بحضور نخبة من قادة الفكر ودعاة السلام الدوليين مؤتمر “من السلام الداخلي إلى السلام العالمي” في دبي يوصي بإيجاد منصة مشتركة لترسيخ السلام لازدهار شعوب العالم
انعقد أمس مؤتمر”من السلام الداخلي إلى السلام العالمي” الإمارات أرض السلام ( #أنا_السلام ) الذي نظمته منظمة (ISCTH) الدولية بالشراكة مع أكاديمية اتصالات في دبي أمس الأول، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للسلام الذي يصادف 21 سبتمبر من كل عام. وضم المؤتمر في تجمع فريد من نوعه من أجل الانسجام والوحدة العالمية، عدد من أصوات قادة الفكر والدبلوماسيين ودعاة السلام من مختلف القطاعات من داخل الدولة وخارجها، لتعزيز السلام المستدام.
وأوصى المؤتمر بإيجاد منصة مشتركة لترسيخ السلام والاستقرار والازدهار لشعوب العالم كافة، وأهمية الحوار البناء والحلول المبتكرة لتمهيد الطريق نحو السلام الدائم، كما أوصى المؤتمر بتأييد مبادرات حوار السلام حول العالم والاستفادة من الخبرات السابقة واستثمارها في تعزيز السلم العالمي، ودعا الى إشاعة ثقافة الرحمة والتعاون على الخير، وتهيئة الظروف للسماح للسلام بالازدهار، وإمكانية صياغة حلول دائمة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع” .
وأشاد المؤتمر بالدور البارز لدولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز أركان الأمن والسلام الدوليين، من خلال تبني دولة الإمارات للمبادرات التي تحث على إعلاء قيم التسامح والتعايش ، مشيراً الى إن دولة الإمارات أصبحت مثالاً وقدوة في هذا الصدد، وواحة للعيش المشترك بين مختلف الجنسيات حيث تحتضن على أرضها أكثر من 200 جنسية، ما يجعلها واحدة من أكثر الدول تنوعاً في العالم، يعيش فيها السكان من مختلف الأديان ويمارسون عقائدهم وشعائرهم الدينية جنباً إلى جنب، ولطالما تبنى المجتمع الإماراتي قيم التسامح والشمولية والمساواة.
حضر حفل افتتاح المؤتمر سعادة العميد ناصر خادم الكعبي، مدير عام السعادة بوزارة الداخلية، والدكتور فيصل شاهين الحمادي، نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للإبداع، والسيدة هاجر العيسى، الأمين العام لجمعية الإمارات للإبداع، وعدد من الضيوف والمسؤولين من مختلف القطاعات بالدولة على رأسها شرطة دبي، وشرطة رأس الخيمة، ووزارة الثقافة، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي فرع دبي، وعدد من رؤساء الجاليات المقيمة في الدولة .
اشتمل برنامج الحفل على مشاركة الفرقة الموسيقية في شرطة دبي بمعزوفات موسيقية وطنية وشعبية تعتمدُ على قرع الطبول وآلات النفخ، بإيقاعات متناغمة نالت إعجاب الحضور، إلى جانب السيارات الكهربائية الحديثة الفارهة التابعة لإدارة الشرطة السياحية بشرطة دبي والتي حظيت بإعجاب واستحسان المشاركين في المؤتمر وتسابق الجمهور إلى التقاط الصور إلى جوارها، كما تميز حفل افتتاح المؤتمر بمقطوعات موسيقية لأوركسترا الإمارات السيمفونية للناشئة صفق لها الحضور بشدة، بالإضافة الى معرض للفن التشكيلي تضمن لوحات تعبر في مضمونها عن السلام وأهميته للمجتمعات، وكيفية العمل على تحقيقه، واشتمل أيضاً على بازار ضم منتجات متنوعة للأسر المنتجة.
تضمن الحدث كلمة رئيسية قوية ألقاها ميتر بارن، العضو المؤسس في ISCTH، والكاتب والمتحدث العالمي، ومرشد الشباب، والذي ألهم الحضور برؤى عميقة لتحقيق السلام الداخلي، وأكد خلال حديثه ما يلي: “اليوم، نجتمع لزرع بذرة السلام داخل أنفسنا، ورعايتها حتى نتمكن من البحث بشكل جماعي عن حلول مستدامة وشاملة للتناغم العالمي الدائم. في حين أنه من الأهمية بمكان استكشاف الحلول العملية خارجيًا، فإن التقدم الحقيقي يبدأ بكل منا في تنمية السلام الداخلي، فقط من هذا الأساس يمكننا بناء عالم يعكس قيمنا المشتركة من الهدوء والتفاهم”.
ومن بين المتحدثين البارزين الآخرين ألقى سعادة الأسقف باولو مارتينيلي، النائب الرسولي لجنوب شبه الجزيرة العربية، كلمة تحدث خلالها عن قوة التسامح والرحمة في تحقيق السلام.
وبدوره ألقى سعادة القنصل العام للهند في دبي ساتيش سيفان، كلمة خلال المؤتمر أكد فيها على أهمية تحقيق السلام في العصر الحالي.
ومن جانبه سلط الضوء السيد سوريندر سينغ كاندهاري، رئيس مجموعة الدبوي وغورو ناناك جوردوارا في دبي، على أهمية أن تشمل ثقافة السلام القيم والمواقف والسلوك.
وتضمن المؤتمر حلقة نقاشية شارك فيها مجموعة من القادة والخبراء البارزين، منهم السيد خالد العوضي، نائب الرئيس التنفيذي ومدير الشراكة والعضوية في مؤسسة دبي الإنسانية، والسيد ماهيش أدفاني، رجل الأعمال الهندي البارز والمحسن والمتحدث التحفيزي، والدكتورة تغريد زهدي محمد، رئيسة ومؤسسة مركز أفق السلام الدولي في دبي.
وقد تناولت المناقشات التي أدارها كايفاليا كاشياب، رئيس ISCTH، قضايا بالغة الأهمية حول استراتيجيات بناء السلام الفعال في عالم متنوع معولم.
وبدورها قالت ميترا بارن، مؤسسة وعضو مجلس إدارة ISCTH: تتشرف ISCTH باستضافة مؤتمر السلام المحوري هذا، في وقت يحتاجه العالم أكثر من أي وقت مضى، كان هدفنا هو إنشاء منصة حيث يمكن للأفكار أن تزدهر، ويمكن تشكيل الشراكات، ويمكن صياغة حلول دائمة لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع”.
تكرس ISCTH جهودها لتعزيز التعاون بين الأفراد والمنظمات والحكومات لخلق عالم مسالم من خلال التحول البشري، تركز مهمتنا على ربط البشرية من خلال حركة متنامية من السلام والحب العالمي، وتعزيز الوعي بالسلام، وزراعة ثقافة السلام التي تشمل القيم والمواقف والسلوكيات.
كما تدعم ISCTH تطوير المجتمع بالثقافة، حيث يختبر الناس المحبة والوئام والقبول والاندماج والثقة والحرية، بالإضافة إلى الوحدة داخل أنفسهم، وبين البشر الآخرين، والطبيعة.