معاناة أسرة فقيرة: قصة من الخراب إلى الأمل

 

المهره – حصوين

في قلب القرية، حيث تلتقي الأرض بالسماء، تعيش أسرة صغيرة تعاني من الفقر والمحن. منزلهم، الذي كان ملاذًا لهم، أصبح الآن مكانًا للحزن والخوف.

كان الصباح الباكر يومًا عاديًا، حتى أن الشمس لم تظهر بعد. فجأة، هز الأرض إعصار عنيف ( تيج) ، مثل صرخة من الجحيم. تصاعد معه صوت الرعد والأمطار الغزيرة المصحوبة برياح تشتد وتيرتها تدريجيا ، وعلى مدى النهار والليل تتقلص فرص النجاة في ظل تزايد منسوب مياه السيول الجارفة، فتبدأ الجدران الهشة للمنزل بالإنهيار . كانت الأسرة تصرخ وتبحث عن مخرج، ولكن الزمن كان يتسارع.

وفي غمرة هذا المشهد المخيف الصعب والمحزن بنفس الوقت تتجلى رحمة الله وقدرته بأن يخلق منفذاً للنجاة و يُلهم تلك الأسرة المنكوبة كيفية النجاة بجلودهم في لحظات وكأن الزمن توقف وتجمد كل شئ حيث هو،
استطاع الأب بشكل او بآخر ان يجلي أسرته إلى مكانٍ ما ليأويهم بفضل الله تعالى ،
الأب الذي كان يعمل بجد لتوفير لقمة العيش، أصيب بإرهاق بدني ونفسي عميق . الأم، التي كانت تحمل عبء الأسرة، انهارت قواها وبكت. الأطفال، الذين كانوا يلعبون في الفناء، أصبحوا مشتتين ومرعوبين.

المنزل البسيط الذي كان يحمل ذكرياتهم، الذي كان يحميهم من البرد وعواصف العيش، أصبح الآن مجرد أنقاض. الأسرة تقبع في مبنى ليس مخصص للسكن، تحتضن بعضها البعض، وتنظر إلى ما تبقى من حياتهم.

ولكن في هذا الظلام، يتسلل إلى قلوبهم شيء من الأمل. تدغدغهم فطرة الإنسانية نحو الإنسانية لدى الآخرين، وهو الأمر الذي يستطيعون من خلاله الثبات أمام قساوة الظرف.
المنظمات الانسانية ورجال الخير يحاولون تقديم المساعدة، والجيران يمدون أيديهم. ولكن ذلك لم يتعدى مستوى المساعدة للبقاء على العيش ولو بأدنى مستوياته.
قد يكون الطريق طويلًا، لكن الأمل مازال يضيء الطريق.

وفي كل مرة ينظر فيها الأب إلى الأطفال، يعلم أنه يجب أن يستمر. الأم، بينما تمسح دموعها، تعد بأن تكون قوة لأطفالها. والأطفال، يلعبون بالأحلام والأمل، يعلمون أن البيت ليس مجرد جدران، بل هو حياة تنبض بالحب الصمود. ومازالت المعاناة مستمرة تخففها خيوط الأمل فقط. انتهت

هذه قصة من مئات القصص الشبيهة، وهي قصة واقعية
قد تكون الكوارث الطبيعية قاسية، لكنها تعلمنا أننا جميعًا نحتاج بعضًا من الرحمة والتعاون. دعونا نكون يدًا واحدة للمتضررين، ونبني مستقبل أحدهم.
فالإنسان للإنسان، رفع عنا وعنكم وعنهم البلاء اللهم امين.

#بن_عنوش المهري 21 / 7 / 2024 م
#تيج_حصوين
#اعصار_تيج

مشــــاركـــة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى