أوكرانيا تحت الضغط .. والأوروبيون بين خوف وأمل

أبين ميديا /متابعات /وكالات
يواجه الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ضغوطاً للتعاون بسرعة كبيرة مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب مع روسيا. وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، مايك والتز:
«من الواضح أن الرئيس ترامب مستاء للغاية من زيلينسكي، ومن حقيقة أنه لم يأتِ إلى طاولة المفاوضات، ولم يكن على استعداد للاستفادة من الفرصة، التي منحناه إياها.. أظن أنه سيأتي إلى طاولة المفاوضات في نهاية المطاف، وآمل أن يحدث ذلك سريعاً جداً».
وبرر وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أولى المحادثات الثنائية مع روسيا مطلع الأسبوع، مؤكداً أن هدف واشنطن الرئيسي هو التحقق من أن موسكو جدية بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال: «لا يسعني حتى الآن الرد على السؤال لمعرفة إن كانوا جديين بشأن السلام».
ورفض الوزير الأمريكي فكرة أن واشنطن باشرت مباحثات مع روسيا من دون إشراك كييف وحلفائها الأوروبيين فيها، قائلاً: «من غير العدل القول إننا لم نستشر أحداً بهذا الشأن، تحدثنا إلى الأوكرانيين طوال العملية.. من غير الصحيح كذلك أننا لم نستشر حلفاءنا في أوروبا، أجريت محادثات مع 5 وزراء خارجية، بعد لقائي مع الروس وقبله».
وكشف روبيو عن أن عقد أي اجتماع محتمل بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، سيعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان بإمكاننا إحراز أي تقدم بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا.
عودة أمل
في السياق قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن محادثاته مع المبعوث الأمريكي، كيث كيلوج، أعادت الأمل فيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق مع واشنطن. وأضاف: «تفاصيل الاتفاق مهمة، وكلما جرت صياغة التفاصيل بشكل أفضل كانت النتيجة أفضل». ودعا إلى علاقات متينة بين بلاده والولايات المتحدة. وأضاف: «أجرينا مناقشة جيدة، تناولت الوضع في ميدان المعركة، وسبل إعادة جنودنا أسرى الحرب، وتوفير ضمانات أمنية فعالة»، لافتاً إلى أن قيام علاقات متينة بين أوكرانيا والولايات المتحدة يفيد العالم بأسره.
زيارة
على صعيد متصل يعتزم الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، استغلال فرصة زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض، الاثنين، لمحاولة إقناع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالتوافق مع الحلفاء الأوروبيين. وقال ماكرون، إنه يعتزم إبلاغ ترامب أن إظهار أي ضعف تجاه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين سيجعل من الصعب التعامل مع الصين وإيران، مضيفاً: «سأقول له: في أعماقك لا يمكنك أن تكون ضعيفاً أمام بوتين.. هذا ليس أنت، وليس ما تتسم به، وليس في مصلحتك».
تشكيك
كما قال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، إنه لم يجد لدى روسيا أي رغبة للسلام في أوكرانيا، بعد أن استمع إلى خطاب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف في اجتماع مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا.
وأضاف: «يجب أن أقول إنه عندما استمعت إلى ما قاله الروس، وما قاله لافروف في الجلسة، لا أرى أي رغبة حقيقية للوصول إلى السلام». بدوره أوضح وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، لنظرائه في مجموعة العشرين، أن نافذة للسلام تُفتح في أوكرانيا. وأفاد وانغ يي بأن الصين لاحظت أن الدعوات لإجراء محادثات سلام قد ازدادت في الآونة الأخيرة، وأن نافذة للسلام تفتح.
دعوات
وقال المستشار الألماني، أولاف شولتس، إنه يتعين على أوروبا ضمان بقاء أوكرانيا قادرة على الدفاع عن نفسها حتى في حال التوصل لاتفاق بشأن وقف إطلاق النار. وأضاف شولتس: «ما زلنا بعيدين كل البعد عن وقف إطلاق النار.. الحرب لا تزال مستمرة يومياً بأقصى قدر من الوحشية»، موضحاً أنه حتى التوصل إلى وقف لإطلاق النار يتعين على ألمانيا وأوروبا ضمان عدم ترك أوكرانيا بمفردها.
وذكر شولتس أنه من غير الواضح تماماً ما إذا كان يمكن لقوات دولية أن تضطلع بدور في أوكرانيا في حال وقف إطلاق النار، وما إذا كان الأمر سيصل إلى هذا الحد.
كما أعرب مرشح التحالف المسيحي المحافظ للمنافسة على منصب المستشار في ألمانيا، فريدريش ميرتس، عن صدمته من التصريحات، التي أدلى بها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشأن الحرب في أوكرانيا. وقال ميرتس: «هذا في الأساس قلب كلاسيكي لدور الجاني والضحية. هذه هي الرواية الروسية، وهكذا قدمها بوتين لسنوات، وأنا بصدق مندهش إلى حد ما من أن دونالد ترامب تبناها الآن على ما يبدو باعتبارها روايته الخاصة به»