دراسة: توقيت تناول أدوية ضغط الدم يؤثر بشكل كبير على فعاليتها

صحة

أظهرت دراسة حديثة نشرها موقع “الأطلس الجديد” الطبي، أن توقيت تناول أدوية ضغط الدم يؤثر بشكل كبير على فعاليتها في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

وسلطت الدراسة الضوء على أهمية مواءمة جداول تناول الأدوية مع الساعة البيولوجية الداخلية للفرد، والمعروفة باسم إيقاع الساعة البيولوجية.

وبحسب الدراسة، فإن إيقاعات الساعة البيولوجية هي دورات جوهرية مدتها 24 ساعة تحكم العمليات الفسيولوجية المختلفة في الجسم، وتعمل كل الأنسجة والخلية تقريبًا وفقًا لهذه الساعة الداخلية، والتي تتوافق مع دورة الليل والنهار الطبيعية.

وارتبطت الاضطرابات في هذه الإيقاعات بالعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك النوبات القلبية ومرض الزهايمر والسرطان، كما يتأثر تنظيم ضغط الدم أيضًا بإيقاعات الساعة البيولوجية؛ ما يؤثر على نحو مباشر على صحة القلب والأوعية الدموية.

وتحدد الدراسة الفروق الفردية في إيقاعات الساعة البيولوجية، والتي يشار إليها باسم “الأنماط الزمنية”، ما إذا كان الشخص أكثر يقظة وأداءً وظيفيًا في الصباح أو في المساء.

وأجرى باحثون من جامعة دندي في اسكتلندا وهيلمهولتز ميونيخ في ألمانيا دراسة لفحص كيفية تأثير هذه الأنماط الزمنية على فعالية الأدوية الخافضة للضغط.

وأوضح كينيث ديار، عالم الأحياء في الساعة البيولوجية في هيلمهولتز ميونيخ والمؤلف الرئيس المشارك للدراسة: “لدينا جميعًا ساعة بيولوجية داخلية تحدد نمطنا الزمني – سواء كنا شخصًا “صباحيًا” أو “مسائيًا”، ويتم تحديد هذا الوقت الداخلي وراثيًا ويؤثر على الوظائف البيولوجية على مدار 24 ساعة، بما في ذلك التعبير الجيني وإيقاعات ضغط الدم وكيفية استجابتنا للأدوية.

عينة عشوائية وانماط زمنية مختلفة

وشملت الدراسة 5358 مشاركًا يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وتم اختيارهم عشوائيا لتلقي أدويتهم إما في الصباح أو في المساء؛ إذ تم تحديد أنماطهم الزمنية من خلال استبيان لتقييم تفضيلهم للصباح أو المساء، ثم حلل الباحثون العلاقة بين توقيت الدواء، والنمط الزمني، وحدوث دخول المستشفى بسبب النوبات القلبية أو السكتات الدماغية غير المميتة.

وأشارت النتائج إلى أن مزامنة توقيت الدواء مع النمط الزمني للفرد يمكن أن تقلل من حدوث النوبات القلبية غير المميتة، وكانت الأنماط الزمنية الصباحية التي تتناول أدويتها في الصباح والأنماط الزمنية المسائية التي تتناول أدويتها في المساء تعاني من عدد أقل من النوبات القلبية، ومع ذلك، لم يتم العثور على علاقة ذات دلالة إحصائية بين حدوث السكتة الدماغية وتوقيت الدواء.

وكان المشاركون الذين لديهم نمط زمني مسائي والذين تناولوا الأدوية الخافضة للضغط في الصباح أكثر عرضة لخطر دخول المستشفى بسبب نوبة قلبية غير مميتة، وعلى العكس من ذلك، انخفضت المخاطر عندما تناولوا الدواء في المساء، وفق الدراسة.

وقال فيليبو بيغازاني، استشاري أمراض القلب في كلية الطب بجامعة دندي والباحث المشارك في الدراسة، “أظهر هذا البحث للمرة الأولى أن النظر في النمط الزمني عند تحديد وقت جرعات الأدوية الخافضة للضغط ( العلاج الزمني الشخصي) يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية”.

ويتضمن العلاج الزمني الشخصي تصميم علاجات طبية وفقًا لإيقاع الساعة البيولوجية للفرد لتعزيز الفعالية. وتشير نتائج الدراسة إلى أن على مقدمي الرعاية الصحية أن يأخذوا الأنماط الزمنية في الاعتبار عند وصف الأدوية الخافضة للضغط؛ ما يوفر طريقة مباشرة لتحسين نتائج المرضى باستخدام العلاجات الحالية.

ودعت الدراسة إلى اتباع نهج أكثر تخصيصًا لإدارة أدوية ضغط الدم؛ ما قد يؤدي إلى إدارة أفضل لمخاطر القلب والأوعية الدموية وتحسين النتائج الصحية للمرضى

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى