حكايتي مع الجاري الطويل أبو يد خشبية وحبل

كتب ـ بدر حمود محمد

كنت وأنا صغير بعمر 15 أو16 عاما أعمل في دكان خالي في سوق الحراج بكريتر وكان يبيع فيه شنط سمرقند من الحديد ومزخرفة كأنها عروسة مولد وهي أبو ثلاثة أقفال إضافة إلى رزة عريضة بعرض الشنطة تدخل بوسط الأقفال الثلاثة زيادة في الأمان وكانت الشنط متعددة الأحجام حتى إنها عندما تأتي بقراطيسها من الميناء نجد شنطة داخل شنطة داخل شنطة إلى شنطة بحجم صغير جدا ,,,,,يعني في الشنطة الكبيرة الواحدة خمس شنط بأحجام مختلفة ,,,,,

وكان يبيع الكنابل أبو طاؤوس الناعمة جدا والجميلة الألوان وكل كنبل له كيس من النايلون القوي جدا على سستة دار ما دار عليه ,,,,

ويبيع الطراريح أبو نفر وأبو نفرين وأنواع مختلفة ,,,,

ويبيع الفوط أبو تفاحتين والدنقالة وأبو قارورة وغيرها من فوط أندونيسيا الشهيرة في بداية السبعينات من القرن الماضي,,,,,

ويبيع القماش الأبيض البابلين وغيرها من السلع ودكانه ركن في بداية الزغط الأول بسوق الحراج و على بابين ,,,,,,باب لشارع السيارات وباب للزغط,,,

وقدامه كان محل صغير لآصق بالجدار حق محمد فاروق الهندي يبيع فيه الند بكل أنواعة وكل يوم عندما يفتح يلصي حبتين ند رائحتها جميلة ومنعشة ويعطي واحدة لخالي وواحدة يضعها في واجهة محله ,,,,,,

وكان لدى خالي مستودع في الطويلة أمام زغط مسافر خانة على الشارع وأنت طالع للصهاريج وفيه كل ما ذكرت من بضائع ,,,,,

وعندما تنفد كميات من البضاعة من الدكان كان يطلب مني أن أخذ جاري أبو يد الطويل من سوق الكدر القريب للدكان حقنا وأدفع شلن لصاحب الجاري كإيجار وأسحبه من الحبل الذي مربوط باليد الخشبية التي تعمل كدفة القارب لتوجيه الجاري الطويل كما ذكر الكابتن النجم الكبير طارق ربان ,,,,,

وكما ذكر أيضا إننا نأخذ الجاري بدون بطاقة ولا ضمان ولكنه يعرف كل المحلات التجارية وأصحابها في السوق ويعرف كل من يعمل لديهم من العمال !!!!!,,,,,

فكنت كل ما أحتاج جاري يقول لي خذ جاري خارجنا يا إبن الحمادي بلا فحيس,,,,,

هههههه لإنني كنت أدور على الجواري الموجودة وأتفقد عجلات الجواري الأربع لأن بعض الجواري إطاراته منخسة ويصبح ثقيل جدا عندما تجره ,,,,,,

وأخذ الجاري المناسب وأسحبه بعد وضع الحبل على كتفي الأيمن وأمسك اليد الخشبية لتوجيه الجاري,,, وأذهب به إلى الطويلة وأحمله بالبضائع التي طلبها خالي,,,,,

وتصوروا عمري كان 15 أو 16 سنة وأسحب جاري بهذا الحجم وأمشي به بين السيارات إلى الطويله وأعود به محملا وثقيلا جدا إلى الدكان بسوق الحراج وبعد ما أفرغه من البضاعة أرجعه إلى صاحبه ,,,,,,

كانت مهمة شاقة ومتعبة جدا ولكن الرياضة بفضل الله نفعتني كثير هههههههههه,

وعندما أرجع الجاري إلى صاحبه لا يتفقده ويثق بالناس ويقول لك عشق بالجاري جنب إخوانه هههههههه

وأعود للدكان للقيام بمهمة أخرى هي فتح القراطيس والجواني حق البضاعة المتنوعة وأرصها كل صنف في مكانه وبعد ذلك أقوم بعملي في إستقبال الزبائن الذين كانوا أغلبهم من الصوماليات التاجرات من جيبوتي وبر الصومال وزبائن آخرين يمنيين وهنود وتعلمت أسعار السلع والبضائع وعلمني خالي رحمة الله تغشاه كيف أساوم الزبون وأبيع له وأرغبه في الشراء وكيف أحاصره بالأسعار وكيف أعرض عليه السلعة التي يريدها ,,,,,,

وكانت أجرتي زهيدة جدا لإنه خالي أخ أمي وكنت ساعتئذ يتيم الأب فقد توفى والدي وعمري 13 عاما , !!!!!!

وفي الساعة الثامنة مساء كان يطلب مني العودة إلى القلوعة (بيتنا الحالي ) حيث كنت عندما أباشر العمل لديه من الساعة الثامنة صباحا أذهب إلى بيته في الطويلة بحافة البقر حق إسماعيل نجار (وكانت الحافة الوحيدة التي فيها بقر )!!!!!! وهي أمام زغط مسافر خانة بالضبط وتعطينا خالتي المفاتيح حق الدكان من أجل أفتح وأرتب البضائع فيه حتى يوصل خالي الساعة التاسعة صباحا وطبعا كنت أنطلق من القلوعة الساعة السابعة صباحا لأركب الباص التاتا الكبير الذي خط سيره إلى المعلى الشارع الرئيسي وفي كل برت (موقف الباص) كان يوقف يطلع ناس وينزل ناس ثم يدخل معلى دكة وبعد الوقوف فيها لينزل ناس ويطلع آخرين ننطلق إلى دكة الكباش بعد أن يمر بجانب شركة الباصات الرئيسية في معلى دكة وبعد الوقوف بالبرت حق الكباش يواصل السير إلى موقف أو برت ريجل إذا في طالع أو نازل ولكن في ذلك الوقت من الصباح الباكر نادرا ما نجد راكب أو راكب يريد النزول !!!!!!

ثم ينطلق الباص ويصل محطة عيشة خلف فندق عدن (لم يكن الفندق موجودا حينها ) وينزل ركاب ويطلع ركاب وأحيانا يطلع أحد المفتشين اللآبسين زي ضباط ليفتشوا تذاكر الركاب وينزل بعد محطة أو محطتين حسب عدد الركاب بالباص ,,,,,,,ونصل إلى برت مستشفى الجمهورية وينزل عدد كبير من الموظفين والممرضين المتأخرين عن العمل والزوار
ويطلع عدد لا بأس به من الركاب وننطلق إلى برت شارع أكتوبر الذي أمام منزل الفنان المرحوم بإذن الله أحمد قاسم ثم يتوقف الباص ببرت السيفيو هوتيل ثم في فتحة التربية والتعليم ثم برت ثانوية الجلاء ويواصل إلى كريتر ويوقف في برت المحكمة حق عدن ,,,,,,

ثم يواصل إلى موقف البنوك في الساحة الكبيرة حيث ينزل الكثيرين وبعدها يواصل سيره إلى محطة الباصات الرئيسية ونبلغ نهاية الرحلة وينزل الركاب وأنا واحد منهم بعد قضاء ساعة كاملة بالباص من القلوعة إلى كريتر بأربع عانات فقط ( نقول للأربع عانات باولة ) ,,,,,وهكذا هي رحلة العودة إلى القلوعة بعد العمل وكنت أصل التاسعة ليلا

وطبعا عند الظهيرة كنت أقفل المحل أو الدكان (الساعة الواحدة تقريبا ) بعد الصلاة مباشرة حيث كنا نصلي في مسجد الحراج الذي بجانبنا وكنت أسبق خالي إلى البيت وهو يذهب إلى سوق القات ليشتري القات المطول من عند القلعة وكان خالي لديه طبع مش تمام فقد كان سريع الغضب ويزعل جدا إذا قال له أحدهم ورينا قاتك ياحمادي ويضارب وكان أهل السوق والتجار يخافوا من غضبه ويتجنبوه,,,,,,

وأنا طبعا واحد من الخائفين ههههههههههههه

وبعد ذلك نتغدى عنده في بيته بالطويلة وبعد الغداء آخذ المفاتيح وأسبق إلى الدكان وهذا أصبح روتين يومي ,,,,,,

في مرة من المرات أغضبت خالي و كان سيقتلني من الضرب مش بيداته لا لا لا أخذ الوار الحديد الذي نقيس به البز عندما نقطع للزبائن ,,,,,

ولولا لطف و ستر الله ثم تدخل محمد فاروق صاحب محل الند الذي أمام دكان خالي في الوقت المناسب لكانت دمائي ستسيل من رأسي والله يعلم إيش كان بايحصل ؟؟؟؟؟!!!!!!!

والسبب الزنقلة حقي فقد كان خالي يذهب يصلي العصر في مسجد الحراج ومنعني من فتح الراديو الكبيرة حقه في غيابه ,,,,,,,,

وذاك اليوم كنت أراقبه من الدكان لما دخل المسجد وأطمأنت وجلست بالكرسي حقه وفتحت الراديو على جيبوتي وكانت أغنية راقصة حق العزاني الله يرحمه,,,,,, شفت ناقش الحناء,,,,,

وجلست أطبل فوق الطاولة الكبيرة التي تفصل كرسي خالي عن بقية الدكان ,,!!!!! وفجأة,,,,,, ظهر خالي فقد عاد للدكان ,,,وأنا في تلك الحالة منتشي وأطبل ,,,,,فبهرر لي بعيونه التي رجعت جمر أحمر وتناول الوار الحديد وربنا ستر وتووووووبه عاد أكرر وعلمت فيما بعد إيش الذي رجع خالي إلى الدكان ؟؟؟!!!!

فقد نسى المشده حقه هههههههه ,,,,,,,,معي حظ تعيس

أنا ماذكرت لكم هيئة خالي ,,,,,,,,,كان يشبه الفنان المصري الراحل زكي رستم وعيونه مفنجلة وكبيرة وطوله متر وثمانين سم وقوي جدا وهو من كثر المضاربه بشبابه رأسه كله معردد وأصلع الرأس ,,,,,,يعني يخوف بإختصار ,,,,هههههههههه
ونعود لإنهاء الحكاية :____

في تمام الساعة الثامنة أغادر وكان خالي يعطيني شلن ونصف فقط منها أربع عانات حق الباص للعودة !!!!!

وأعطي الشلن لأمي رحمة الله تغشاها ويسكنها الجنة وأحتفظ بالعانة المتبقية !!!!!!
وطبعا الشلن كان يجيب للبيت كله عشاء روتي مع الفول !!!!! ,,,,,,,,

وأقوم في اليوم التالي وأذهب بنفس الرحلة وكانت أمي تعطيني أجرة الباص فقد كان خالي قاسيا وليس لديه أطفال ومات دون أن يخلف ,,,,,,أمر الله ,,,,,

وكانت أمي تقول له زيد الأجرة لبدر وكان يرد عليها خليه يفتحس ويعرف قيمة الفلوس لا تسرفي الولد بدلعك له ,,,,,,,,وطبعا هذا مبرر غير مقبول ههههههههه,,,,,,,

وكانت الثلاثة أشهر كل عام مدة الإجازة أقضيها مرة مع خالي في الدكان وإجازة أخرى أعمل عمل عضلي فقد أشتغلت ببناء سور مدرسة الروضة الذي بجانب ملعب نادي الروضة لكرة القدم وكانت أجرتي عشرة شلن ولكن على فترتين من السادسة صباحا إلى الخامسة عصرا تخللها ساعة واحدة لتناول الغداء,,,,,

وإجازة أقضيها بأحواض السفن وإجازة بنقابة الموانئ بمبنى النقابات حيث أشتغلت طباع على الآله الكاتبة,,,,,,

وهكذا كل سنة إلى أن خرجت من بعد أول ثانوي نهائيا من الدراسة ,,,,,

وأشتغلت ومن ثم واصلت الإنتساب وأخذت الثانويه العامة وواصلت الدراسة في كلية الإقتصاد والمحاسبة وأخذت دبلوم محاسبة بتقدير جيد مع إنني كنت ساعتها أؤدي خدمة التجنيد ,,,,,,,

وهذه الخدمة لها حكاية طويلة كيف جاءت وأنا أدرس سنة أولى كلية بجامعة عدن ولي ثلاثة أشهر ,,,,,,!!!!!!!

تحياتي ,,,,,,,

وسامحوني إذا صدعتكم بتجربتي الحياتية منذ بداية شبابي ,,,,,,,,

أخوكم/ بدر حمود محمد ,,,,,الخميس 23 مايو 2024م

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى