نجاح بناء المؤسسة العسكرية الجنوبية

كتب/ أنور سيول

بعد مرور تسع سنوات من تحرير العاصمة عدن، من المليشيات الحوثية، يمكن القول وبدون مبالغة ان سياسة بناء الدولة الجنوبية اتت ثمارها، ونجحت في تخطي كثير من العقبات، التي عجزت القوى المعادية للثورة الجنوبية من الوقوف أمامها.

وتنتهي هذه المرحلة الشاقة، بالنجاح المؤكد لاستعادة أهم المؤسسات الجنوبية، وهي المؤسسة العسكرية الجنوبية، ولتفتح افقاً جديدةً يتم من خلالها بناء بقية المؤسسات الجنوبية، التي دمرها الاحتلال اليمني، بما يعني تكوين جيش جنوبي نظامي مبني وفق أسس عصرية وحديثة.

والواقع ان هذا النجاح في المؤسسة العسكرية، لم يكن مفاجأة، ولكن الجديد في الأمر انها تجربة عسكرية يحق للجنوب ان يفتخر بها، وتعزز ثقته في النفس، وآمال المستقبل من القدرة على التصدي، لاي هجمات تنال من ثورته وأرضه.

لقد كان واضحاً منذ بداية تأسيس المجلس الانتقالي، في عام 2017م ان هناك جدية من قبل القيادة السياسية للمجلس، في بناء جيش جنوبي قوي، يدافع عن منجزات الثورة الجنوبية التحررية، وكان واضحاً ان هناك تخطيطاً يجعل التحول من مرحلة إلى مرحلة أخرى مضمونة العواقب، لصالح شعب الجنوب وقضيته العادلة.

وكانت القيادة السياسية عند مستوى التحدي، فلم تفرط في أي هدف من أهداف ثورة الجنوب التحررية، ولم تكمن العداء لاحد من دول الجوار، انما هو صمام امان للعمق العربي.

وبجانب ذلك كان هناك عامل حاسم، ساهم إلى حد كبير في ان تتكل كل الجهود بالنجاح، الا وهو الدور الذي لعبه الرئيس عيدروس الزبيدي، نفسه بتحركاته واتصالاته العربية والدولية الموسعة، وعلاقته القوية مع قيادة التحالف العربي، ممثلاً بالمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، صاحب الكلمة في
التصدي للمد الفارسي في المنطقة العربية، والدور البارز لشعب الجنوب والويته العسكرية في منع هذا التمدد.

لقد كسبنا الثقة في أنفسنا اولاً بالإرادة والرغبة الصادقة في استعادة دولتنا، وتحمل شعب الجنوب الكثير من التضحيات والأزمات، التي لم يمكن هناك بد من تحملها، وكان ذلك هو مدخلنا في كسب ثقة دول التحالف العربي والمجتمع الدولي.

انها حقاً تجربة ناجحة وفريدة استفاد منها الجنوب، وهو يخوض معركة التحول السياسي ومرحلة البناء في ظل الازمات والحصار، ولا شك ان دولاً كثيرة ستستفيد من تجربة الجنوب التحررية.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى