشكالت والبسكويتات والشراب الغازي وغيره ,,,,,كما إن لها موقعا خلابا يأخذ اللب والعقل خاصة الموقع الذي فيه الإستراحة فقد جعل المنظر الذي تطل عليه الإستراحة منظرا بديعا آسرا للقلوب وخاصة عندما تنظر إلى أسفل الإستراحة من هذا الإرتفاع العالي الجميل ,,,,,

كما إن ألوان الإضاءة التي كانت تزين الإستراحة تجعلك تعتقد إنك في حلم خاصة الألوان الأخضر والأحمر والأصفر والأزرق ولا ينتابك أي خوف أو قلق من حدوث إنقطاع في التيار الكهربائي !!!!!!!

لإن الكهرباء كانت فعلا لا تنقطع ولم نكن نعيرها أي إهتمام أو نقلق منها أبدا أبدا أبدا ,,,,,,!!!!!!!

وأنا جالس بجانب عروستي كنت في هذا المكان المرتفع وتظهر لي المناظر والمناطق المختلفة القريبة والبعيدة بإضاءتها الزاهية حتى إنني عندما نظرت إلى أقصى مكان يصل فيه نظري أذهلني المنظر لمدينتي المحبوبة المترامية الأطراف وكانها تقول لي نحن نحتفل معك ومبارك زواجك بإذن الله وعلمت مدى العز والفخر الذي أنتاب شعوري في تلك اللحظة وأسعدني ,,,,,,,,

هذا يوم لا ينسى إطلاقا ,,,,

فكل شئ عشناه بالحب فكل أصدقائي جاؤوا مع زوجاتهم وأخواتهم والعائلات بحارتي كانوا متواجدين مع أطفالهم وأزواجهم وتصوروا معنا ورقص الجميع ,,,,,,الزوج مع زوجته,,,,,, والأخ مع أخته,,,,,, ولم يكن حفلا خاصا بالنساء والبنات فقط مثل اليوم !!!!! بل كان مختلطا ولكن بإحترام وأدب ورقي فيما بين الضيوف والمعزومين ولم تحدث أي حادثة أو أي أحد عاكس بنت أو إمرأة أو تحرش بها من أي نوع من أنواع التحرش اللفظي أو غيره ,,,,,!!!!!!

وأنا بدوري رقصت مع زوجتي وكنا طلبنا من الحاضرين أن يتيحوا الفرصة لنا لنرقص رقصتنا الهادئة الخاصة ,,,,,

وكان إخوتي وأولاد عمي وصهوري حولنا فرحانين جدا جدا ,,,,,,,

وأنتهى الحفل حوالي الساعة الحادية عشرة ليلا وأنطلقنا لإكمال الزفة والفرحة بالسيارات وذهبنا إلى الشارع الرئيسي بالمعلى وسيطرت سياراتنا على الطريق لكي تتكاثر السيارات خلف سياراتنا لتكتمل الزفة ولم يتضايق أحد أو يشتم وبعد ذلك وصلنا البيت في القلوعة وحضر أصحاب الطبول والمراويس ليكملوا الزفة إلى داخل البيت ,,,,,,,!!!!

وكانت أمي رحمها الله وأسكنها فسيح جناته في فردوسه الأعلى أسعد أم في الوجود فقد رأيت الفرحة في عينيها والدمع يقفز من مآقيها وكانت ترقع بالزغاريد بشكل متواصل من إستراحة أروى إلى سيارة الزفاف ثم إلى الحارة والبيت ,,,,,,,فقد كانت فرحتها طاغية على فرحة الجميع ,,,,,!!!!!!

فهذا ولدها البكر تزوج وكانت أسعد لحظات حياتها ,,,,,كما قالت لي فيما بعد ,,,,,,

حقا إنها ليلة من ليالي العمر لا تتكرر إلا إذا تزوجت مرة أخرى ورغم ذلك لن تكون بطعم وحلاوة زواجك الأول ,,,,,,,

تحياتي للجميع فقد خطرت فكرة أن أحكي حكاية زواجي عندما أقترب يوم زفاف ولدي الأصغر رأفت الذي سيكون يوم الثلاثاء 23 إبريل 2024م الموافق 13 شوال 1445ه وحصلت له حادثة يوم الغسل ,,,,,,يوم أمس 20 إبريل 2024م فقد صدم سيارته أحدهم وهو بجانب الإستديو لكي يتصور مع زوجته ,,,,,,,,فهذا ذكرني بما وقع معي من أحداث في يوم زفافي قبل 43 عاما ماشاء الله بارك الله هههههههههههههههههههههههه

أخوكم / بدر حمود محمد 21 إبريل 2024م الموافق 11 شوال 1445ه

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى