الكويت تستعد لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع سوريا
متابعات
أفادت تقارير إعلامية بأن وفدا من دولة الكويت يضم شخصيات دبلوماسية وسياسية زار العاصمة السورية دمشق لبحث إعادة فتح السفارة الكويتية هناك، بعد 12 عاما من القطيعة الدبلوماسية بين البلدين.
وعلى غرار العديد من الدول، خاصة العربية منها، أغلقت الكويت سفارتها في دمشق بعد الاحتجاجات التي شهدتها سوريا سنة 2011 وقمع السلطات لها.
وذكرت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام السوري، نقلا عن مصادر مطلعة على الأمر، الأحد، أن وفدا كويتيا زار دمشق في الآونة الأخيرة، تمهيدا لإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، على أعلى مستوى وبأقرب وقت.
وأشارت الصحيفة إلى أن “مجموعة من رجال الأعمال الكويتيين زارت دمشق أيضاً للبحث في فرص التعاون بين البلدين مع نظرائهم السوريين”.
وبدوره، أفاد موقع ” 963″ المحلي بأن أعضاء الوفد الكويتي تفقدوا مباني السفارة الكويتية تمهيداً لإعادة افتتاحها، بعد إغلاقها منذ العام 2011، مشيرا إلى أن أعضاء الوفد التقوا مع مسؤولين من النظام السوري، بحضور سفير السوري لدى الكويت تميم مدني، الذي رتب اللقاء منذ شهر.
ونقل الموقع عن مصادر مطلعة على الأمر، قولها إن زيارة الوفد الكويتي كانت مقررة في الأول من يوليو الحالي، لكنها تأجلت لأسباب فنية بحتة، مضيفة أن الوفد الكويتي يقيم في فندق “فورسيزن” وسط العاصمة دمشق، الذي يحظى بحماية أمنية مكثفة من قبل النظام السوري.
وهذه الزيارة هي الثانية من نوعها في العام الجاري. ففي وقت سابق من العام الحالي، زار وفد أمني دمشق واجتمع مع نظرائه السوريين. وتأتي هذه الخطوات الكويتية متزامنة مع المساعي لإذابة الجليد بين دمشق وأنقرة، بعد قطيعة دامت عقدا ونيف من الزمان.
وكان وزير الخارجية الكويتي السابق، الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، أكد أن بلاده ليس لديها خطط للتطبيع مع النظام السوري، كما فعلت بعض الدول العربية، في أعقاب الزلزال الذي ضرب شمالي سوريا وجنوبي تركيا في فبراير 2023.
وأكد الوزير الكويتي أن بلاده “ليس لديها خطط لتحذو حذو الدول العربية الأخرى في إعادة التواصل مع رئيس النظام السوري بشار الأسد، على الرغم من الزلزال الذي ألحق دماراً كبيراً بالبلاد”.
ومع ذلك لم تخالف الكويت الإجماع العربي بإعادة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية، رغم محاولتها عدم تمريره سياسيا إلى جانب قطر والمغرب واليمن، ولكن تلك الدول الأربع التي لها مسبباتها ومواقفها السياسية، وافقت على عودة الرئيس بشار الأسد إلى كرسي الجامعة، دون أن يكون لها تطبيع مباشر معه.
ورغم التطبيع، فإن الكويت أخذت موقفا ثابتا في العلاقة مع النظام السوري، داعية النظام لاتخاذ خطوات لبناء الثقة، من أجل المساعدة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية.
ومطلع العام الحالي، أرسل رئيس الحكومة السورية حسين عرنوس، ووزير خارجيته فيصل المقداد، رسائل تهنئة لنظيريهما الكويتيين على استلامهما منصبيهما عقب تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أن الجانب الكويتي تجاهل رسائل النظام السوري في مواقعه ومنصاته الرسمية، رغم ذكره للتهاني التي تلقاها من دول عدة.
ودعمت الكويت المعارضة السورية على مدى أكثر من عقد، واستضافت عديد المؤتمرات المعنية بالأوضاع الإنسانية في سوريا. ورغم القطيعة السياسية مع النظام السوري منذ مطلع عام 2012، إلا أن الكويت أبقت على حركة الطيران بينها وبين دمشق لخدمة الجالية السورية لديها.
ويحاول النظام السوري فك عزلته الدبلوماسية وإطلاق مرحلة إعادة الإعمار، بعد أكثر من 13 عاما من نزاع مدمر تسبب بمقتل أكثر من نصف مليون شخص، وأحدث دمارا هائلا في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.
وشهد العام الماضي تغيرات متسارعة تمثلت باستئناف دمشق علاقاتها مع دول عربية على رأسها السعودية، واستعادة مقعدها في جامعة الدول العربية، ثم مشاركة الأسد في القمة العربية في جدة في مايو للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عاما.
ومطلع العام الجاري، أرسلت دولة الإمارات سفيرا إلى دمشق للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع السوري في 2011. وقدم السفير الإماراتي الجديد حسن الشحي أوراق اعتماده لوزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مقر الخارجية السورية.
وتسرّع تركيا منذ أشهر جهود تطبيع العلاقات مع سوريا بدفع من الجانب الروسي حيث أفادت صحيفة “تركيا” المقربة من حزب العدالة والتنمية الحاكم، أن أجهزة المخابرات في أنقرة ودمشق عقدت جولات من المحادثات وتم الاتفاق على عقد اللقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد في معبر كسب الحدودي في أغسطس المقبل.
كما طرأ تبدل على موقف دول في الاتحاد الأوروبي حيال النظام السوري، بعد مقاطعة وفرض عقوبات احتجاجا على العنف الذي مارسه النظام في مواجهة المتظاهرين ضده.
وأعلنت إيطاليا الأسبوع، عن تعيين ستيفانو رافانيان، سفيراً لها في سوريا، وذلك بعد مرور 12 عاما على استدعاء طاقم سفارتها في دمشق بالكامل عام 2012، وتعليق النشاط الدبلوماسي هناك، وبتلك الخطوة، تصبح إيطاليا هي أول دولة من مجموعة الدول السبع، تعيد إطلاق بعثتها الدبلوماسية في دمشق، منذ انطلاق الحرب الأهلية في البلاد.
وفي خضم مساع رسمية سورية لفك العزلة الدولية، كشف الرئيس السوري بشار الأسد في أبريل الماضي عن لقاءات تجري “بين الحين والآخر” مع الأميركيين. لكن الأسد لم يوضح طبيعة تلك اللقاءات، كما لم يعلن ما إذا كانت ستفضي إلى تقارب محتمل بين واشنطن ودمشق.
ولا تزال الولايات المتحدة متمسكة برفض التطبيع مع النظام السوري، على الرغم من عودة العلاقات بين دمشق وبعض الدول العربية.