عن رحيل اللواء احمد مساعد حسين

 

صالح علي الدويل باراس

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ۝ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ*
*صدق الله العظيم

رحل اللواء احمد مساعد حسين المرزقي العولقي ، انتقل الى جوار ربه ، والموت حق ، من سنن الله في الحياة ، وتجديد اعمار الكون ، وكلنا راحلون ، ولكل منا يوم رحيل قدّره الله له ينتظره ، ولا يدري عن موعد زمانه ولا مكانه*
*عاش اللواء احمد مساعد حياة حافلة بكل تفاصيلها ، هكذا كان قدره ، فلم يكن نكرة ، ولا ممن عاشوا على هامش الاحداث بل كان في بوتقتها صهرها وصهرته وانصهر بها ، كان منذ فتوة شبابه جزءا من منظومة سياسية صارعت وتصارعت خيرا وشرا ، فانفرط عقدها والكل خرج مهزوما ، وكان الوطن الذي تصارعوا على حكمه اول المهزومين ، واستذكارها للعظة لا للاقتداء*
*كان في بوتقة صراعها وتصارعها خرج من شبوة وكان من ابرز رجالها ثم من ابرز رجال الجنوب في كل المراحل*

*اتفق المتفقون معه او اختلف المختلفون معه ، احببناه ام كرهناه فهو قيل من الاقيال له بصماته ، ورمزا من الرموز ملأ موقعه في كل المراحل والمنعطفات ، قويا صلبا كصخور جبال ” صيعمان” التي نشأ حولها وترعرع حواليها ، والحديث عنه حديث عن سيرة حافلة وزاخرة ولا يمكن إختزالها في جمل او فقرات تابين خصوصا ونحن نتحدث عن شخصية كبيرة ذات سبق ومبادرة واسهامات متعددة عبر مراحل مسيرة الجنوب منذ ستينيات القرن الماضي ثم مسيرة الوحدة وتقلباتها وانقلابها وهذا شان تاريخي لا تستوعبه هذه العجالة*

*إن كل من عرفه ورافقه في مختلف المراحل والاحول والظروف عرفه شجاع مقدام لا يتردد او يتوانى عن القيام بدوره واتخاذ القرار الحاسم ، عاصر منعطفات وله صداقات وعدوات وتعرّض لاحباطات وانكسارات ،واحزر نجاحات في حياته فظل قويا عنيدا يحدد موقفه مع ما يؤمن به ولو كان وحيدا*

*سواء اتفقنا او اختلفنا مع الفقيد احمد فلا شك ان رحيله خسارة كبيرة على الوطن ومحافظة شبوة وعلى اهله ورفاقه ومحبيه ، لكنها مشيئة الله وقدره ولا نملك الا ان ندعو الله له بالرحمة والمغفرة وان يسكنه الله فسيح جناته*

*عزاؤنا لاهله واولاده ولكل من له حق العزء فيه رحم الله الفقيد اللواء احمد مساعد حسين واسكنه فسيح جناته*

*29 ابريل 2024م*

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى