بمناسبةالذكرى الرابعة لاستشهاد مهندس تحرير سقطرى اول معتقل جنوبي في سجون صنعاء العميد علي العوش الكازمي


كتب/محمد علي العوش

 

لعمري وما دهري بتأبين هالك
ولا جزع مما ألمّ فأوجعا
لقد غيّب المنهال تحت ردائه
فتًى غيرَ مبطان العشيّات أروعا

ذلك أبي؛ ظننا خبر وفاته أمرا لا يعني افتقاده، ولا يعني ابتعاده، وما زال طريق الرحيل حافلا بالأعلام من خيرة رجالات هذه الأمة.
ذلك أبي؛ الذي ما زال يحاورني في ليلي ونهاري، يوصيني بالثبات على المبدأ وعدم الحياد عنه، فأجيبه:
وإني من القوم الذين هم همُ
إذا غاب منهم كوكب قام صاحبهْ
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم
دجى الليل حتى نظم الجزعَ ثاقبُهْ

ذلك أبي؛ أول معتقل جنوبي، القائد مؤسس الانتفاضة الجنوبية في عام1993م، أحد مؤسسي الحراك الجنوبي وجمعية المتفاعدين الجنوبين، مهندس تحرير سقطرى وإعادتها لحضنها الجنوبي.
العميد علي العوش طيب الله مرقده، القائد الذي لم يتكرر إخلاصه لوطنه الجنوبي، والذي عانى طوال حياته القهر والظلم من عصابات صنعاء، أولها عندما زج به العجوز (بلسن) في غياهب سجون الفرقة الحديدية الأولى في صنعاء، ليأتي الدور بعدها على القيادات الجنوبية تباعا، إذ أخرجت فسرًا بناءً على معارضتها.
صال وجال دون أن يفكر بشيء سوى استعادة دولة الجنوب المسلوبة.
مواقفه لا تعد ولا تحصى، ومع ذلك لم ينل حقه أثناء حياته، ولم ينل حقه بعد مماته، لكنه نال خب السواد الأعظم ممن عاشروه وعرفوا نبله وتفانيه في خدمة قضيته.
أقسم إنه كان بإمكانه بناء الفلل مثل ما شيدها لصوص الثورات التي صنعت منهم الأقدار قادة فقاعية!
وفي الذكرى الرابعة لرحيلك يا أبي نقف مبتهلين متضرعين إلى الله الرحيم الرحمن أن يسبغ عليك شآبيب رحمته ومغفرته، وأن يجزيك عنا خير الجزاء وأوفاه، وأن يعوضك بالفردوس الأعلى حيث النعيم المقيم.

نجل الفقيد/ محمد علي ناصر العوش
30/4/2024
عدن

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى