تدني أسعار الفائدة يدفع المدخرين الأمريكيين للبحث عن بدائل

أبين ميديا /متابعات

أخيراً بدأ المدخرون الأمريكيون يعقلون الأمور، فبعد أن سئموا من أسعار الفائدة الزهيدة التي يحصلون عليها على حساباتهم الجارية وحسابات التوفير، يقوم المزيد من الأمريكيين الآن بتحويل أموالهم إلى منتجات ذات عائد أعلى، بما في ذلك شهادات الإيداع وصناديق سوق المال. ويمكن لبعض هذه المنتجات أن تدفع أسعار فائدة تبلغ 5 % أو أعلى، مقارنة بمتوسط 0.08 % على حساب الفائدة التقليدي.

وتعد هذه أنباء غير سارة للبنوك الكبرى الرئيسية، التي حقق أكبرها ما يتراوح بين 60% و78% من إيراداتها الإجمالية من صافي دخل الفائدة العام الماضي.

 

وقد رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة القياسية بين مارس 2022 ويوليو 2023 إحدى عشر مرة إلى أعلى مستوياتها منذ عقدين، إلى نطاق يتراوح بين 5.25% و5.5%. وفي حين سارعت كبرى المصارف إلى زيادة معدلات الفائدة على البطاقات الائتمانية وفوائد الرهن العقاري، إلا أنها تباطأت في تمرير زيادات الفائدة إلى عملاء الادخار. وفي هذا الصدد، يمكن لهذه المصارف أن تدين بالشكر إلى رضا العملاء، إذ تجد غالبية الناس مشقة في التحويل.

 

وساعد هذا التكاسل المصارف الأمريكية الأربعة الكبرى، «جيه بي مورغان تشيس» و«بنك أوف أمريكا» و«ويلز فارغو» و«سيتي غروب» في الحصول على ما إجماليه 253 مليار دولار من صافي إيرادات الفوائد في 2023، وهو رقم قياسي. لكن من غير المرجح أن يتكرر هذا الإنجاز، إذا كانت نتائج أرباح الربع الثاني دليلاً على شيء. فكلما طالت المدة التي يثبت فيها الفيدرالي الفائدة، كلما اضطر المدخرون إلى نقل أموالهم. وأشار «إنفستمنت كومباني إنستيتيوت» إلى ارتفاع الأصول في صناديق أسواق النقد الأمريكية إلى مستوى قياسي، قدره 6.15 تريليونات دولار، في وقت مبكر من الشهر الجاري.

 

وعلى المصارف دفع فوائد أعلى بكثير للدفاع عن قاعدة الودائع، ما يضغط على صافي هوامش الفائدة. وفي «ويلز فارغو»، انخفض صافي إيرادات الفوائد بالربع المنتهي في يونيو بنسبة 9% على أساس سنوي إلى أدنى مستوياته منذ عامين عند 11.9 مليار دولار. وأعلن كل من «سيتي» و«بنك أوف أمريكا» تراجعاً قدره 3%. وبالنسبة لـ«جيه بي مورغان»، فقد تمكن من مخالفة هذا الاتجاه بتحقيقه زيادة قدرها 4%. رغم ذلك، فحتى هذه النتائج تشكل تباطؤاً مقارنة بالأرباع السابقة.

 

وحالياً، يساعد انتعاش خدمات الصيرفة الاستثمارية والتداول في وول ستريت، كلاً من «سيتي» و«جيه بي مورغان» و«بنك أوف أمريكا» على تعويض قدر من تباطؤ نمو صافي إيرادات الفوائد.

 

ويتوقع استمرار هذا في الربع الثالث، مع تطلع الشركات إلى عقد صفقات قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر عالية الخطورة. سيكون من الصعب التنبؤ بالموعد الذي سيهوي فيه صافي إيرادات الفوائد إلى القاع. وقد ارتفعت أسهم المصارف الأربعة الكبرى بما يتراوح بين 29% و43% خلال الـ12 شهراً الماضية. وباستثناء «سيتي»، يتم تداول كافة أسهم هذه البنوك بأعلى من قيمتها الدفترية.

 

يأتي ذلك رغم المخاوف بشأن ارتفاع النفقات وتدهور جودة الائتمان والفتور في نمو القروض، ويتوقع أن تتحرك الأسهم في نطاقات عرضية، حتى يبدأ الفيدرالي في خفض الفائدة من جديد

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى