رحلتي إلى المهرة

بقلم: ناصر السيد سٌمًن

 

عدت صباح اليوم إلى العاصمة عدن قادماً من الغيضة عاصمة محافظة المهرة ذهبت إليها في رحلة اضطرارية مكثت خلالها عشرة أيام تقريباً وحديثي هنا لن يكون عن الغيضة وما شهدته من تطور ملحوظ في البنية التحتية من اعمار وطرقات وزينة شوارعها وتوسع مساحتها ولا عن طيبة اهلها وخصالهم العربية الحميدة .. ولا عن كرم الضيافة ورحابة الاستقبال الذي حضينا به من قبل العميد/ حسين محمد مقبل (سمنه) ذلك القائد الرائع صاحب الاخلاق الفاضله وابنه البار صالح حسين والخضر حسين والاخ الفاضل محمد عبدالله هيثم والصديق العزيز الدكتور خالد القشبري واولاده الخضر وناصر .. فالحديث عن ذلك لا تكفيه عدة مقالات ..

ما اريد الحديث عنه هنا هو ذكر بعض المواقف والمشاهد السلبية خلال رحلة طويلة وشاقة جدا..!

انطلقنا من العاصمة عدن على ظهر البراق الساعة الثامنة مساء وما إن تجاوزنا نقطة العلم إذا بالباص يقف على جانب الطريق ليخبرنا السائق بان الباص تعطل..!

وخلال انتظارنا حتى ياتي باص آخر قال لي شاب يافعي كان يجلس بجانبي قال تصدق قبل عدة ايام اجيت من المهره على هذا الباص وتعطل في الطريق ومكثنا اكثر من اربع ساعات حتى وصل الباص الآخر ..!

المهم انتظرنا اكثر من ساعة ووصل الباص وما إن صعدنا عليه حتى تفاجئنا بالسائق يقول لنا بان كراسي الباص ناقصه ..اي انه اصغر من الباص السابق..!

اي والله هكذا اخبرنا

اضطر حوالي سته ركاب إن يفترشون السطحه وسط الكراسي ..! تخيل ركاب في السطحه من عدن إلى المهره .

ليس هذا فحسب بل إن السائق كان يتكلم معنا بوقاحه وبصوت مرتفع وكاننا مدينين له ومن خلال لهجته يتضح بانه من (مطلع) ..فقلت له يا عزيزي نحن يفترض ان نرفع اصواتنا ونسب ونشتم وليس انت ..!

وفي الطريق ومن خلال احاديث الركاب اتضح إن معظم الركاب شماليين ..ظننت انني لوحدي من ركز على ذلك ..

وبينما انا افكر في ذلك بادرني صاحبي اليافعي بقوله . الباص كله شماليين ..!

حاولنا نستمع ونركز اكثر لنرى كم جنوبي معنا في الباص ..فلم يتجاوز عددهم خمسه جنوبيون فقط.

لا نقول ذلك من باب مناطقي او عنصري .. بل هو استغراب من كثرة الشماليين الذين يتوافدون على المهرة بالذات .

فمن يتجول في شوارع الغيضة وازغتها ومحالها التجارية يشعر بان معظم سكانها شماليين ..! دخلت صالون حلاقه في شارع خلفي وصاحبه شاب من محافظة اب ومن خلال حديثي معه اخبرني بانه مستاجر المكان ب الف ومئتين ريال سعودي ومستاجر منزل لاسرته ب مئة الف ريال يمني ..اي انه يدفع ست مئة وثلاثين الف ريال يمني شهرياً ..! وقال لي احد الذين تعرفت عليهم هناك .. قال ذات يوم خرجت مظاهره في الغيضة تضامنا مع فلسطين وخلال المظاهرة رفعوا شعار الصرخه الحوثية..!

وتلك رسالة نوجهها لسلطات المحافظة على وجه الخصوص ولقيادة الانتقالي في المحافظة اولا .. وثانيا الى كل هيئات المجلس الانتقالي.

وعند عودتنا من هناك عدت مع احد الاصدقاء بسيارته الخاصة خرجنا من الغيضة الساعة الواحدة ظهرا وكانت رحلة رائعه جدا دقت الساعه الثالثه فجرا ونحن خارجين من مدينة احور وعلى طول ذلك الطريق توجد عشرات النقاط العسكرية كان البعض من عساكر النقاط المذكورة آنفاً يطلب قات او ماء ..ولا باس في ذلك خصوصا وإنه وقت متاخر من الليل وقد يكونوا بحاجة ذلك لمساعدتهم على السهر ولكن ما اثار حفيضتي هو ان يطلب منك حق (النقطة) وحصل معنا ذلك في إحدى تلك النقاط المتواجدة قبل منطقة حصن سعيد باتجاه احور فقلت له ايش هو حق النقطه ؟

فقال اي حاجه ..فقلت له انتم تبع من ؟

فقال : تبع الحزام

ثم قلت سوف اتصل بالفندم حيدره .. فقال : قده ال( ….) الكبير ..!

ولكنه قال ذلك وهو يتراجع إلى الخلف ومطأطى الراس نحو الارض ..

وتلك رسالة نوجهها للعميد حيدره السيد حفظه الله .

 

تلك كانت اهم المشاهد في رحلتنا ورايت من الضرورة بمكان إن اكتبها لعل وعسى ان يتم التجاوب معها واخذها على محمل الجد من قبل جهات الاختصاص.

 

#عدن

7/مايو/2024م

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى