الجوع ينهش أحشاء غزة
تنديد فرنسي بمشروع إسرائيل توسيع الاستيطان في الضفة

أبين ميديا/ متابعات /وكالات/غزة، القاهرة، باريس
لا يزال قطاع غزة يعيش واقعاً مأساوياً، في ظل تزايد أعداد الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية، فيما نددت فرنسا بمشروع إسرائيل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس، تسجيل 11 حالة وفاة جديدة، بينهم طفل، بسبب المجاعة وسوء التغذية في القطاع، خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقالت الوزارة في بيان: يرتفع بذلك عدد ضحايا المجاعة إلى 251، من بينهم 108 أطفال.
وأكدت الوزارة أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة بالتفاقم، في ظل الحصار، ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، مجددة دعوتها للمجتمع الدولي ومؤسسات الإغاثة للتدخل الفوري والعاجل.
وقتل 22 فلسطينياً، بينهم أطفال، أمس، بنيران الجيش الإسرائيلي في مناطق عدة في قطاع غزة، وفق ما ذكر الدفاع المدني ومصادر طبية.
وأكد الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، أن القصف الكثيف يتواصل منذ قرابة الأسبوع، على حي الزيتون في مدينة غزة في شمالي القطاع.
وقال بصل: تقديراتنا أنه ما زال أكثر من 50 ألف مواطن يعيشون في حي الزيتون بمدينة غزة، غالبيتهم بدون طعام ولا مياه، مشيراً إلى أن ما يجري في حي الزيتون هو تطهير عرقي، وحرب إبادة حقيقية.
كما لفت إلى وضع مماثل في منطقة تل الهوى في غزة، متابعاً أن قوات الدفاع المدني غير قادرة على الوصول إلى هذه المناطق لإجلاء المصابين.
ونفذ الجيش الإسرائيلي ضربتين جويتين على مخيم البريج في وسط قطاع غزة، وعلى منطقة المواصي في جنوبي القطاع، ما تسبب بمقتل 6 فلسطينيين، بينهم ثلاثة أطفال، وفق بصل.
وأفاد مستشفى العودة في مخيم النصيرات، بأن 5 من القتلى الذين استهدف منزلهم في البريج، هم أب وأم وأطفالهما الثلاثة، وهناك جثث محترقة وأشلاء.
كما ذكر الدفاع المدني، أن صياداً قتل بنيران زوارق الاحتلال قرب شاطئ بحر مدينة غزة فجراً.
في الأثناء، قال الجيش الإسرائيلي، أمس، إن طائرة استطلاع إسرائيلية مسيرة من طراز سكاي لارك 3، هبطت اضطرارياً في حي الرمال بمدينة غزة، إثر عطل فني.
وكانت قناة كان نيوز، قد ذكرت في بادئ الأمر أن الطائرة المسيرة سقطت، بينما كان الجيش يقوم بأنشطة عملياتية داخل المدينة، وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه تم استبعاد المخاوف من تسرب معلومات استخباراتية بسبب خلل في الطائرة المسيرة.
وتزن الطائرة سكاي لارك، التي طورتها شركة الدفاع الإسرائيلية، البيت سيستمز، 40 كغم.
ويمكنها التحليق لمدة ست ساعات، على ارتفاع يصل إلى 15 ألف قدم، بمدى يصل إلى 100 كيلومتر، وفق صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.
ويظهر مقطع فيديو نشر على الإنترنت، بعد هبوط الطائرة المسيرة، سكان غزة المحليين وهم يتفقدونها، قبل نقلها إلى مكان غير معلوم.
موقف
سياسياً، أكدت مصر والجزائر، موقفهما الثابت برفض قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي بتوسيع نطاق العدوان الإسرائيلي على غزة، باعتباره خطوة تصعيدية، تهدف إلى تكريس الاحتلال غير المشروع للأراضي الفلسطينية، واستمرار الإبادة الممنهجة، التي تُمارس ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، في انتهاك فاضح لأحكام القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وفي مسعى لتقويض حق الشعب الفلسطيني الأصيل في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة.
وتناول وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، ونظيره الجزائري، أحمد عطاف، تطورات الأوضاع في قطاع غزة، إذ استعرض عبد العاطي مجمل الجهود التي تبذلها مصر في سبيل التوصل إلى اتفاق شامل، يحقق الإفراج عن الرهائن والأسرى، ويوقف نزيف الدم الفلسطيني، ويكفل نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودون أي قيود.
واتفق الجانبان على ضرورة التوصل الفوري إلى وقف شامل لإطلاق النار، وضمان التدفق العاجل وغير المشروط للمساعدات الإغاثية والطبية، ووقف سياسة التجويع والقتل الممنهج، التي لا تؤدي إلا إلى تفاقم الصراع، وتغذية مشاعر التطرف والعنف.
كما شدد الوزيران على أهمية توفير الحماية الكاملة للمدنيين، وجددا تأكيد الرفض القاطع للسياسات الاستيطانية الإسرائيلية، والتوسع غير المشروع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث تعتبر انتهاكاً جسيماً لأحكام القانون الدولي، وتقويضاً لكافة المساعي الرامية إلى تحقيق السلام العادل والشامل.
تنديد فرنسي
ونددت فرنسا بمشروع إسرائيلي لبناء 3400 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، معتبرة أنه يشكل انتهاكاً جسيماً للقانون الدولي، وفق ناطق باسم وزارة الخارجية.
وقال الناطق: إن فرنسا تدين بأشد العبارات، قرار السلطات الإسرائيلية الموافقة على مشروع مستوطنة (E1)، الذي يلحظ بناء أكثر من 3000 وحدة سكنية شرق القدس.
ورأت باريس أن استكمال هذا المشروع الاستيطاني، سيقسم الضفة الغربية إلى قسمين، ويقوض بشكل خطير حل الدولتين، وهو الوحيد القادر على ضمان السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين، مؤكدة أنها لا تزال تتحرك إلى جانب شركائها الأوروبيين، لزيادة الضغط على إسرائيل، بما في ذلك فرض عقوبات جديدة على الأفراد والكيانات المسؤولة عن الاستيطان، وفق الناطق.








