رقصة فوق الجراح
خاطرة: كفاح الشراعي
أوقفوا الضجيج! توقفوا عن الهمسِ حولي؛ قلبي يئنّ بين يدي من أسعدتهم يومًا. ما زلت أستحق الحياة، أستحق الرأفة بنفسي ولو مرة.
في غرفةٍ ضيّقةٍ تتسلل إليها أشعة النهار بضعفٍ، انكفأتُ على ذكرياتي المهدورة. صوت طعنكَ الأخير ما زال يتردد في كياني، كرقصةٍ على شفا الجرح. كيف تمكنتَ من تمزيق عهودنا بيديك وتركها تتبعثر كأوراق الخريف؟ الرقص على بقايا القلب لا يحتاج إلى لحنٍ، يكفي أن تدوس على الجروح لتحيا نغمة الإذلال.
“خذلوني، وتركوا قلبي ينزف بلا رحمة. رقصوا على جراحه وكأنهم يحتفلون بموت ضحكتِهِ الأخيرة”.
يا لغربةِ الحديث عندما كان بيننا وعدٌ وقالت به الأيام كلمتها الأخيرة! ترَكَتْني وحدي في سرداب الوحدة، أصغي إلى محطّات الرحيل تشردني إلى أبعد من مسافات الصمت. لن تصدقني إن قلت إنني ما زلت أبحث عن بقايا دفء من عينيك، بقايا عهودٍ لعقتَها، وتركتَني أعدّ خيباتك كالمجنونة في عدّها.
الألم مثل أنشوطةٍ تلفّني، ضباب العيون يعانقني، وعندما أحاول الهرب؛ تتشابه الوجوه، وتعود عيناك الشاحبتان لتعذّباني.
ربما تنطفئ الجراح كما تذوب الشموع، لكنّ الرقص فوقها يُشعل الألم مجددًا كما لو بدأ للتو. يا قلبًا مهشّمًا، متى تُشفى من ورم الخيانة؟