هل حسمت محاولة اغتيال ترامب نتيجة الانتخابات؟
ابين ميديا/متابعات
شاهد الملايين حول العام صور الرئيس السابق دونالد ترامب بعد محاولة اغتياله، وربما شاهدوها مئة مرة.. “قبضة في الهواء، ودماء تسيل من أذن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وعلم أمريكي في الأعلى، وعلامة تحدٍّ على وجهه”.
نهض ترامب بسرعة من محاولة الاغتيال أمام حشد انتخابي في بنسلفانيا ونطق بكلمات “قاتلوا! قاتلوا! قاتلوا!” ومن الواضح أنه لا يوجد شيء إيجابي على الإطلاق في هذا العمل الرهيب من أعمال العنف السياسي، الذي أدى إلى مقتل أحد المارة الأبرياء ومطلق النار.
الصورة الأكثر شهرة
وتقول آروى مهداوي في صحيفة غارديان البريطانية: “ماذا عن البصريات الخاصة بحملة ترامب الرئاسية؟ حسناً، كما قال ترامب نفسه لصحيفة نيويورك بوست الأحد: يقول الكثير من الناس إنها الصورة الأكثر شهرة التي شاهدوها على الإطلاق.. هم على حق ولم يمت. عادة عليك أن تموت لتحصل على صورة أيقونية”.
ولا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه عما حدث السبت. نحن نعرف من هو مطلق النار المشتبه فيه – وقد حدد مكتب التحقيقات الفيدرالي هويته على أنه توماس ماثيو كروكس البالغ من العمر 20 عاماً – لكننا لا نعرف سبب قيامه بذلك.
وكان كروكس جمهورياً مسجلاً، لكن السجلات تظهر أنه عندما كان في السابعة عشرة من عمره، تبرع بـ15 دولاراً إلى لجنة عمل سياسية تجمع الأموال للسياسيين الديمقراطيين. وفي ظل المعلومات المتوافرة لدينا الآن، من الصعب تصوير كروك على أنه يساري متطرف.
لكن هذا لن يقنع الجمهوريين، الذين يلقون اللوم فعلاً على الرئيس جو بايدن والديمقراطيين في إطلاق النار. مرة أخرى، لا يزال هناك الكثير مما لا نعرفه حول ما حدث بالضبط، ولكن الشيء الوحيد الذي يمكننا قوله بشكل قاطع، هو أن حلفاء ترامب سيستغلون سياسياً حتى النهاية حادثة إطلاق النار.
وعلى سبيل المثال، غرد السيناتور الجمهوري تيم سكوت السبت قائلاً: “كانت هذه محاولة اغتيال ساعد وحرض عليها اليسار المتطرف ووسائل الإعلام التي تصف ترامب دائماً بأنه تهديد للديمقراطية، وبأنه فاشي وأسوأ من ذلك”.
كما غرد السيناتور عن ولاية أوهايو جي. دي. فانس بشيء مماثل، إذ قال إن “جوهر حملة بايدن هو أن الرئيس دونالد ترامب فاشي واستبدادي يجب وقفه بأي ثمن.. هذا الخطاب أدى مباشرة إلى محاولة اغتيال الرئيس ترامب”.
وتقول الكاتبة إن فانس محق بالنقطة الأولى، أي بأن محور حملة بايدن هو أن ترامب يشكل تهديداً وجودياً للديمقراطية.
وهذه الجملة تتردد مراراً وتكراراً. وقال بايدن في حفل جمع تبرعات في فبراير(شباط): “هناك تهديد وجودي واحد: إنه دونالد ترامب”. وصرحت النائبة الديمقراطية ماري غاي سكانلون في مؤتمر صحافي في أبريل(نيسان) إن “ترامب يشكل تهديداً وجودياً لحقوق الإجهاض في بنسلفانيا”.
ووصف النائب الديمقراطي غريغوري ميكس في مقابلة مع شبكة إم إس إن بي سي الأمريكية هذا الشهر ترامب، بأنه “تهديد وجودي للديمقراطية”.
وبحسب الكاتبة، كل ذلك لا يزال صحيحاً. لكن يوجد الآن تهديد وجودي لترامب، لذلك فقدت تلك الجملة قيمتها. وفي كل مرة سيثيرها الديمقراطيون، سيكون في إمكان الجمهوريين الزعم بأنهم يعرضون حياة ترامب للخطر مجدداً.
ومن المتوقع أن تبدأ تلك العبارة بالتلاشي. لقد جعلت محاولة الاغتيال من الصعب على الديمقراطيين التأكيد على كم هي خطيرة سياسات ترامب. وبخلاف ذلك، سيمضون الأسبوعين المقبلين في الحديث عن المدنية والتنديد بالعنف.
وتضيف الكاتبة “أنه من المؤكد، طبعاً، أنه يجب إدانة كل أنواع العنف. لكن من العار، أن السياسيين أنفسهم الذين ينددون بالعنف السياسي، لا يجدون أية مشكلة في الجحيم الذي يتساقط على أطفال غزة”. كما يبدو أن العنف يدان فقط عندما يتأثر به أناس معينون، بحسب الكاتبة.
كذلك ستفقد معناها سردية بايدن عن أن وصف ترامب انتخابات 2020 بـ”الكذبة الكبيرة” هي التي أدت إلى اقتحام “رعاع عنيفين” من مؤيدي ترامب مبنى الكابيتول.
وبينما ضعفت النقاط التي كان يثيرها الديمقراطيون حول ترامب، فإن اعتبار الأخير نفسه أنه شهيد شجاع، قد تعززت. كل ذلك يحدث في توقيت سيئ لبايدن. ولا حاجة للقول إن حملته في فوضى. ويومياً هناك حديث تلو حديث عن ضعف الرئيس ووهنه. ويبدو بايدن أصلاً بالمقارنة مع ترامب كرجل عجوز (مع أن الأخير أصغر منه بثلاثة أعوام فقط).
وختمت الصحيفة بالقول إن “ترامب هو الرجل الذي يقفز من محاولة اغتيال، بينما بايدن هو الشخص الذي يتعثر بالكلمات. وإذا كنت ناخباً متردداً ومتأثراً بالمرشح الذي يبدو أكثر رئاسية، فقد اتخذت قرارك للتو”.