في 7 يوليو 1994م ضُرب آخر مسمار في نعش الوحدة

كتب :زياد الشنبكي

صحيح ان الوحدة كانت حلم لأبناء الجنوب، إلا أنه ما لبث ان تحققت حتى تحولت إلى كابوس مرعب، استيقظ الجنوبيين على اغتيلات لكوادر الجنوب الذين ذهبوا إلى صنعاء حاملين الفرحة والأمل بأن المستقبل يبتسم لهم وللجميع، ليعودوا إلى الجنوب جثث هامدة.. فقد كانت هذه الرصاصات الأولى التي وجهت إلى صدر الوحدة الموءودة التي كانت لاتزال في مهدها ليرضعوها الدماء بدلاً عن الحليب…

لقد كان الشريك في صنعاء مبيتاً للغدر بشركائه الجنوبيين، وما الاغتيلات التي طالت اكثر من 153‪ كادر من كوادر الجنوب إلا بداية لافراغ الجنوب من كوادره، وما كان نقل المعسكرات والالوية الجنوبية إلى الشمال إلا خطه لافراغ الجنوب من قواته المسلحة، ولكي تكون تلك المعسكرات فريسة سهله للانقضاض عليها، كل تلك المجريات كان عفاش يخطط لها بعناية للانقضاض على الجنوب وكل ذلك تحت مسمى الوحدة الاندماجية.

وما ان استشعر الجنوبيين الغدر والمكيده من نظام صنعاء فقد كان الوقت متأخرا، وما توقيع عفاش على وثيقة العهد والاتفاق إلا استمرار للخديعة لتنفيذ مخططه الدموي تجاه الجنوب، حتى اعلنها صراحة من ميدان السبعين في صنعاء في 27 ابريل 94م بالحرب على الجنوب، وهذا ماحدث فعلاً.

فقد حشد عفاش جميع القوى في صنعاء واستعان بحزب الإصلاح الإخواني، لاصدار الفتاوى التكفيرية لاجتياح الجنوب واباحه دماء الجنوبيين، ومنها لم يكتفي عفاش بحشد اللالوية العسكرية بل استعان بالحشد القبلي والعائدون من أفغانستان والالويه الجنوبية المتواجده هناك متذ حرب 86م ليشن حربا دمويه على الجنوب بعد ان شتت معسكرات الجنوب واستفرد بها وحداً تلو الآخر واستخدم الحيلة والخديعة ليجتاح الجنوب في 7 يوليو 1994م لصبح الجنوب غنيمة حرب لعفاش وجنوده ليضرب بذلك اخر مسمار في نعش الوحدة…

وما لحق ذلك من ممارسات من نشوة المنتصر تسريح تدمير نهب طمس هوية، اشبه بقنبله نووية انفحرت بالجنوب ارضاً وانساناً… وما العزيمة والقوة والاصرار التي شهدها الجنوب خلال الحراك السلمي وخلال حرب 201‪5 م وصلابة المقاومة الجنوبية إلا كانت نتاج لتلك الممارسات التي مارسها الاحتلال اليمني خلال تلك الفترة.

وخلاصة القول فان اجتياح الجنوب بقوة السلاح ونهبه وتدمير مؤسساته في 7 يوليو 1994م كان اخر مسمار يضرب في تابوت الوحدة المشؤومة.

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى