خارجية الانتقالي.. نهج سياسي ودبلوماسي محدّث لتعزيز الحضور الدولي
أبين ميديا /العاصمة عدن
يشهد المجلس الانتقالي الجنوبي حراكًا جادًا، ومسؤولاً لتحديث وتطوير العمل السياسي والدبلوماسي، انسجامًا مع التحديات الراهنة التي تُواجه العملية السياسية الشاملة برعاية الأمم المتحدة، ويُجسّد هذا التوجه قدرة المجلس الانتقالي الفائقة على التكيّف مع مختلف الظروف الاستثنائية، ومواصلة مسيرته النضالية في سبيل الدفاع عن مصالح شعب الجنوب العادلة وتحقيق تطلعاته المشروعة.
جهود حثيثة لتطوير العمل الدبلوماسي:
في إطار مساعيه الدؤوبة لتطوير وتحديث العمل السياسي والدبلوماسي، أصدر الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قرارًا هامًا في أواخر شهر مارس من العام الجاري، يقضي باستحداث هيئة الشؤون الخارجية والمغتربين ، بدلاً عن الادارة العامة للشؤون الخارجية التي جرى دمج مكوناتها وكادرها في اطار الهيئة المستحدثة، وتعيين الدكتور صالح الحاج رئيساً لها.
الحاج: سيرة حافلة بالنضال والعطاء والإنجازات:
يتولى رئاسة هيئة الشؤون الخارجية والمغتربين الدكتور صالح الحاج، وهو سياسي جنوبي مخضرم عايش حقبات مختلفة من تاريخ جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية منذ استقلالها عن بريطانيا.
يتمتع الدكتور الحاج بسيرة حافلة بالنضال والعطاء والإنجازات، حيث شغل منصب مدير مكتب الرئيس الجنوبي علي سالم البيض، كما كان له دورٌ بارزٌ في إنجاح اللقاء التشاوري الجنوبي الذي نتج عنه توقيع عدد من المكونات السياسية والاجتماعية الجنوبية على الميثاق الوطني الجنوبي في مايو 2023،كان حينها رئيساً لفريق الحوار الوطني الجنوبي الداخلي.
هيكلة الخارجية .. آمال عريضة لإحداث نقلة نوعية في الأداء الدبلوماسي:
يُعلق المجلس الانتقالي الجنوبي آمالًا عريضة على أن تُحدث الهيكلة الجديدة لمؤسساته، خاصة هيئة الشؤون الخارجية والمغتربين، نقلة نوعية في الأداء الدبلوماسي.
ويرتقب المجلس أن تُسهم هذه الخطوة في تمكين الهيئة من مجابهة التحديات الداخلية والخارجية المتنامية التي تُحيط بقضية شعب الجنوب، خاصة في ظل تصاعد الأحداث والتوترات في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر، وتغيرات التحالفات الجيوسياسية، وبروز لاعبين جدد على الساحة الإقليمية.
تلعب هيئة الشؤون الخارجية والمغتربين دورًا محوريًا في تمهيد الطريق لإنشاء وزارة خارجية جنوبية كاملة الفاعلية في المستقبل ، وحرصًا على تحقيق هذا الهدف، واصلت قيادة الهيئة جهودها في وضع خطط تطويرية شاملة تشمل آليات عمل أقسامها الجغرافية وممثليها في الخارج، بما يتماشى مع توجهات السياسة الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي.
وتسعى الهيئة جاهدةً لتحقيق الأهداف المرسومة لبناء قدرات كادرها الدبلوماسي والإداري، من خلال تنفيذ برامج تدريبية وتأهيلية مكثفة، والاستفادة من خبرات كبار الدبلوماسيين الجنوبيين، لضمان قدرة الكادر على أداء مهامه بكفاءة عالية وفعالية.
الاستعداد لمفاوضات الحل النهائي:
أكد المجلس الانتقالي الجنوبي مرارًا وتكرارًا على تمسكه بإطار تفاوضي خاص بقضية شعب الجنوب في أي مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة وتهدف إلى إيقاف الحرب وإحلال السلام.
ويأتي هذا التأكيد ترجمة لأحد مخرجات مشاورات الرياض التي نتج عنها تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، والذي بات يضم ثلاثة أعضاء من المجلس الانتقالي بعد انضمام اللواء فرج البحسني واللواء أبو زرعة المحرمي إلى صفوفه.
كما تُعد الانتصارات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في معركة مكافحة الإرهاب مكاسب سياسية هامة على طاولة المفاوضات، فقد مكنت هذه النجاحات المجلس الانتقالي من فتح الآفاق لعلاقات تعاونية قوية مع الشركاء الإقليميين والدوليين، وذلك إيمانًا منه بأن الإرهاب والتطرف يشكلان الخطر الأكبر على الأمن والاستقرار في الجنوب والمنطقة بأكملها.
ومن هذا المنطلق، وضعت هيئة الشؤون الخارجية والمغتربين مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف على رأس أولوياتها في العمل الخارجي.
تعمل الخارجية الجنوبية على نشر رؤية المجلس الانتقالي لمكافحة الإرهاب والتطرف في جميع المحافل الدولية، من خلال التأكيد على ضرورة التصدي الحازم لكافة التنظيمات الإرهابية دون استثناء. وتؤكد الدبلوماسية الجنوبية على أن هذه التنظيمات تُشكل تهديدًا خطيرًا للأمن والسلم الدوليين، وتشدد على أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لمواجهتها بكافة أبعادها وأسبابها ، كما تدعو إلى محاسبة الدول الراعية للإرهاب وتجفيف مصادر تمويله ومنابعه الفكرية.
الجاليات الجنوبية.. واشراكها قي القرار السياسي الجنوبي:
كان لهذه الشريحة المناضلة دورٌ بارزٌ في دعم ثورة الجنوب، على مختلف الأصعدة، فقد قدمت الدعم المالي والمعنوي لفعاليات الثورة، وساهمت في جمع التبرعات للجرحى وأسر الشهداء، وعملت على كسر الحصار الإعلامي المفروض على شعب الجنوب، وساهمت في نشر الوعي بقضيته العادلة ومطالبه المشروعة.
وإدراكًا لأهمية دور الجاليات الجنوبية في هذه المرحلة التاريخية، تم استيعابها في هيكل هيئة الشؤون الخارجية، لتعزيز مشاركتها الفاعلة في القرار السياسي الجنوبي.
وتسعى هيئة الشؤون الخارجية والمغتربين عبر انشاء ادارة تهتم بقضايا وشؤون الجاليات الجنوبية إلى زيادة تأثير الجاليات السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في الدول التي تقيم فيها، وتنسيق جهودها ورعاية مصالحها وإبقائها على ارتباط وتواصل مستمر مع وطنها وقضاياه.
كما تعمل هيئة الشؤون الخارجية والمغتربين على تعزيز التعاون والتنسيق مع مختلف الجهات ذات الاختصاص في المجلس، لحثّ رأس المال الجنوبي في المهجر على المساهمة الفاعلة في بناء الاقتصاد الوطني، وتشجيع الاستثمار في مشاريع تنمية المجتمع الجنوبي.